قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن بقوة السلاح.. ومواطنون يتصدون لحملة سطو مماثلة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    أول جهة تتبنى إسقاط طائرة أمريكية في سماء مارب    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار خاص مع "أخبار اليوم".. القيادي الاشتراكي أنيس يحيى يعدد عيو الحراك ويتحدث عن إخفاقات النظام، ويدعو القوى الخيرة إلى البحث عن صيغة واقعية للوحدة
نشر في أخبار اليوم يوم 28 - 02 - 2010


* الحراك والحوثيون لا يملكان مشروعاً للوطن. .
* النظام أخفق في معالجة كل مسائل الخلاف مع الآخر. . وقراءته الخاطئة للواقع تجعل خطابه يتسم بنزعة استعلائية. .
* العودة إلى عهد التشطير كارثة بكل المقاييس والدفاع عن وحدة موهومة لا يقل ضرراً عن الدعوة للانفصال!!
* الانزلاق نحو معاداة أبناء المحافظات الشمالية يُعد تطوراً خطيراً ومأساوياً. .
* البديل عن الحوار الشامل هو انزلاق البلاد نحو حرب أهلية. .
* أدعو المعارضة إلى أن يكون خيارها الوحيد الحوار حتى يعود النظام إلى رشده. .
حاوره / إبراهيم مجاهد
في شقّة متواضعة جداً يسگنها السياسي المخضرم والقيادي الاشتراگي البارز الأستاذ/ أنيس حسن يحيى ، بإيجار شهري، نظراً لأن منزله ما زال مصادراً من قبل الدولة مُنذ العام 94م وحتى اليوم، رغم توجيهات رئيس الجمهورية ونائب الرئيس- التي يصفها بالرائعة - وإن گانت روعتها لم تشفع لها بالتنفيذ على أرض الواقع بعد مضي أگثر من عامين على صدورها.
على أية حال قتامة المشهد السياسي ، التمرد ، الحراگ ، الانفصال وفگ الارتباط، فشل السلطة، الخطر على الوحدة. . وغيرها من القضايا والإشگاليات على الساحة اليمنية گانت هي محاور حوارنا مع السياسي المخضرم بن يحيى. .
فإلى نص الحوار الذي گان بعيداً عن مشگلة منزله المصادر والتوجيهات التي لم تنفذ، وقريباً من هموم وقضايا بحجم الوطن.
* في ظل الوضع المتأزم الذي تعيشه اليمن "تمرد في الشمال ، حراك في الجنوب ، اتساع بون الخلاف بين القوى السياسية الفاعلة، انفلات أمني، تدهور اقتصادي". . اليمن إلى أين تتجه. . ؟
- في ظل هذا الوضع المتأزم الذي تعيشه اليمن أخشى أن أقول أن بلدنا يتجه إلى مصير مجهول ، ما لم ينتصر صوت العقل عند الأطراف كافة ً، وفي أوساط الدوائر الحاكمة تحديداً.
إن الاتفاق بين السلطة والحوثيين، على إيقاف الحرب في صعدة، مؤشر طيب نحو انفراج، آمل أن تتبعه انفراجات شاملة ، لمصلحة الوطن.
لقد ثبت فشل نهج الحرب، بالملموس ، في معالجة مسائل الخلاف كافة ، ولا بديل لنا إلا خيار الحوار الوطني الجاد والشامل، كخيار وحيد لإخراج البلاد من أزماتها المعقدة، والمتعددة الجوانب ، وحتماً سينتصرُ خيارُ الحوارِ ، بقدر ما تَستَوعِب أهميته وضرورته دوائر الحكم، وإذا كان خطابُ النظام ما زال يتسم ، في الغالب، بنزعة استعلائية في العلاقة مع الآخر، وبالتالي، وبسبب هذه النزعة الاستعلائية، يأتي خطابه ، في الغالب ، عنيفاً، فإن قوى المعارضة معنية بأن لا تنساق وراء خطاب عنيف، فيأتي انسياقها بمثابة صب الزيت على النار.
النظام للأسف ما زال ميالاً، بطبيعته الاستعلائية إلى مخاطبة الآخر بأسلوب عدائي، ولكنني في عملي السياسي مدعو إلى تبني خطاب عاقل ورصين يفضح السياسات الخاطئة دون أن يتجه خطابي السياسي نحو ردود أفعال ضارة ، تزيد الوضع تعقيداً.
* كيف تقرؤون عدم التزام عناصر الحوثي بتنفيذ النقاط الست وآليتها التنفيذية ، وتبادل الاتهامات بين السلطة وقيادة التمرد بالإضافة إلى اشتراط الحوثي الاحتفاظ بالألغام والأسلحة الثقيلة، وبقاء عناصره في بعض المواقع؟
- لا أملك تفاصيلاً كافية حول ما يجري على الأرض، من تنفيذ الاتفاق ، من قبل السلطة والحوثيين، واللجان المكلفة بمتابعة تنفيذ هذا الاتفاق ما زالت مستمرة في عملها ومع ذلك فإنني أنصحُ النظام بضبط النفس، حتى لا ينجر البلد إلى حرب سابعة، تكون أكثر كارثية من سابقاتها.
* زاد ت في الآونة الأخيرة الجرائم التي تستهدف بصورة مناطقية أبناء المحافظات الشمالية وممتلكاتهم والمتواجدين في بعض المحافظات الجنوبية سيما "لحج، الضالع، أبين". . ما تعليقكم على هذه الأحداث؟.
- نحن شعب يمني واحد ، وهذا ما يؤكده التاريخ عبر آلاف السنين.
إن الانزلاق نحو معاداة مواطنين من أصول شمالية ، مضى على استقرارهم ، في عدن وغيرها، عقود من الزمن، يُعد تطوراً خطيراً ومأساوياً، تسبب نهجُ السلطة فيه ، وفي إذكائه وأتمنى على الناشطين في الحراك ، أن يدركوا أن المساس بمواطنين من أصول شمالية، في لحج أو أبين أو الضالع هو انحراف عن القيم النبيلة التي يفترض في "الحراك" أن يجسدها في أدائه السياسي بوصفه تعبيراً صادقاً عن قضية عادلة هي القضية الجنوبية فالحراك قواه في الأصل في خلاف مع النظام وليس مع الأشقاء في الجزء الشمالي من الوطن.
وأرى أنه من الأهمية بمكان ، أن أُحذّر من عواقب نهج السلطة المُغذّي لنزعات مناطقية ، متخلفة وضارة، فما حصل في مبنى "الأيام" في 4 يناير 2010م، وما تعرض له الأخ "هشام باشراحيل" وأسرته من ممارسات تعسفية مخالفة للدستور واعتقال عشوائي للعشرات ، هو دليل صارخ على هذا النهج المُغذّي للنزّعات المناطقية الضارة التي تجري اليوم في أبين ولحج والضالع.
* هل تعتقدون أن ثمة إستراتيجية لقوى الحراك؟
- لم يأتِ الحراك السلمي الجنوبي من فراغ ، فهو ليس نبتة شيطانية ، وإنما جاء تعبيراً سياسياً صادقاً عن قضية عادلة ، هي القضية الجنوبية ، وأنا بوصفي في المعارضة وأنشد التغيير الشامل في حياة الناس ، لصالح بناء دولة يمنية عصرية لِكُلَّ اليمنيين ، تقوم على الدستور والقانون ، المغيبين اليوم ، أرى في "الحراك السلمي الجنوبي"، عاملاً هاماً في تحقيق التغيير المنشود ، على أساس سلمي وديمقراطي
عَيْبُ الحراك ، حتى الآن، أنه لا يملك مشروعاً للوطن ككل وحتى رؤيته لمستقبل الجنوب ، بعد فك الارتباط الافتراضي ليست واضحة هذان عيبان خطيران سيصيبان الحراك في مقتل ، في حالة استمرارهما ، ويضاف إليهما عيب ثالث خطير ، هو عدم امتلاك "الحراك" قيادة موحدة له.
وعَيْبُ النظام، وهو عيب دائم ، أنه لا يقرأ الواقع قراءة صحيحة ولا يُحسن التعامل مع الآخر المختلف عنه ، على قاعدة احترام الدستور والقانون، واحترام حق الآخر في التعبير عن آرائه المخالفة، من هنا تبرز أهمية الحوار الذي ندعو إليه ونتمسك به ، على أن يشمل هذا الحوار كل القوى السياسية الفاعلة في بلادنا ، وفي المقدمة منها قوى "الحراك السلمي الجنوبي".
* في ظل غياب معالجات السلطة للقضايا الملتهبة على الساحة "سياسية، أمنية، اقتصادية، اجتماعية" ما الدور الواجب على القوى الوطنية أن تضطلع به في هذه المرحلة وما هو الحل؟!.
- صحيح أن النظام أخفق ، حتى اللحظة في معالجة كل مسائل الخلاف مع الآخر ، ما يعني استمرار الأزمات السياسية وبقائها على حالها ، إن لم تَزْدَدْ تعقيداًَ. ومع ذلك ، فإني أقول أنه ليس أمامنا غير خيار وحيد هو خيار الحوار.
لقد دفع شعبنا الثمن باهظاً بسبب غياب هذا الحوار ، ولم يَجْنِ من الحروب إلا مزيداً من التدهور الاقتصادي، ومزيداً من البطالة ، ومزيداً من الفقر.
ولذلك فأنا أدعو قوى المعارضة الفاعلة إلى أن يكون خيارها الوحيد هو خيار الحوار الوطني الشامل ، حتى يعود النظام إلى رشده والبديل للحوار هو انزلاق البلاد نحو حرب أهلية مدمرة - لا سمح الله - ولا يستفيد من الحروب إلا تُجارها.
* هل الوحدة في خطر. . ؟
- نعم إني أخشى على الوحدة من خطر داهم. الوحدة مشروع حضاري عظيم ، لم ننجح جميعاً في الحكم وفي المعارضة في الانتصار له على الأرض. لقد أصيب مشروع الوحدة الحضاري العظيم في مقتل ، بخيار الوحدة الاندماجية التي ليس لها أساس موضوعي في حياتنا.
وحدة إندماجية بين نظامين متعارضين في كل شيء، كان يجب على الأطراف العاقلة في الشطرين أن تتبنى صيغة فيدرالية للوحدة ، تنتصر لمشروعنا ا لحضاري العظيم. ولأن أصحاب القرار في الجانبين لا يجيدون قراءة تجارب الشعوب الناجحة في بناء وحدتها فجاءت وحدة 22 مايو 1990م تحمل في طياتها بذور كل هذه الأزمات ، والجدير ذكره أن ما هو قائم اليوم ليس الوحدة التي يتطلع إليها كل اليمنيين كونها تخلو من مضمون وطني ،ديمقراطي حقيقي ، بأفق حداثي.
الحل المنشود لا يتمثل في العودة إلى نقطة الصفر، أي العودة إلى عهد التشطير، فأنا أرى في هذه العودة تجسيداً ، وعلى نحو أسوأ، لِما كانت عليه بلادنا في عهد التشطير، من حيث علاقة الشطرين ببعضهما، لقد شهدت بلادنا، في عهد التشطير حروباًَ مدمرة بين النظامين ،فهل نعود إلى حالة الحرب التي كنا عليها في عهد التشطير؟ من هنا أجد نفسي معارضاً لأية دعوة للانفصال ، أو فك الارتباط كما يحلو القول عند البعض. ولكنني لن أخون دعاة الانفصال ، فهم وطنيون ، وقد كانوا يوماً في مقدمة المناضلين في سبيل الوحدة اليمنية.
والانفصال كخيار سياسي، خيار مشروع ،ولكن ليس له أفق وليس له مستقبل والجنوب سيتشظى حتماً في ظل الانفصال أو فك الارتباط، بل أكاد أجزم أن اليمن ككل سيتشظى بفعل صراع إقليمي ودولي تغذيه مصالح متضاربة عديدة ، في المنطقة.
* كلمات لها معنى :
ماذا تعني لك ؟
- الوحدة: ليست مجرد نشيد وعلم ، إنها أعظم وأكبر بكثير من ذلك، إنها مشروع حضاري عظيم يبني يمناً حديثاً ، ينعم في ظله شعبنا اليمني الواحد، بالمواطنة المتساوية ، وبالعدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروة الوطنية.
دولة عصرية يحكمها دستور وقانون ، غير مقيدة بنفوذ القبيلة وتسلطها، وتجبُّرِها. المؤسِف له. أن النظام، ونحن في مطلع الألفية الثالثة، مشدود بأكثر من قيد للقبيلة ، التي كانت وما زالت الكابح الأساسي لبناء دولة يمنية عصرية، ومن هنا يتبين لنا سبب إخفاق النظام في الانتصار لنواياه الطيبة المعلنة.
- الديمقراطية: سلوك حضاري راقِ يكفل حق التعبير الحر عن الرأي والمعتقد، الديمقراطية هي خيار مجتمع يتطلع إلى التغيير على قاعدة التداول السلمي للسلطة، ومن يعترض على إعادة صياغة دولتنا على أساس فيدرالي، إنما يعبرون عن خشيتهم من فقدان مصالحهم ولذلك يتجهون نحو قمع الحريات الديمقراطية، التي كفلها الدستور لأنهم لا يعترفون بالرأي الآخر المغاير.
الديمقراطية هي الوسيلة الفاعلة للانتقال باليمن إلى عصر جديد خالٍ من الظلم والفساد والطغيان، والديمقراطية، في الممارسة،تبدأ من البيت، داخل الأسرة، لكي ننتصر لها في المجتمع، نحن نعيش في ظل مجتمع ذكوري طاغٍ ومتسيد، وبالتالي فإن الانتصار للديمقراطية يتطلب بذل جهود مكثفة على كل الصُّعد، لتصبح سلوكاً عاماً، هذه مهمة أحزاب الحداثة في مجتمعنا التي هي نفسها تعاني من مظاهر عدة للتخلف في صفوفها، هناك تشوش واضطراب في الرؤى الفكرية والسياسية يسود داخل قوى الحداثة، وبالتالي فإن الانتصار للديمقراطية، في مجتمعنا، سيتطلب زمناً ليس بالقصير.
في واقع معقد كهذا، فأنا أدعو أحزاب المعارضة، وقوى الحداثة فيها تحديداً، إلى ممارسة حقها الدستوري، في خوض الانتخابات على كل الصُّعد.
إن قول بعض قيادات المعارضة بأن نتائج الانتخابات معدة سلفاً وأن خوضها الانتخابات يعني تكريساً لسلطة غير شرعية، لا يعني إلا هروباً من مواجهة هذا الواقع الاجتماعي الذي تهيمن عليه قوى التخلف في المجتمع، لقد مدَّدْنا للحزب الحاكم سنتين، وربما نُمِدْد له مستقبلاً، لأننا لم نتعلم بعد كيف نُمارس حقنا الدستوري في خوض الانتخابات التي تجري، حقيقة، في ظل موازين قوى مختلفة، ولكن غيابنا لا يعني في التحليل الأخير إلا تكريساً لسلطة القوى المتنفذة في المجتمع.
"الانفصال": دعاة الانفصال اليوم، هم دعاة الوحدة بالأمس، ولذلك لا يجوز التعامل معهم كخونة ومارقين، يجب أن نبحث في الأسباب التي دفعت بهم إلى هذا الخيار الذي ليس له أُفق وليس له مستقبل، ويتعين على النظام، معالجة أسباب هذا التوجه نحو دعوة محفوفة بقدر كبير من المخاطر.
إن العودة إلى عهد التشطير كارثة بكل المقاييس، والدفاع عن وحدة موهومة لا يقل ضرراً عن الدعوة إلى الانفصال، يتعين على كل القوى الخيّرة في السلطة وفي المعارضة أن يبحثوا عن صيغة واقعية للوحدة على أساس فيدرالي ، تسمح بتعزيز الوحدة في النفوس قبل كل شيء، وتفضي إلى بناء يمن حديث، ديمقراطي.
"الحِراك": لم يأت الحراك من فراغ، بل جاء نتيجة ممارسات خاطئة للنظام منذ قيام وحدة 22 مايو 1990، وتكرّست هذه الأخطاء بحرب صيف 1994م، الكارثة التي أضرَّتْ بالوحدة ضرراً جسيماً وأبقتها مجرد شكل خالٍ من أي مضمون وطني ديمقراطي حداثي.
و"الحِراك" في حقيقته هو تعبير سياسي صادق عن قضية عادلة هي القضية الجنوبية، عيب "الحراك" اليوم أنه لا يمتلك مشروعا للوطن ككل، وهذا عيب خطير فيه، سيعزله حتماً عن محيطه اليمني، كما أن الحراك يشكو من غياب وحدته القيادية، الأمر الذي فسح المجال لبروز أجندات مغايرة، لا تخدم الجنوب تحديداً، وتتعارض مع تاريخه الوطني في النضال ضد الاستعمار البريطاني، لكني لا يمكن أن أتجاهل وجود قوى خيرة فيه، أتمنى أن تمسك بزمام المبادرة حتى لا يقع "الحراك" في أخطاء قاتلة تنحرف به عن مساره الوطني.
"الفساد": أتذكر أن جلسة ودية في خريف عام 1993م في الرئاسة، ضمت قيادات من الحزب الحاكم حالياً وعلى رأسهم الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس مجلس الرئاسة حينئذ، كما ضمت عدداً من الأخوة في قيادة التجمع اليمني للإصلاح يتقدمهم الشيخ الراحل / عبدالله بن حسين الأحمر، طيب الله ثراه، كما ضمت هذه الجلسة عدداً من الأخوة في قيادة الاشتراكي، كنت أحدهم، ولأن اللقاء كان ودياً تطرق فيه الحاضرون، عصر ذلك اليوم، لظاهرة الفساد المتفشية في حياتنا، في مختلف مفاصل الدولة والمجتمع، جرى هذا اللقاء قبل ما يزيد عن ستة عشر عاماً، الحاضرون جميعاً أبدوا استنكارهم لتعاظم واستشراء الفساد في حياتنا، فكان تعليقي في ذلك اللقاء عصر ذلك اليوم: إن الكل يشكو من ظاهرة، ويعبر عن قلقه من تحوله إلى ظاهرة مرضية خطيرة.
وأضفت قائلاً: إن الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس مجلس الرئاسة يشكو من الفساد واستشرائه، والأخ/ حيدر أبوبكر العطاس رئيس الوزراء يشكو وحكومته من الفساد الجاثم على صدورنا، ونحن في مجلس النواب وكنت حينئذ رئيس الكتلة البرلمانية للاشتراكي في مجلس النواب نشكو كذلك من هذه الظاهرة المرضية الخطيرة في حياتنا، وواصلت حديثي في ذلك اللقاء قائلاً: العجيب، بل المفارقة أننا جميعاً نشكو الفساد في حين أن الفساد يستشري ويتوسع عمودياً وأفقياً وكأنه يسخر منّا، ما يعني أن ثمة من يعمل على تكريسه كظاهرة مرضية في حياتنا كان ذلك قبل ستة عشرة عاماً، تقريباً.
وحقيقة الأمر أن الفساد والفاسدين، الذين يتناسلون في حياتنا ك"فَطر" قد جعلوا اليوم حياتنا جحيماً لا يُطاق.
وفي رأيي أنه لا يمكن استئصال هذه الظاهرة الخبيثة من حياتنا، إلا بإنتصارنا جميعاً في السلطة والمعارضة لقيام دولة مؤسسية عصرية يحكمها دستور وقانون يصون ويصَّوب سلوك المجتمع وقضاء عادل ونزيه ومستقل.
التمرد: لولا نهج الحرب الذي يطبع سلوك النظام في العلاقة مع الآخر المغاير له في الرأي، لما نشأت ظاهرة الحوثيين، ولما أهدرنا الكثير من الأموال، ولما أزهقنا العديد من الأرواح في حرب عبثية.
الحوثيون أنفسهم، بعيداً عن شعاراتهم: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، لا يملكون مشروعاً سياسياً للوطن ولو تُركوا وشأنهم لا نعزلوا حتماً، أنا هنا لا أبُّسط الأمور، ولكنني فقط أُشير إلى أن نهج الحرب هو الذي أفرز هذه الظاهرة، وأتمنى اليوم على السلطة أن تتصرف بضبط للنفس حتى لا ندخل في حرب سابعة، تقودنا إلى مزيد من الكوارث.
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.