اكد الكاتب العربي والباحث الاستراتيجي د. سمير عبيد ان المطامع الايرانية لا تكاد تقتصر على دولة بذاتها ولكنها تستهدف جميع الدول العربية والدول الخليجية عموماً واليمن بشكل خاص، كون اليمن بلداً مهماً جغرافياً واستراتيجياً وسياحياً، وبما يتوقع لليمن من ازدهار على المستوى العالمي فانها اصبحت مطمعاً وهدفاً استراتيجياً لايران من اجل تصدير مشروعها السياسي البراغماتي المغلف بالدين والتشيع، والذي هو -بحسب عبيد- تشيع صفوي يعود إلى الشاه اسماعيل الصفوي، وهو تشيع يؤمن بالتصدير والتخدير ونشر التخلف والخزعبلات، واضاف عبيد في حوار مع موقع «مأرب برس» ان اهداف ايران في اليمن مذهبية صفوية واطماعها استراتيجية، باعتبار اليمن ارضاً رخوة اذا ما قورنت بالمملكة العربية السعودية من وجهة نظر الايرانيين، ويوضح عبيد عبارة «ارض رخوة» بانه يوجد في اليمن من يؤيد مشاريع ايران بشكل علني وهم جناح «الحوثيين» الذين يوالون ايران. وكشف عبيد ان ايران تريد ان تكون اليمن سِكّيناً في خاصرة المملكة العربية السعودية من وجهة نظر الاستراتيجيين الايرانيين، هذا من ناحية والعراق سكيناً اخرى من ناحية اخرى، وهكذا البحرين من ناحية ثالثة، والهدف في النهاية هو قطف السعودية كي تتم الهيمنة على نجد والحجاز والاستحواذ على «مكة والمدينة» لتكون بنكاً جديداً يضاف لبنوك «الاضرحة المقدسة في العراق»، واوضح - الباحث الاستراتيجي عبيد- ان الايرانيين يمتلكون مشروعاً امبراطوريا عالميا، ولكنهم اذكياء حيث يسيرون مشروعهم بجوار المشاريع الاسرائيلية والاميركية كي يضمنون حماية مشروعهم بالانابة وكتحصيل حاصل. واشار -عبيد- إلى ان الايرانيين يحلمون بالتوسع والتصدير الثوري والسياسي والمذهبي تحت شعار «نشر العدالة» تمهيداً لظهور الامام المهدي المنتظر- وهي حيلة انطلت على البسطاء والاميين لان العدالة غائبة داخل ايران نفسها حيث التمييز والبطش وغياب الحريات،وحذر الكاتب عبيد- اليمن من المشاريع المشتركة مع ايران. وحول التدخلات الليبية في الشأن اليمني، قال عبيد: من واجب اليمن كقيادة وكرئيس لعب دور ايجابي بتقريب وجهات النظر الليبية السعودية لطي صفحة الخلاف والعتب بينهما، كما أنه على الجانب السعودي ايضاً ان يبادر إلى خارطة طريق للمصالحة مع ليبيا لأننا لا نخفي ان هناك بعض المشاكل بينهما، لكن هذا -وبحسب عبيد- لا يعني ان ليبيا تريد ايذاء السعودية من اليمن. وبشأن التقارب الحوثي الايراني في اليمن، ارجع عبيد ذلك إلى ان القضية تتعلق بالهوية الوطنية للحوثيين كونهم يشعرون بأن هناك تقصيراً من قبل الدولة تجاههم وبأنهم لم يأخذوا حصتهم في المواطنة والمشاركة في السلطات والدولة، وقد لعبت طهران على ذلك واستطاعت تنمية هذا الشعور لديهم، والقضية مشابهة لبعض الشيعة في العراق والذين لديهم مناعات وطنية ضعيفة استطاعت ايران ان تحولهم إلى خواتم باصابعها واستطاعت طهران وقم تنمية الشعور المذهبي ليكون اكبر من الشعور الوطني وبالتالي اخذ زمام المبادرة بطريقة تفكيرهم «الحوثيين». واستطرد عبيد قائلاً: ولهذا فإن الحوثيين يعتبرون ان ايران دولتهم وان الايرانيين اقرب لهم، وان الدولة اليمنية لعبت دوراً في ذلك لانها لم تصعد وتيرة الوطنية والانتماء الوطني ولم تقم بواجبها كي تعلمهم وغيرهم ان يتحاوروا وطنياً كيمنيين قبل ان يتحاوروا على اسس مذهبية، وللاسباب السابقة تلقفتهم ايران ومن خلال ثقافة غسيل الادمغة البارعة فيها ومن خلال الروايات والروحانيات والخزعبلات ليكونوا رأس حربة للمشروع الايراني في اليمن وضد الداخل اليمني وضد الجيران، ولخدمة المشروع الايراني وبنسبة «100%» وليس لخدمة الحوثيين لان الحوثيين عرب وبالتالي هم من الدرجة العاشرة من وجهة نظر الايرانيين. وكشف عبيد ان هناك زيارات سرية لبعض الحوثيين وغيرهم إلى ايران وإلى دول خليجية للاجتماع مع بعض الاطراف الايرانية المهمة، وان هناك لقاءات حدثت في اوروبا وتحديداً في المانيا ولندن والسويد وبروكسل، وهناك لقاءات حدثت ايضاً اثناء موسم الحج، ناهيك عن لقاءات تمت داخل السعودية واليمن نفسها. ونصح عبيد الحوثيين وغيرهم عدم تصديق الايرانيين لانهم يضحكون عليهم، ونصحهم بأن يتشبثوا بوطنهم وبارضهم حتى لا يكونوا جزءا من الفتنة التي نهى الله عنها ورسوله الكريم. وعن امكانية استغلال الولاياتالمتحدة الاميركية الورقة الشيعية في اليمن، لم يستبعد عبيد ذلك بل اكده، مشيراً إلى انها سهلة ومهيأة من وجهة نظر الاميركان، معتقداً في الوقت ذاته ان الاميركان لهم اتصالاتهم المتقدمة معهم وربما ستلعب ايران دوراً مهماً في هذا، وذلك من خلال تقديم الحوثيين إلى الاميركيين، كما قدمت الهزارة الشيعة في افغانستان قبيل واثناء الحرب على افغانستان مقابل بعض الامتيازات لايران في العراق وفي اي اماكن اخرى، لذا فالحوثيون -وبحسب عبيد- ورقة مهمة للجميع وليس للاميركيين وربما سيكونون بموقع الاكراد العراقيين في اليمن ان لم تسارع القيادة اليمنية لتأسيس خلية ازمّة من اجل هذا المرض الخطير.