بلغ ليفربول الإنجليزي ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2021-2022 بنجاح، بعد تخطي عقبة إنتر ميلان الإيطالي في مباراتي الذهاب على ملعب جوزيبي مياتزا والإياب على ملعب الأنفيلد ضمن منافسات دور ال 16. وحقق ليفربول الفوز بهدفين دون رد في جوزيبي مياتزا، ورغم خسارته بهدف مقابل لا شيء إياباً في الأنفيلد إلا أنه خطف بطاقة التأهل بذكاء كبير وعن جدارة وإستحقاق. وكان ليفربول الطرف الأفضل في المباراة التي أقيمت في ميلانو، وفاز بثنائية نظيفة من دون أي صعوبة تذكر، حيث فشل الإنتر بالخروج بنتيجة وأداء جيدين في ملعبه. وظهر ليفربول بوجهين في مباراة الإياب، حيث اعتمد على إغلاق مناطقه الدفاعية واللعب بريتم أقل سرعة لتجنب الأخطاء الدفاعية، مع عدة هجمات على مرمى الإنتر. وقد يكون المدرب الألماني يورغن كلوب قد فكر بتقليل الجهد المبذول في ظل المنافسة الشرسة مع مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي والعمل على حصد لقب دوري أبطال أوروبا. وبعد تسجيل لاوتارو مارتينيز هدف الإنتر الوحيد بعد مرور أول ساعة تغير شكل ليفربول الذي بدأ بالتوجه نحو حارس المرمى سمير هاندانوفيتش لمعادلة النتيجة إلا أنه فشل في ذلك في نهاية المطاف. إنتر ميلان يحصل على الاحترام وتغير أداء إنتر ميلان بين ما قبل الهدف وما بعده، ورغم طرد التشيلي أليكسس سانشيز بعد هدف الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز بدقائق. وحاول الإنتر بعد تسجيل الهدف الوحيد العودة بالنتيجة وجلب هدف التعادل، إلا أنه فشل في النهاية في ظل الفارق الفني بين الفريقين واللعب بعشرة لاعبين. النيراتزوري حاول إصلاح أخطاء الذهاب إلا أن الظروف لم تقف بجانبه. و ربما لم يقدم ليفربول أفضل مبارياته، لكنه أنجز مهمة التأهل إلى ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، رغم خسارته على أرضه أمام إنتر ميلان 0-1 مساء الثلاثاء، في إياب الدور ثمن النهائي. حقق ليفربول المطلوب، وهو الذي قابل الحظ بوجهيه، فقد كان محظوظا في طرد نجم إنتر ميلان أليكسيس سانشيز بعد هدف المباراة الوحيد، لكنه في المقابل، أصاب إطار المرمى 3 مرات، الأمر الذي حرمه من إسعاد جماهيره غير المعتادة على خسارة فريقها في ليالي "أنفيلد" الأوروبية. لكن إنتر ميلان يستحق إشادة كبيرة، خصوصا مدربه سيميوني إنزاجي، الذي تمكن بطريقة أو بأخرى، من وضع مشاكل الفريق المحلية جانبا، بهدف إحياء أمله في البقاء بمسابقة النخبة القارية، فقدم لاعبوه أداءً متوازنا، أفسده طرد سانشيز في وقت كان فيه الفريق يبني زخما لتسجيل الهدف الثاني. سيميوني كان حكيما بخياراته، وهو الذي اعتمد على طريقة اللعب 3-5-2، حيث لعب ستيفان دي فري إلى جانب ميلان سكرينيار وأليساندرو باستوني في الخط الخلفي، وتواجد على طرفي اللعب كل من دينزل دومفريس وإيفان بيريسيتش، وتمركز في وسط الملعب 3 لاعبين تبادلوا الأدوار فيما بينهم هم مارسيلو بروزوفيتش وأرتورو فيدال وهاكان كالهانوجلو، خلف ثنائي الهجوم سانشيز ولاوتار مارتينيز. كانت رغبة إنزاجي واضحة في التركيز على طرف ليفربول الأيمن، بواسطة انطلاقات النشيط بيريسيتش، وهو ما جعل الفريق الإنجليزي يفكر مرتين في المبالغة بطلعاته الهجومية، وتحرك سانشيز حول مارتينيز كثير، بيد أن الإثنين لم يتمكنا من تشكيل الخطورة المطلوبة في الشوط الأول. الدفاع كان متيقظا، لكنه عانى في الكرات الثابتة التي دائما ما شكلت تهديدا على مرماه، ورغم الزخم العددي في خط الوسط، افتقد الفريق لصناعة الألعاب من العمق، في حين شدد فيه ليفربول رقابته على بيريسيتش ودومفريس. وفي الشوط الثاني، ورغم أن ليفربول حاول قتل المباراة بهدف ثالث، استمر إنتر في المحاولة بعقلانية، ما أسفر عن هدف السبق، الذي يتحمل مدافع ليفربول فيرجيل فان دايك، بعض المسؤولية فيه، بعدما كشف الزاوية أمام صاحب التسديدة مارتينيز. لكن تهور سانشيز قتل اللقاء تماما، فلم يكن في يد الفريق الإيطالي فعل شيء، ليعجز عن تسجيل الهدف الثاني، الذي كان كفيلا بتمديد المباراة شوطين إضافيين. في الطرف الآخر، لجأ مدرب ليفربول يورجن كلوب إلى طريقته المعتادة 4-3-3، حيث استمرت الشراكة بين فان دايك وجويل ماتيب في عمق الدفاع، بإسناد من الظهيرين ترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون، وأدى فابنيو دور لاعب الارتكاز، وتحرك أمامه تياجو ألكانتارا وكورتيس جونز، خلف ثلاثي الهجوم محمد صلاح وساديو ماني وديوجو جوتا. لم يتمكن هجوم ليفربول من تشكيل الخطورة أمام خد دفاع إنتر الثلاثي، وعاش جوتا بالذات ليلة هادئة، رغم محاولته الانتقال إلى الجناح الأيسر، من خلال تبادل للمراكز ماني الذي يكن أفضل حالا من زميله البرتغالي. لكن دفاع ال"نيراتزوري" تعذب في الشوط الأول أمام الكرات الثابتة التي باتت نقطة قوة الفريق الإنجليزي في الآونة الأخيرة، ولم يكن ماتيب محظوظا عندما أصاب العارضة. انتقل سوء الحظ في الشوط الثاني إلى صلاح الذي سدد في القائم مرتين، ورغم إدارة كلوب المثالية للقاء في شوطه الأول، عانى ليفربول في الشوط الثاني، ولم يستغل نقص صفوف المنافس، وفضل الحفاظ على النتيجة، مع إشراك القائد جوردان هندرسون لإحكام السيطرة على منتصف الملعب.