قصف الجيش الباكستاني مدعوما بطائرات هليكوبتر مدرسة إس لاميةزعم إنها مركز تدريب يؤوي متشددين من تنظيم القاعدة؛ مما أسفر عن مقتل العشرات أغلبهم من الطلبة قرب الحدود الشمالية الغربية المحاذية لأفغانستان. وقال المتحدث العسكري الباكستاني شوكت سلطان لرويترز اليوم الإثنين: "كان مجمعا لمدرسة إسلامية، ولكنه كان يستخدم لأنشطة إرهابية وليس كمدرسة، وفقا لمصادرنا المحلية تأكدسقوط نحو 80 قتيلا". وأوضح سلطان أن المدرسة تابعة للقائد الطالباني المحلي الملا لياقة الله الذي تسعى السلطات لاعتقاله لإيوائه متشددين من القاعدة ولقيامه ب"أنشطة إرهابية". لكنه أضاف: من غير المعتقد وجود متشددين بارزين داخل المجمع الواقع في قرية تشيناجاي الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمالي بلدة خار في منطقة بجاور القبلية. ورجح مسئول أمني بارز أن يكون قد قال: إن الملا لياقة الله كان ضمن القتلى. وقال شهود عيان في المنطقة: إن حوالي 70 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم، كما أصيب أكثر من 100 آخرين في الهجوم البري والجوي الذي شنته القوات الباكستانية فجر أمس على المدرسة. وأضافوا أن الذين لقوا حتفهم ليسوا من القاعدة وإنما من الطلاب أو من بعض الضيوف الذين كان يتوقع أن يحضروا اجتماعا للقبائل (اللويا جيركا) التي تعهدت بدعم زعيم حركة طالبان الملا عمر وتنظيم القاعدة. ويقول الجيش الباكستاني إنه لن يسمح بعودة نشاط المسلحين إلى المنطقة تحت غطاء مفاوضات السلام. ويأتي الهجوم بعد يومين من المظاهرة التي نظمها آلاف المسلحين من أنصار طالبان من رجال القبائل ضد الوجود الأمريكي في المنطقة بالقرب من موقع الهجوم الصاروخي الأمريكي الذي أدى إلى مقتل عدد من مسلحي القاعدة والمدنيين في شهر يناير الماضي. وفي تعليقه على الحادث وصف الناطق باسم الجماعة الإسلامية الباكستانية عبد الغفار عزيز الغارة ب"الجريمة الشنعاء"، قائلا إن طلاب المدرسة تتراوح أعمارهم بين عشرة إلى 17 عاما كانوا يتعلمون القرآن، مشيرا إلى أن الأهالي أقاموا صلاة جنازة جماعية على الضحايا. وانتقد عزيز قيام الجيش الباكستاني بما أسماه الدفاع عن المصالح الأميركية بدلا من المصالح الوطنية، قائلا إن الأميركيين يرغبون في إشعال المنطقة الحدودية الحساسية مع أفغانستان على حد تعبيره. وقد أفادت تقارير إعلامية أن بعض المنازل المتاخمة للمدرسة الدينية المستهدفة تضررت بالهجوم. وياتي الهجوم بعد يومين من عقد نحو ثلاثة آلاف شخص تجمعا حاشدا قرب بلدة خار مرددين شعارات مؤيدة لزعيم طالبان الملا محمد عمر وزعيم القاعدة أسامة بن لادن. يشار إلى أن باجور أحد سبعة أقاليم في المنطقة القبلية الباكستانية التي تتمتع بشبه حكم ذاتي وتمتد على طول 600 كلم على حدود أفغانستان. وقد شهدت في يناير/كانون الثاني الماضي هجوما بعد معلومات عن احتمال وجود الرجل الثاني بتنظيم القاعدة أيمن الظواهري.