شكك عدد كبير من المراقبين للشؤون الصحية في بلادنا بصحة الحالات المصابة بمرض السل والمعلنة من قبل وزارة الصحة العامة والسكان وعلى لسان مدير عام برنامج مكافحة السل بالوزارة د. امين العبسي الذي زعم ان حالات وفيات مرض السل باليمن تقدر ب«2500» حالة سنوياً، وان التقديرات الحالية لحدوث حالات جديدة في السل الرئوي تصل إلى «7691» حالة اصابة في العام و«9466» حالة للاشكال الاخرى من انواع السل، وان عدد الحالات بشكل عام تقدر ب«71. 157» حالة في العام الواحد وأرجع المراقبون اسباب تشكيكاتهم تلك إلى الوضع الصحي المتدني الذي تشهده الاوساط الفقيرة في المجتمع اليمني، وفشل وزارة الصحة في معالجة ذلك الوضع المتدني بشكل صحيح، وقال المراقبون في خضم احاديثهم ل«أخبار اليوم» مساء امس بأن وزارة الصحة ومرافقها سواء البرنامج الوطني لمكافحة السل أو غيرها من البرامج، تعمد إلى تسلم المنح الخارجية التي تقدمها المنظمات والهيئات الاجنبية من اجل تطوير الوضع الصحي في اوساط الفقراء من الناس، وتعمد وزارة الصحة إلى صرفها في ورش عمل وندوات وفعاليات لا فائدة منها سوى بعثرة تلك المبالغ لتبقى المشاريع الصحية في مديريات نائية متعثرة. وبحسب المراقبين فإن الرقم المعلن عنه من قبل مسؤول في وزارة الصحة عن عدد حالات وفيات السل في العام ل«2500» حالة سنوياً مبالغ فيه ،وان العدد الحقيقي للحالات تقدر باضعاف ذلك الرقم، خصوصاً وان هناك معوقات كثيرة لمكافحة السل في اليمن، ولم تستطع الصحة التغلب عليها والتي منها ضعف شبكة الخدمات الصحة العامة، وضعف الادراك لدى المجتمع والمشاركة، وعدم اشراك القطاعات الاخرى والقطاع الخاص تحديداً بشكل مناسب، بالاضافة إلى تسرب الكوادر المدربة والتي فشل برنامج مكافحة السل من استقطابهم، أضف إلى ذلك ضعف الالتزام السياسي المحلي. وذكر المراقبون للشؤون الصحية بأن البرنامج فشل في تحقيق المكونات الرئىسية لاستراتيجية دحر السل والتي منها السعي لتحقيق نوعية عالية من «الدوتس» والتوجه نحو السل والايدز والسل متعدد المقاومة العلاجية والتحديات الخاصة الاخرى، إلى جانب الفشل في الاسهام في تقوية النظام الصحي وتقوية الاشخاص الذين يعيشون مع السل والمجتمعات، بالاضافة إلى الفشل في تفعيل وتعزيز البحوث. واشار نفس المراقبين إلى ان التحالف الفاعل بين عدد من المنظمات والجمعيات والهيئات والقطاع الخاص، والذي يسعى البرنامج الوطني لمكافحة السل لتحقيق ذلك التحالف معه لن يتحقق اذا لم يتم مراجعة السياسات الخاصة بها. تجدر الاشارة هنا إلى ان ورشة عمل للتنسيق والشراكة مع القطاع الخاص والقطاعات الصحية الاخرى لمكافحة السل بامانة العاصمة، عمدت وزارة الصحة ممثلة بالبرنامج الوطني لمكافحة السل إلى عقدها امس بصنعاء، وتم اعلان عدد حالات وفيات السل في اليمن خلال ورشة العمل.