الحسن ابن الهيثم، علم نفخر به في دنيا العلم، أشهر من ألف فى علم البصريات وعلوم الفيزياء، كانت حياته خصبة مثل علمه، كما أن علاقته بالحاكم بأمر الله الفاطمى صارت حكاية شهيرة فى التاريخ الإسلامي. يقول خير الدين الزركلي في موسوعته "الأعلام": (ابن الهيثم) (354 - نحو 430 ه = 965 - نحو 1038 م) محمد بن الحسن بن الهيثم، أبو على: مهندس من أهل البصرة، يلقب ببطليموس الثان، له تصانيف في الهندسة. بلغ خبره الحاكم الفاطمي (صاحب مصر) ونقل إليه قوله: لو كنت بمصر لعملت فى نيلها عملا يحصل به النفع في حالتي زيادته ونقصه، فدعاه الحاكم إليه، وخرج للقائه، وبالغ في إكرامه، ثم طالبه بما وعد من أمر النيل، فذهب حتى بلغ الموضع المعروف بالجنادل (قبلي مدينة أسوان) فعاين ماء النيل واختبره من جانبيه، وضعف عن الاتيان بشيء جديد في هندسته، فاعتذر بما لم يقنع الحاكم، فولاه بعض الدواوين فتولاها خائفا، ثم تظاهر بالجنون، فضبط الحاكم ما عنده من مال ومتاع وأقام له من يخدمه. وقيد وترك فى منزله. فلم يزل إلى أن مات الحاكم، فأظهر العقل، وخرج من داره، فاستوطن قبة على باب الجامع الأزهر. وأعيد إليه ماله، فانقطع للتصنيف والإفادة إلى أن توفي. وكتبه كثيرة تزيد على سبعين، منها (المناظر - خ) نشرت ترجمته إلى اللاتينية سنة 1572 م، وكان لها - كما يقول سوتر Suter. H - أثر بالغ في تعريف الغربيين بهذا العلم فى العصور الوسطى. ومن كتبه (كيفية الإظلال) ترجم إلى الألمانية ونشر بها مختصرا، و (تهذيب المجسطي) و (الشكوك على بطليموس - خ) رسالة، و (الأخلاق) رسالة، قال البيهقي: ما سبقه بها أحد، و (مساحة المجسم المتكافئ) نشر بالألمانية، و (الاشكال الهلالية - خ) و (تربيع الدائرة - خ) و (شرح قانون إقليدس - خ) و (مساحة الكرة - خ و (المرايا المحرقة) ترجم إلى الألمانية ونشر بها، و (تفسير المقالة العاشرة لابى جعفر الخازن) و (ارتفاعات الكواكب) الخ. ولمصطفى نظيف كتاب (الحسن بن الهيثم - ط).