الآباء والأمهات يطرحون السؤال: هل كتب التقوية التي تباع تفيد أبناءهم أم هي عبء جديد من أعباء الدراسة؟! فكما هو معروف أن ظاهرة كتب التقوية أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة وبصورة كبيرة، وتحت مسميات عديدة. ليس هذا فحسب، بل هناك كتب خاصة بالأسئلة والإجابات لنماذج امتحانات وزارية، كما كتب عليها. الأبناء منهم من يرى في هذه الكتب عذرا للفشل في الامتحانات، والبعض الآخر يراها تغطية لعجز داخلي وهروبا من حقيقة المذاكرة. "السياسية" وقفت عن قرب أمام هذه المشكلة والتي تزداد عام بعد عام، والمعني بها أطراف مختلفة من وزارة التربية والتعليم، وأولياء الأمور، والطلاب وتنتهي بأصحاب هذه الكتب. وزارة التربية حذرت وزارة التربية والتعليم في أعوام سابقة أحالت مؤلفي كتب طلابية مزورة إلى النيابة العامة، وحذرت طلاب الشهادتين الثانوية والأساسية من التعامل مع الكتب والكتيبات التجارية المتداولة في السوق، حيث جاء هذا التحذير بعد أن ظهرت سلسلة من كتب التقوية في السوق تحت عناوين ومسميات مختلفة. ودعت الوزارة الطلاب للالتزام بالكتاب المدرسي والأسئلة التجريبية من قبل الموجهين وأسئلة الامتحانات للأعوام السابقة التي يمكن الاستفادة منها. الاعتماد على المدرس المربية شمس محمد عبد الله وكيلة مدرسة تعليم أساسي قالت: "أثناء تصحيح إجابات الامتحانات لا نعتمد على الإجابات الموجودة في تلك الكتب، بالإضافة إلى أن الكتب مكلفة جدا بالنسبة لبعض الأسر وقد يتجاوز ثمنها أربعة آلاف ريال". وأكدت أهمية الاعتماد على المدرس أثناء الحصة الدراسية والتركيز على الإجابات النموذجية التي يقدمها للطلاب. من جانبها أيدت أميرة فيصل، مدرسة لغة إنجليزية، عدم الاعتماد على هذه الكتب التي تباع في الأسواق والتي يقال عنها "إجابات نموذجية"، غير أنها تؤكد من خلال تجربتها ورود الكثير من الأخطاء غير المسموح في تلك الكتب، خاصة في المراحل الانتقالية المصيرية. ودعت كافة المدرسين في المرحلتين الثانوية والأساسية إلى تدارك مثل هذه الأخطاء، وعمل ملزمة نماذج امتحانات سابقة وإجاباتها النموذجية تساعد الطالب على تجاوز الأخطاء في هذه الكتب وتجاوز الامتحانات بصورة صحيحة دون اللجوء إلى الربح والمتاجرة. الأستاذ عيدروس محمد صالح، مدرس قرآن كريم، تساءل عن الجهة المسؤولة عن نزول مثل هذه الكتب واكتساحها الأسواق بهذا الشكل المثير وغير المسؤول. ورأى أهمية الرقابة والتعرف على أسباب نزولها إلى الأسواق والتي أصبحت تباع على أساس تجاري أكثر مما هي علمية. توجد جهة رقابية أما الأستاذ رائد محمد نعمان، مدير مدرسة، فقد قال إن الكتب التي تباع في الأسواق تحت مسمى "دليل الطالب" أو "الإجابات النموذجية" فهي تحد من تفكير الطالب وتؤدي إلى اعتماده عليها وعدم المراجعة الجدية، الذي يؤدي إلى عدم فهم الطالب بالمستوى المرجو. طبعا القائمون على هذه الكتب يعتمدون على الربح والتجارة وليس على التحصيل العلمي حيث ظهر في الآونة الأخيرة أن الكثير من المكتبات التي تدعم هذا الاتجاه تعطي نسبة للمعلمين بائعي تلك الإجابات. وأضاف: "لا توجد جهة رقابية في وزارة التربية والتعليم لمثل هذه المواضيع التي تؤثر سلبا في تنمية عقول الطلبة وتربية الأجيال ونشأتهم العلمية الصحيحة، حيث يرد هناك عدد من الإجابات المختلفة في إطار المادة الواحدة". الطلاب لهم رأي الطالبة لمياء محمد، ثانوية عامة قسم علمي، تجد في بعض تلك الكتب منفعة حيث أنها تجد الإجابات الشافية والنموذجية وبعضها يرد فيه أخطاء واضحة جدا. ونجد أن الاعتماد الكلي على تلك الكتب غير مثالي. الطالب حسن محمد قال إن تلك الكتب مفيدة جدا وهو يعتمد عليها اعتمادا كليا، حيث يجد فيها بعض الإجابات المختصرة التي تساعد على الحفظ. فيما رأى الطالب بسام عبد الله أن هذه الكتب هي شكلية وليست أساسية، فالطالب يجب أن يعتمد على الكتاب المدرسي في مذاكرته، لأنه يغني عن كل الكتيبات. وتساءل عما إذا كانت هذه الكتب مهمة، فليس هناك داع لأن تقوم وزارة التربية والتعليم بتوزيع الكتاب المدرسي، أو حضور الطالب للحصة الدراسية ما دام أن هذه الكتب ستغنيه عن الكتاب المدرسي. أولياء الأمور في حيرة وبين مؤيد لها ورافض نجد بعض أولياء الأمور يتكبدون في بعض الأحيان مبالغ كبيرة لهذه الكتب من أجل صالح الأبناء الذي قد يرون أن الكتاب هو عامل مساعد وليس أساسا في عملية المذاكرة والاجتهاد، فأولياء الأمور لهم وجهة نظر مختلفة حيث إنهم يطالبون بأهمية تفعيل مجالس الآباء في كافة المدارس لمتابعة العديد من الأمور ومنها هذه المشكلة المتفاقمة ومتابعتها من قبل مكاتب التربية والتعليم في المحافظات والمديريات على حدا سواء، تفاديا للأخطاء التي من الممكن وقوع الطلبة فيها. هذه وجهة نظر واحدة، أما الرأي الآخر فهو مضاد إلى حد ما، فهو يدعم صدور مثل هذه الكتب التي تباع بشكل ملفت في أكشاك المكتبات، حيث يرون فيها تسهيلا للطلاب واختصارا للوقت في البحث عن الإجابات في الكتب المدرسية التي كما يرون أنها ضعيفة بعض الشيء أو أنها فقد قوتها بعد تغييرها إلى المناهج الجديدة. المناهج ضعفت وعن أسباب ظهور هذه الكتب أشار عدد من المدرسين إلى أن أهم الأسباب هي المناهج التدريسية الجديدة، التي استحدثت خلال الفترة القليلة الماضية، فكما هو معرف أن المناهج الأولى كانت تمتلك قوة معلوماتية وقاعدة بيانات كبيرة، تساعد الطالب في التوسع في المعلومات. أما المناهج الحالية فهي عبارة عن فقرات ومعلومات قليلة لا تفي بالغرض. وأكدوا أن الكتب التي تباع هدفها الربح والمتاجرة فقط. فالطالب يستطيع أن يحقق نتائج طيبة ومتقدمة في حال اعتماده على الكتاب المدرسي، ولا يعتمد على هذه الكتب الخاصة لتحديد المستويات أو مقاييس النجاح، داعين الطلاب إلى الاعتماد على الكتاب المدرسي والاجتهاد في إطاره لكي يحصلوا على مرتبات متفوقة بعيدا عن الكتب الخاصة التي تثقل الطلاب وأولياء الأمور بحد سواء. أكثر الكتب مبيعا قمنا بزيارة إلى عدد من الأكشاك والمكاتب الخاصة ببيع هذه الكتب والتقينا أصحابها الذين اجمعوا على أن هذه الكتب تعود عليهم بمبالغ جيدة، فهي الأكثر مبيعا من بين الكتب الأخرى، وخاصة مع قرب الامتحانات النهائية للشهادتين الثانوية والأساسية، ولكن في الوقت نفسه استغرب عدد منهم الكم الهائل الذي يصدر في هذا الجانب، فهناك أسماء مختلفة في الكتب مثل: "الطالب المثالي" و"الطالب المتميز" و"الإجابات النموذجية"... السياسية