لابد لكل مدرس من أن يجري عملية تقييم لتلامذته ليستعلم ما حفظوه وما استوعبوه بالإضافة إلى معرفة قابلية هؤلاء التلامذة للمادة وكشف الفوارق بينهم، وينتهي الأمر تقليدياً بوضع العلامة أو التقدير. والمدرس الناجح لا يفاجئ التلامذة بالامتحان بل يعدهم إعداداً نفسياً في ظل أجواء مريحة حتى أنه يرشدهم إلى وجوب تناول أطعمة خفيفة وإلى سلوكيات معينة صحية وغذائية ونفسية لفترة ما قبل وأثناء الامتحان هذا بالإضافة إلى توفير الشروط الصحية أثناء الامتحان كالتهوية أو التدفئةو الابتعاد عن الضجيج والإضاءة الكاملة التي تشتت الانتباه. وتكشف الامتحانات المدرسية في ما تكشف عن بعض النقاط التي لم يجر شرحها جيداً والتي لم يستوعبها التلامذة بشكل كاف وتظهر من خلال الاجابة الخاطئة على السؤال المطروح من قبل عدد كبير من التلامذة وعلى المدرس هنا أن يعيد النظر في طريقة شرح هذه المسألة والتركيز عليها وعدم تركها إلا بعد التأكد من فهم التلامذة لها وبذلك تكشف الامتحانات للمدرسين مواقف الضعف ونقاط القوة في طرقهم التدريسية المعتمدة. والمدرس أثناء حديثه مع تلامذته خلال العام الدراسي يركز على مفهوم تربوي رفيع فيعتبر أن تقييمه للتلميذ لن يكون على أساس الإجابة على الأسئلة التقليدية التي يطرحها في الامتحانات المدرسية وان لديه اعتبارات أخرى لتقرير النجاح . . ويفاجئ التلامذة بامتحانات تقليدية نظرية تخضع للحظ والصدفة ويفقد التلامذة ثقتهم في ما يقوله ويعودون للتركيز على المواد التي أعطيت بطريقة نظرية والتي بواسطتها يمكنهم اجتياز الامتحان بسلام وتحقيق النجاح ويظهر أثر الامتحانات الرسمية اكثر عند الانتقال من مرحلة إلى مرحلة وخير من يقوم بهذه الخطوة هو معلم الصف نفسه لأن صاحب الدار أدرى بما فيها أنواع الامتحانات يمكن تقسيم الامتحانات التي يجريها المدرسون بحسب الاستاذ دبوان غالب سالم موجه مادة العلوم في محافظة عدن إلى قسمين هما : أ- الامتحانات ذات الاجابة الحرة امتحانات المقال أ- الامتحانات الموضعية أو الحديثة. ب- امتحانات المقال . وهذه الأخيرة تشتمل على مجموعة من الاسئلة يجاب عليها إجابة كاملة بأقل جهد ممكن بحيث يستخدم التلميذ فيها لغته واسلوبه إلى جانب ذاكرته. ب- الامتحانات الموضوعية يعطي فيها السؤال وتعطى الإجابة الصحيحة ضمن مجموعة من الإجابات غير الصحيحة بحيث يطلب إلى التلميذ الإشارة إلى الإجابة الصحيحة. ومن مزايا هذه الاختبارات الموضوعية أنها عملية وسهلة بالنسبة للمدرس والتلميذ ويجري تقييمها بسرعة و تشمل عدداً كبيراًمن المعلومات المطلوبة وتعتمدعلى الابتعاد عن الغموض و لاتكون الإجابة فيها خارجة عن الموضوع. وعلى المدرسين الذين يعدون مثل هذا النوع من الامتحانات أن يتنبهوا إلى الأمور التالية : الابتعاد عن التعميم و الوضوح وعدم إيراد إجابتين متشابهتين للسؤال الواحد و ألا تصاغ الأسئلة بطريقة توحي بالإجابة الصحيحة و مراعاة ما يسمى ب ميزان العلامة عند التصحيح. ويضيف الموجه التربوي: إنه يجب فحص الاسئلة جيداً ومراجعتها للتأكد من سلامتها قبل طباعتها وتوزيعها على التلاميذ وفي أقوال المربين ما يشير إلى أن المدرسين يعرفون من خلال أسئلتهم في الامتحان والواقع أن إعداد أسئلة الامتحان هو عمل فني وتربوي يعكس شخصية واضعه ويكشف عن ثقافته التربوية. شروط وأول الشروط المطلوبة - كما يقول الاستاذ دبوان -أن تكون هذه الأسئلة بمستوى الذين وضعت لهم ( التلاميذ ) وينصح المدرس ألا يضع الأسئلة تحت نفس العنوان الوارد في الكتاب المدرسي حتى لا يستسلم التلميذ إلى عملية الحفظ "الببغائي" معتمداً على ذاكرته فقط . . فلا بد من تغيير شكل وطريقة السؤال لإتاحة الفرصة أمام التلميذ كي يفكر بطريقة الإجابة المطلوبة وهذه هي إحدى غايات الاختبار الهامة. كما يجب أن تصاغ الأسئلة بلغة سهلة وواضحة وبدون أخطاء لأن ذلك أمر معيب يحط من قدر المدرسين حتى وإن وقع الخطأ سهواً أو لأسباب مطبعية. وفي بعض المدارس المتقدمة تربوياً تشكل لجنة خاصة للنظر في صياغة الأسئلة لجهة الشكل والمضمون لكن هذا الأمر يصطدم بما يسمى - الحفاظ على سرية الأسئلة- وعدم تسربها إلى التلامذة فيترك لذلك أمر وضعها للمدرس نفسه . وإلى جانب كون الأسئلة واضحة وصريحة ولا تقبل التأويل فيجب أن تعالج نقاطاً ذات قيمة لا أن تبحث عن أمور تافهة غير ذات أهمية بقصد إرباك التلميذ وتعجيزه ووضعه في موضع المقهور وألا تنطوي على خدعه والطلبة الأذكياء أول من يقعون في هذا الإشكال بسبب وفرة معلوماتهم وحشد أكبر كمية منها عند الامتحان. أسئلة حديثة ويقول الاستاذ محمد عبد ربه مدير مدرسة العلا بعدن: إن أسئلة الامتحان التي تتكون من عدة إجابات على السؤال الواحد هي من أكثر أنواع الأسئلة حداثة حيث يجيب الطالب بوضع إشارة x إلى جانب الإجابة التي يراها صحيحة مع إهمال الإجابات الأخرى ويطلب ألا تكون الإجابات متقاربة إلى حد بعيد بحيث تصعب عملية الاختبار مما يجعل الطالب يميل إلى الاختبار العشوائي معتمداً على الصدفة. أسئلة الصواب والخطأ ويضيف: إن الصيغة المتبعة في هذه الأسئلة أن تذكر العبارة التي هي مقولة علمية أو تاريخية ثم تضع إلى جانبها إشارتين إحداها تشير إلى كلمة صواب والثانية إلى كلمة خطأ وليس على الطالب إلا وضع الإشارة في المربع المناسب وهو الحكم الذي يصدره التلميذ على هذا السؤال وعلى المعلم أن يتجنب الألفاظ الموحية بالإجابة مثل: دائماً وأحيانًا لأن التلميذ يرى فيها بعض الدلالات على الإجابات وتتجنب الصيغ الوصفية غير المحددة غالباً- شديداً- بدرجة شديدة وتجنب العبارات التي تشتمل على أكثر من فكرة واحدة. أسئلة الربط أو التزاوج الاستاذة ذكرى الكاف موجهة التربية والتعليم في مديرية البريقة بعدن وصفت هذا النوع من الاسئلة بأنه يتألف من قائمتين: الأولى تحتوي على المشكلات أو الأسئلة ( اربع او خمس ) مشكلات أو أكثر وفي القائمة الثانية توجد الإجابات على هذه المشكلات ولكن بترتيب مخالف - طبعاً- والمطلوب هو وضع كل إجابة إلى جانب المشكلة المناسبة لها ويتم ذلك بعدة طرق إما بوضع رقم الإجابة إلى جانب المشكلة أو بوضع سهم يشير إليها وهذه الحالة الثانية تربك المصحح والتلميذ معاً لتشابك الأسهم أو الخطوط وهذه الطريقة معتمدة ومفضلة من قبل الكثيرين من المدرسين وتعتمد في موضوعات عديدة. وتقدم بعض المبادئ العامة التي يجب أن تراعى في هذا النمط من الأسئلة منها: أ- أن تعالج شبكة الأسئلة مادة واحدة لا عدة مواد. - يمكن أن تكون قائمة الإجابات أكثر من قائمة المشكلات حتى لا تصبح المشكلة الأخيرة محلولة بنفسها في حال -تساوي المشكلات مع الإجابات. و يفضل أن تكون القائمة مرتبة ترتيباً منطقياً وأن لا تكون طويلة و لا يحاسب التلميذ على أخطاء الإملاء إذا كان الموضوع لا يتعلق بقياس اللغة وهذه مسؤولية مدرس اللغة. . كما يجب أن تراعى قواعد اللغة والأسلوب الأدبي في صياغة الاختبار أسئلة المقال من جانبها تحدثت مديرة مدارس ( Tops ) في البريقة فطوم عامري عن هذا النوع من الاسئلة . . وتقول عنها أنهاما تزال الطريقة سيدة الموقف في امتحاناتنا الرسمية وغير رسمية يقيم بواسطتها المدرس تلامذته وهي عبارة عن أسئلة سهلة الإعداد تتناول موضوعات محددة من المنهج المقرر ويعرض فيها التلميذ معلوماته عرضاً منطقياً متسلسلاً معتمداً على حافظته فيسترجع المعلومات بطريقة استذكارية ليدونها تباعاً على كراس الإجابة. . وتضيف: إن إعداد الامتحانات لا يتطلب الدقة والتقنية التي تتطلبها الاختبارات الموضوعية في تحضير موادها وليس جميع المدرسين بقادرين على تحضيرها. ومن مزايا اختبار المقال أن التلميذ يستطيع من خلاله انتقاء وربط وتنظيم أفكاره مستخدماً لغته ومعتمداً على أنماط جديدة من العرض وطرق التفكير. . وتشمل اختبارات المقال على شكلين أساسين متبعين وهما: أ- اختيار الكتاب المفتوح ب- البحث المصغر خارج الفصل. أ- طريقة الكتاب المفتوح تعطى التلامذ الأسئلة ومهمتهم انتقاء الإجابة الصحيحة من خلال الكتب والمذكرات وغالباً ما تكون هذه الأسئلة موجهة إلى الفهم وربط عدة علامات بعضها ببعض مما يضطر التلميذ إلى القراءة وحسن الانتقاء ومقدرة التلميذ هي في حسن اختيار الإجابة وطريقة ربطه للمعلومات.