في البداية أود الإشارة إلى أن التنوع في النقد لظواهر سلبية ولو من وجهة نظرنا البسيطة هو بمثابة إظهار لرغبة حقيقية في معالجة تلك السلبيات بهدف نبيل بعيداً عن أي مطمع أو مصلحة فردية.. وموضوعنا اليوم عن التعليم إذ لفت انتباهي أثناء زيارتي لأحد الأصدقاء أن حضر إليه أخوه الأصغر طالباً مساعدته في التعبير ثلاثة أو أربعة أسطرعن نفسه باللغة الإنجليزية وعند سؤالنا له أخرج ورقة فيها عدة أسئلة مع إجاباتها وقال إن الأستاذ أعطاهم إياها طالباً منهم حفظها لأن الاختبار لن يخرج عنها إضافة إلى سؤال الإنشاء.. هذا هو الموضوع بكل بساطة ، في مدرسة تقع في نطاق أمانة العاصمة طبعاً بعيداً عن ذكر أسمها فكيف حال المدارس البعيدة ولا نقصد ا لعموم لكن بالله عليكم إذا وقفنا على تصرف هذا المعلم فبماذا سنفسره..؟ سؤال يطرح نفسه، وهل تلك الأسئلة البسيطة هي محصلة دراسة نصف عام؟ ولا نجد تفسيراً لذلك أو إجابة سوى أن الأستاذ أو المعلم يريد رفع نسبة النجاح بالقدر الذي ينفي عنه المسؤولية التقصيرية وطبعاً من منظور خاطئ همه الكم قبل الكيف كما لا يهمه الوقوف على مستويات الطلاب تحديداً ليعطي كل ذي حقٍ حقه، إذ أن توزيع الأسئلة مع الإجابات بهذه الصورة سيصعب عليه الأمر إلا إذا كان لديه طريقة أخرى فهذا عائدٌ إليه وليس من العيب أن يضع مجموعة كبيرة من الأسئلة في مراجعة عامة يختفي بينها الاختيار دون إقناع الطالب بعدة أسئلة مع الإجابات وليس غيرها، رغم أنها لا تتجاوز أصابع اليد، فأين الإخلاص إن غابت الرقابة..؟ وأي جيل تحمله الأيام القادمة إذا كان المعلم لا يؤدي دوره على الوجه المطلوب سيما وأنه يحمل رسالة سامية؟ أسئلة كثيرة لا نجد لها إجابة ليظل التعليم هاجساً حقيقياً يتطلب منا جمعياً القيام بدور حقيقي سواء معلمين أو إدارات معنية أو أولياء أمور الطلاب، للوصول إلى الغاية المطلوبة، فبدون المعلم المؤهل والرقابة المستمرة على الأداء والعلاقة الحقيقية بين المدرسة والأسرة إضافة إلى مناهج ووسائل أخرى يسأل عنها أهل العلم والدراية بها لن نصل إلى تعليم حقيقي يلبي المطلب والغاية المنشودة،بقي أن أذكر هنا أن الجيل الصاعد عنوان لبناء الأوطان أو هدمها ملاحظة الجيل الصاعد اسم مدرسة شيدها الأهالي في منطقة المواسط عام 1964تقريباً وأعادت الدولة توسعتها وترميمها، يديرها اليوم كادر متميز بأدائه العالي والمتابعة المستمرة لأحوال طلابها سمة ملازمة لهذا الأداء الإداري الذي يستحق منا كل الشكر والتقدير لهم ولكل من يعمل في هذا الحقل الهام بروح التفاني والإخلاص والشعور بالمسؤولية اقتداء بالمعلم الأول عليه الصلاة والسلام... وإلى الملتقى.