أكدت مصادر خاصة ل«أخبار اليوم» ان الساعات الاخيرة من مساء أمس شهدت تصعيداً سياسياً واعلامياً غير مسبوق بين احزاب اللقاء المشترك والحزب الحاكم والذي جاء على خلفية البيان الختامي للقاء الثاني لقيادات المشترك في المحافظات، والذي تضمن عدة محاور هامة تتعلق بالتطورات السياسية والاقتصادية واحداث تمرد صعدة التي أثار موقف المشترك حيالها حفيظة الحزب الحاكم، حيث وصفت قيادات المؤتمر موقف اللقاء المشترك من احداث التمرد في بعض مناطق محافظة صعدة بانه ما يزال ضبابياً وغير مسؤول وتساءلت، خاصة بعد ان تواصلت المواقف الدستورية والشرعية تجاه احداث التمرد، وتساءلت تلك القيادات بقولها: ماذا يريد اللقاء المشترك بعد ان وقفت المؤسسة الدستورية الاولى «مجلس النواب» في وجه التمرد مفوضة الحكومة في اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لوأد الفتنة؟ وها هم اليوم علماء اليمن يؤكدون رفضهم للتمرد وما تقوم به تلك الفئة الضالة الخارجة عن الجماعة، وكذلك تأييد العديد من قيادات اللقاء المشترك نفسه لمواجهة التمرد، مضيفة :ماذا يريد اللقاء المشترك حتى يتحمل مسؤوليته الوطنية بتجرد ازاء هذه الفتنة بعيداً عن المكايدات السياسية؟ واعتبرت تلك القيادات ما جاء في بيان المشترك حول حديثه عن استنزاف الموارد الوطنية المحدودة في الحروب الاهلية العبثية المتكررة بانه حديث مردود عليها، وانه كان الأحرى بها عندما تقف امام هكذا قضية ان تكون بمستوى المسؤولية الوطنية بشجاعة وتحاسب نفسها لكونها كانت الفاعل في اثارة تلك الحروب التي سمتها بالاهلية بينما نسميها نحن في المؤتمر وكان معنا التجمع اليمني للاصلاح والسواد الاعظم من الشعب في صيف 94م بحرب الحفاظ على الوحدة المباركة ضد ارادة ثلة استبدادية اتخذت قرار تمزيق الوطن، فقام الشعب وجميع مؤسسات الدولة بإلزام المؤتمر الشعبي العام للقيام بواجب الحفاظ على الوحدة وكان التجمع اليمني للاصلاح في مقدمة الداعين للمؤتمر للقيام بواجبه الوطني رغم ان المؤتمرلم يكن منتظراً لذلك لإدراكه بمسؤوليته الوطنية، ولذلك فان تلك الحرب -وحسب مصطلحات الاصلاح في حينه -كانت تسمى بالحرب المقدسة واصبحت الآن حرباً اهلية عبثية في مفهومه الانفتاحي، وهنا نجد بجلاء ان اللقاء المشترك يصر على المضي في مكابرته اللامسؤولة حين تقتضي الضرورة الوطنية تبني مواقف وطنية، خاصة مع ما تشهده محافظة صعدة من خروج لتمرد مسلح استهدف قلب النظام الجمهوري بمنهجية فكرية سلالية راقت وتروق لبعض احزاب تنضوي في اطار اللقاء المشترك ومثلت داعماً نشطاً لهذا التمرد -حد وصف تلك القيادات. واضافت قيادات المؤتمر التي تحدثت ل«أخبار اليوم» مساء أمس قائلة: وهنا وبعد تأمل في تقاطعات المشترك يكون حديثه عن ما وصفه بحرب اهلية امراً طبيعياً لكون اعضاء فيه هم من استحقوا الحصول على حق الامتياز في انتاجها، لكن مواجهتهم بالنسبة لنا في المؤتمر ومؤسسات الدولة الدستورية امر واجب فرضته علينا عدائيتهم المستمرة للوطن، مؤكدة ان الخسائر التي تعرض لها الاقتصاد الوطني جراء محاولة الانفصال وتمرد صعدة هم من كانوا فاعلين في مشاريعها ويقفون اليوم ضد وأدها، ويضعون انفسهم في مواقف رمادية اللون. واختتمت تلك القيادات حديثها للصحيفة بتمنيها على قيادات اللقاء المشترك ان تقدم الوطن على الذات. من جانبهم وصف سياسيون ردة فعل المؤتمر الشعبي العام على بيان المشترك وذلك بتلميحه عبر موقع «المؤتمر نت» بحل حزب اتحاد القوى الشعبية ومن بعده الحزب الاشتراكي اليمني، بانه غير موفق وانه غلب عليه الانفعالية ليخدم في مجمله القوى المأزومة سيما تلك التي تؤطر نفسها في حزب الحق المنحل اختيارياً، معتبرين ان ما جاء في بيان المشترك كان يمكن التعاطي معه وفق تفسيرات مواقفه تجاه القضايا الوطنية في الشارع ليميز ابناء هذا الوطن قواه السياسية وفي اي صف تضع نفسها، خاصة بعد ان تجلت بوضوحها الساطع كعين شمس النهار لا الاصلاح بموقف العلماء.