مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    العميد أحمد علي ينعي الضابط الذي ''نذر روحه للدفاع عن الوطن والوحدة ضد الخارجين عن الثوابت الوطنية''    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    الإطاحة بوافد وثلاثة سعوديين وبحوزتهم 200 مليون ريال.. كيف اكتسبوها؟    - عاجل امر قهري لاحضار تاجر المبيدات المثير للراي العام دغسان غدا لمحكمة الاموال بصنعاء واغلاق شركته ومحالاته في حال لم يحضر    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدارس في لحج تنزل علم الوحدة.. وتغير الشعار الجمهوري وتلغي النشيد الوطني
نشر في أخبار اليوم يوم 02 - 03 - 2010

إن وضع التربية والتعليم في أغلب مديريات محافظة لحج يأخذ بالتدهور من عام إلى آخر من سيء إلى أسوأ، وهو يتجه الآن نحو كارثة تربوية كبيرة جداً قد تكون عواقبها وخيمة ودون أن نلاحظه أدنى اهتمام بهذا التدهور للحد من الانزلاق الخطير الذي يمضي بلحج نحو الهاوية.
حيث لم يبق معنا إلا اسم التربية والتعليم والمخصصات المالية وتقاسم الوظائف أما العمل على أرض الواقع فهو يمثل أعلى مراتب الفشل.
فلم تستطع وزارة التربية والتعليم أن ترسي التعليم في عقول الطلاب ولا تنمية مداركهم بالعلم والمعرفة، ولم تسيطر على أفكارهم وثقافتهم بالتربية الصحيحة، ولم تربِ الطالب على حسن السيرة والسلوك والأخلاق الحسنة، ولم تتمكن من نشر ثقافة المحبة والإخاء والتسامح، ولم ترسخ ثقافة الحب لله وروح الولاء والانتماء الوطني ولا التمسك بالوحدة المباركة، ولم تستطع أن تحافظ حتى على هيبة التعليم أمام الطالب والمجتمع فما الذي استطاعت أن تحققه وخاصة في محافظة لحج؟!!
الذي وجدناه هو بحث الطلاب عن الغش والنجاح بدون جهد ولا اجتهاد وخروجهم للمسيرات والمظاهرات فقد بات في فكر الطالب أن من حقه ممارسة السياسة طوال العام داخل المدرسة وفي أوقات الحصص الدراسية وحتى إلى الشارع، لأن عقولهم أصبحت "مليانة" سياسة وفشل بالتعليم فإلى متى هذا الوضع يا وزارة التربية والتعليم؟!!
مدارس لا نشيد ولا شعار
ولا عَلم !!
كم استغربت من ما يدور وما مورس خلال العامين الماضيين حيث تم إنزال علم الجمهورية من فوق أغلب المدارس في مديريات محافظة لحج ويتم رفضه وعدم القبول برفعه في عدد منها تلبية لطلب عدد من الناس والأشخاص الذين لا يرغبون بمشاهدة العلم فوق المدارس في ظل ضعف هيبة التعليم إلى الحد المخزي والغير معقول بسبب تساهل وإهمال إدارة المدارس وتباطؤ المعلمين وغياب دور الرقابة والتوجيه من قبل مكاتب التربية والتعليم بالمديريات والمحافظة، حتى وصل الأمر ببعض الطلاب عندما يرون العلم في المدرسة يطلبون من إداراتهم إبعاده والابتعاد عن السياسة لكون إظهار العلم الوطني شأناً سياسياً يجب تجنبه، حقاً إن هذا مؤسف جداً أن يصبح علم الوطن- علم الجمهورية سياسة يجب تجنبها.
وما زاد من حزننا أكثر من ذلك أن بعض المدارس قد غيرت الشعار الوطني "الله. . الوطن. . الثورة. . الوحدة" إلى شعار آخر ، وعندما سألناهم لماذا تم تغيير الشعار الوطني قيل لنا أن من في الشارع لا يرغبون بسماع تلك الشعارات، ولهذا فقد انعكست هذه السياسة على المدارس ولابد عليها أن تطبقها بحذافيرها وإلا فإنهم سيتعرضون للمشاكل في حال رفضهم الانصياع لتلك السياسة.
وجاءت الفاجعة الكبرى حينما رأينا عدداً كبيراً من مدارس بعض مديريات المحافظة تلغي النشيد الوطني ، ويقام الطابور والتحرك إلى الفصول الدراسية دون ترديد النشيد، وسألناهم لماذا هذا؟! قالوا تجنباً للفتنة لأن أغلب الطلاب والمعلمين والناس لا يطيقون سماع النشيد الوطني ويرفضونه في المدارس حيث لم نصدق أن يوصل بهم الأمر حد هذا الاستهتار والإهمال والتساهل بحق النشيد الوطني ، بالرغم أن كل تلك المدارس ومعلميها وطلابها يعملون ويدرسون في ظل علم الجمهورية اليمنية ونشيدها الوطني ويخضعون للقوانين واللوائح التربوية النافذة ولكن غياب الرقابة والإشراف من قبل وزارة التربية والتعليم جعل تلك المدارس تعمل على هواها ووفق السياسة التي تراها مناسبة لها.
حتى أننا لم نجد طلاباً في المدارس الأساسية والثانوية يحفظون النشيد الوطني نهائياً أو يرددونه وإنما يسمعون عنه فقط، ويرددون الشعارات والهتافات المناطقية والداعية للحقد والكراهية حتى أن بعض الطلاب والطالبات يرددون نشيد الجنوب داخل المدارس.
مادة التربية الوطنية
في خبر كان!!
كما يؤسفنا أن كثيراً من المواد الدراسية وخاصة مواد الجغرافيا، والتاريخ يتم تدريسها على غير طريقها الصحيح، وفق المنهج المقرر ويتم تجاوز بعض الدروس فيها ولم تدرس للطلاب، واستغلال بعض معلوماتها بما يتلائم مع ثقافات وأفكار وآراء بعض المعلمين الذين ينتمون إلى أحزاب وجهات سياسية أخرى حتى وإن كانت تعمل ضد الوطن والوحدة.
أضف إلى ذلك هناك عدد من المدارس لا تدرس فيها مادة التربية الوطنية وإن تم تدريسها فإنه يتم تحريف بعض معلوماتها في أغلب الأحوال نحو سياسات لا تخدم المصلحة الوطنية.
أما دفاتر وكتب أغلب الطلاب في تلك المدارس فيتم رسم أعلام التشطير و الكلمات والعبارات والألفاظ المعادية للوطن والوحدة والداعية إلى التفرقة والعنصرية عليها، وكذلك هي الأخرى كراسي وطاولات الطلاب وجدران الفصول الدراسية تعكس مدى الثقافة المكتسبة لدى الطلاب من خلال ما يكتب فيها ويرسم عليها من أعلام وشعارات مناطقية وسياسية مما يدل أن لها قبولاً كذلك من قبل المعلمين وإدارة المدارس تلك.
وكل تلك الأفعال والممارسات والأساليب التي يقوم بها طلاب المدارس بتأييد من بعض المعلمين في التربية والتعليم داخل غرف الفصول الدراسية لنشر ثقافات وتنمية مهارات وزرع سياسات لا تخدم مصلحة الطالب بدرجة أساسية ولا المصلحة الوطنية بشكل عام.
فلم يبق أمام إدارة المدارس إلا أن ترفض الانصياع إلى برامج وخطط مكاتب التربية والتعليم بالعلن ، ويرفض المعلمون استلام مرتباتهم آخر الشهر، وتعميم منهج دراسي جديد بدلاً عن المنهج الحالي تتبناه أي جهة تفرض نفسها وسياساتها على التربية والتعليم بأي أسلوب كان وفي هذه الحالة سيصبح وضع التربية والتعليم خارج نطاق التغطية تماماً عن وزارة التربية والتعليم التي لم تتحمل مسؤولياتها ومهامها التعليمية والتربوية خلال الأعوام الماضية.
ولهذا إذا لم تسارع وزارة التربية والتعليم بالانتباه والالتفات إلى الخطر القادم الذي ستكون آثاره وسلبياته على المجتمع بأكمله ويهدد المصلحة الوطنية، وإذا لم تقم بانتشال وضع التربية والتعليم فإن القادم بالتأكيد سيكون أخطر وأكبر من الموجود حالياً حيث يتردد حالياً تأليف منهج دراسي جديد سيتم تعميمه ابتداءً من العام القادم وفق سياسة جهات موجودة داخل الساحة ولا تخدم المصلحة الوطنية والوحدة اليمنية المباركة.
معلم بدرجة بتول!!
يوجد هناك معلمون في أغلب مدارس بعض مديريات المحافظة مفرغين فبعض هؤلاء المفرقين نائمون في بيوتهم وبعضهم الآخر يعملون فوق باصات الأجرة وفي المحال التجارية، وجزء كبير من المفرعين هم مغتربون خارج الوطن في دول الخليج وأوروبا وغيرها، والذي نلاحظه من هؤلاء المفرغين أن مرتباتهم مستمرة ويهنجمون هنجمة ولما سألنا لماذا كل هذا يحصل ومرتباتهم مستمرة؟!!
وجدنا الإجابة أن بعض هؤلاء المفرغين لديهم ودعم أية من أحد المتنفذين المسؤولين وبعضاً منهم يدفعون بعض النقود من مرتباتهم مقابل التفريغ والبعض الآخر يستأجرون أحد الطلاب الخريجين الذين لم يجدوا عملاً للتدريس بدلاً عنهم إما بالأجر اليومي أو مقابل مبلغ مالي شهري من رواتبهم وخاصة المغتربين يفضلون هذا لضمان استمرار وظائفهم في التربية والتعليم، ويطلق على هذا العمل مصطلح "البيتلة"، معنى هذا المصطلح أن الشاقي أو المعلم البديل هو عبارة عن بتول يعمل لدى المعلم المغترب مقابل مبلغ من المال قد يساوي نصف الراتب أو أقل أو أكثر كله على حسب الاتفاق والباقي قد يستفيد منه مدير المدرسة أو مدير إدارة التربية بالمديرية أو مدير التعليم العام أو غيرهم في التربية والتعليم والوظيفة ستتمى باسم المغترب.
وأصبح كل معلم يحصل على عمل خاص داخل الوطن أو خارجه بمرتب مغر يأتي بمعلم بتول يدرس عنه في التربية والتعليم ، والأسوأ من كل هذا وذاك أن هناك عدداً من الذين هم في درجة بتول لا يحملون مؤهلات ولكن أتوا لمجرد التغطية فقط والحصول على مبلغ من المال يسدون به رمق الجوع وتوفير ولو بعض مطالب الحياة المعيشية اليومية منه أما اسم التربية والتعليم فهو بعيد عنها تماماً.
أما المعلم التربوي الموظف في وزارة التربية والتعليم فهو مغترب خارج الوطن يأتي بالعملة الصعبة والسيارة الجديدة الفارهة ويبني عمارة وبنفس الوقت اسمه في وزارة التربية والتعليم على أنه معلم ومربي أجيال وقد يصل إلى التقاعد وهو لم يدرس بل مغترب في إحدى دول الخليج.
غياب هيبة المعلم والتعليم
وهناك طلاب يسبون مدير المدرسة ويعتدون على المعلمين ويقطعون الكتب لأجل البراشيم أو وضع بعض الأطعمة فيها وتكسير بعض الكراسي والطاولات التي يجلسون عليها ويخربون مبنى المدرسة التي يتعلمون فيها وكل ذلك يحدث بسبب عدم وجود التوعية التربوية والمجتمعية حتى أصبحت المدارس ليس فيها قيمة لا للمعلمين ولا للمهنة التعليمة وكل ذلك بسبب أن هناك معلمين وقائمين على المدارس لم يخلصوا لمهنتهم ولا للرسالة السامية التي أوكلت إليهم وظلوا يتساهلون ويستهترون من أداء مهامهم، والطالب عند ما رأى ذلك فاستخف بهم واستهتر بالتعليم وأخذ يسلك طريق الهمجية والفوضى والاقتداء بالمعلمين الذي أمامه.
وأرى أن كل الفوضى والاعتداءات التي تحصل في المدارس على المعلمين سببها الأول بدرجة أساسية هو المعلم الذي لم يضع لنفسه هيبة أمام الطالب والمجتمع ولم يكن جاداً وحازماً في قراراته، ولم يؤدِ مهامه التربوية بصدق وإخلاص ووفاء، بل إنه يمزح ويرتبط بصداقات مع الطالب ويعطيه في بعض الأوقات على مزاجه، إن لم يكن يدفعه في بعض الأوقات نحو الفوضى والخروج عن طاعة المدرسة، وهدف المعلم في هذه الحالة هو كسب بعض المصالح السياسية والاجتماعية وغيرها والتي تمثل خروجاً عن اللوائح والأنظمة التربوية والتعليمية، وكل ما زاد تشجيع بعض المعلمين للطلاب على هذه الأفعال كلما خرج عن سيطرتهم وتمرد ولم يستطع أحد ضبطه وبعدهما ينقلب السحر على الساحر ويصبح الطالب متمسكاً بالفوضى التي تصل في بعض الأحيان إلى الاعتداء على المعلمين فتجد المعلم حينها يشكي أنه تعرض للضرب أو الاعتداء أو السب من الطالب، فكل ما يدور في العملية التعليمية من مشاكل لم تأتِ من فراغ بقدر ما هي مكتسب من لحظات تعامل وتبادل مصالح غير متوازن وغير قانوني بين المعلم والطالب والذي افقد هيبة المعلم تماماً.
غياب الوسائل التعليمية
وتدني التعليم
هناك كثير من المدارس في المحافظة يدرس الطلاب فيها في العراء ومن قبل معلمين لا يحملون مؤهلات وطباشير تسطر سبورات في سبورات تكاد لا تستطيع أن تقرأ ما عليها من كثرة الثقوب والأخداش ولها سنين طوال منذ أن دخلت الخدمة ، وطلاب آخرون في فصول دراسية ضيقة يتزاحمون فيها حتى أن المعلم لا يكاد يستطيع أن يتحرك أمام السبورة من ذلك الازدحام، وهناك معلمون لا يقدرون على أداء الحصص الدراسية بشكلها المطلوب إما أنهم خارج الجاهزية لتقدمهم في العمر أو أنهم في عجلة من أمرهم نحو أعمالهم الخاصة، ونظراً لتلك الظروف الطارئة التي يعتبرها أولئك المعلمين اضطروا لأمر الطلاب بنقل الدروس من كتاب المادة إلى الدفتر من صفحة "20 45" وهكذا تأخذ الصفحات وأرقامها تنتظر البحث من قبل الطالب إن أراد ذلك وعليهم حفظها للامتحان. . أما الوسائل التعليمية فلا وجود لها نهائياً في أغلب مدارس المحافظة وانعدام الإذاعات المدرسية، وعدم وجود مختبرات علمية،وغياب شبه تام للأنشطة اللاصيفية والمسابقات العلمية والثقافية والرياضية.
فكل ذلك يعود لإهمال مكتب وإدارة التربية والتعليم بالمحافظة والمديريات وغياب دور مجلس الآباء في مراقبة مستوى التعليم القائم في المدارس، فكلهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن تدني المستوى التعليمي عند الطلاب وعدم اكتراثهم بمسؤولياتهم، كل في إطار موقعه ومهامه ومسؤولياته، أضف إلى ذلك فإن كثيراً ممن يعملون في فرق التوجيه والإشراف التربوي غير مؤهلين ولا متخصصين بالشكل المطلوب أو أن بعضهم يتقاعسون عن أداء مهامهم وإن لم يكن الأمر كذلك لما وصل مستوى التعليم إلى هذا المستوى، كما أن هناك طلاباً انتقلوا من مرحلة التعليم الأساسي وتخطوا الثانوية العامة وتخرجوا منها وبنسب عالية بفضل الغش والبراشيم والريالات من المال، وفي الأساس هم لا يستطيعون القراءة والكتابة وكأنه لا تربطهم أي علاقة بالتربية والتعليم لا من بعيد ولا من قريب ولم يمضوا إثنى عشر عاماً يدرسون فيها، لأن هناك أناساً تحرروا من الأمية عبر الالتحاق بمحو الأموية إلا أنهم يجيدون القراءة والكتابة أفضل من خريجي الثانوية العامة الذين بعضهم حصلوا على وظائف بالوساطات وبالفلوس. . بالرغم من تدني مستوياتهم التعليمية.
طلاب نحو المجهول والضياع
وهناك طلاب أصبحوا لا يطيقون الدراسة ويتغيبون عنها بالرغم من خروجهم من منازلهم لغرض الدراسة وفي آخر العام يبحثون عن النجاح بمبلغ وقدره ". . . " أو بالغش أو بهكذا وساطات أو علاقات مع المعلمين وما نقص عليهم تستكمله إدارة المدرسة بإصدار قرارات بنجاحهم وإضافة عدد من الدرجات لكل طالب لكي يصلون إلى النجاح، أما إذا سألنا ماذا استفاد الطالب فبالتأكيد لا شيء لأن العام الدراسي يمر وكله غياب ومشاكل والأسوأ من كل ذلك عندما تحدثت مع بعضهم في المرحلتين الأساسية والثانوية وسألتهم عن سبب إهمالهم للدراسة وتهربهم منها خاصة أن هذه الظاهرة في ازدياد مستمر أتعلمون بماذا أجابوا؟!!
لقد أجاب بعضهم أن ظروفه المعيشية والأسرية لا تسمح له بمواصلة الدراسة أما آخرون فأكدوا أنهم يمررون سنوات الدراسة بطريقة أو بأخرى ولن يكملوها، وسيتركونها بمجرد الحصول على شهادة تاسع فقط وإن طفح بهم الأمر إلى شهادة الثانوية العامة وسيكتفون بذلك المستوى من الدراسة وعندما سألتهم لماذا؟!!
كان ردهم: إنهم يعلقون أملاً على الجنوب لأنه سيأتي قريباً، والجنوب يوظف الشباب حتى من صف ثامن كما كان سابقاً في عهد التشطير وأن أتى الجنوب ستكون شهادة تاسع مستوى تعليمي عالي مقارنة بمستوى احتياجهم من المؤهلات التعليمية وسألتهم من أخبركم بذلك؟!
سخروا مني وقالوا ليش أنت ما تعلم بذلك ولا أحد قال لك، فهناك كثير من الناس يتحدثون بذلك حتى بعض المعلمين يقولون لنا لو رجع الجنوب باتتوظفوا حتى بشهادة تاسع أو ثامن ولهذا فنحن نكتفي بهذا المستوى من التعليم لكونه يضمن لنا وظيفة فقط في حال أتى الجنوب وتساءلت وماذا عن الذين يحملون مؤهلات جامعية؟!
تحدث بعضهم أوه. . أوه. . أوه عادك مهرول بعيد. . بعيد. . نحو الدراسة الجامعية، عندما يعود الجنوب كلنا نتوظف لا فرق بين الذي يدرس والذي لم يدرس سواء. . سواء كلهم بايتوظفوا وحتى الذي معه شهادة تاسع بايكون معلم زي زمان.
وهنا أطرح تساءلاً للقارئ الكريم ماذا يعني هذا؟ أليس لتوجيه الطالب نحو الأمية والجهل والتخلف عن الدراسة عبر بعض المصطلحات التي عفا عنها الزمن وأصبحت في خبر كان أما الآن فهو عصر العلم عصر التكنولوجيا والإنترنت عصر درجات الماجستير والدكتوراه والأستاذة؟ فماذا نقول لهؤلاء وماذا تقولون لهم؟!!
* وأخيرا
فأني أعلم أن إدارة ومكاتب التربية يحاولون أن ينكرون هذا ولكن من أراد أن يطلع على هذا النوع من المدارس والطلاب والمعلمين في التربية والتعليم، في الريف والحضر، في القرى والمدن التابعة لمحافظة لحج وخاصة البعيدة عن عاصمة المحافظة فليأتي للاطلاع والتأمل والنظر والتحليل وإجراء الدراسات التربوية على هذا الواقع المؤسف والمحزن والمخجل والمسيء إلى اسم التربية والتعليم والذي أصبح ينذر بكارثة مستقبلية لجيل كامل من الشباب والطلاب لا محالة.
وعليه نأمل من كافة التربويين والأكاديميين والمثقفين والباحثين وأخيراً المعنيين إجراء الدراسات والبحوث على الوضع التربوي والتعليمي القائم وإيجاد الحلول الممكنة لرفع جاهزية العمل التربوي وتطوير الوسائل التعليمية وترسيخ روح الولاء الوطني والتوعوي لدى الطلاب والمعلمين وإدارة المدارس والقيادات التربوية كحد سواء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.