أبدى الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عبد القادر باجمال تخوفه من الأصوات التي بدأت ترتفع في بعض الفعاليات التي تنظمها جمعية المتقاعدين العسكريين في الجنوب والتي تدعو إلى ما يمكن تسميته «فك الارتباط» بين دولتي الشمال والجنوب، واللتين توحدتا في الثاني والعشرين من شهر مايو من العام 1990م. وقال باجمال في مقابلة مع صحيفة «الخليج» الإماراتية أن هذه الأحداث تعبر عن نزعة انفعالية من جهة وافتعالية من جهة أخرى، انفعالية لكونها تحريكاً مبكراً للانتخابات التشريعية المقبلة من قبل المعارضة وافتعالية كونها وضعت عناوين لموضوعات مضخمة، وزاد تضخيمها أنها تلامس بصورة مباشرة عواطف الناس وحياتهم اليومية، وهذا عامل في تقديري لن يكون عاملا دائما وثابتا بالطريقة التي يراها من يقف وراء هذه الأحداث، لكنني أتصور أن هذا أمر سيتعامل معه الناس باعتباره إحدى الحقائق المطلقة في الحياة، مثل غلاء الأسعار، بعضها سوف يأخذ مدى معيناً أساسه قانوني وحقوقي في بعض المطالب للذين تقاعدوا أو دخلوا في إشكالية قانونية التقاعد ، مضيفاً : أنا أكرر القول إن إثارة مشكلة المتقاعدين فيها انفعال وافتعال، والسياسي من حقه أن يستغل أخطاء الحكومة وأجهزتها لكن بأدب وقيم لا تخل بالوحدة الوطنية ولا تخلق هذه الإشكاليات التي تهز الكيان الاجتماعي. وأكد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام على وجود تدخلات خارجية وراء الأحداث التي تشهدها بعض المناطق الجنوبية فيما يخص قضايا المتقاعدين وسيتم التعامل معه بكونه فعلاً خارجياً . وأوضح باجمال أن الحقائق موجودة على التدخلات الخارجية في هذه القضية ، وسندافع عن وجودنا وعن حضورنا وعن وحدتنا بالمطلق، وإذا تطورت المسألة بعد حل المشكلة الخاصة بالمتقاعدين فسوف نتعامل مع القضية على أن ما يحدث عمل خارجي معاد للوحدة والوطن اليمني ككل. وهدد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عبد القادر باجمال بالنزول إلى الشارع لمقاتلة الداعين إلى إعادة تأريخ البلاد الانفصالي من جديد، وقال أنا شخصياً وكافة قادة البلاد مستعدون للنزول إلى الشارع للقتال ضد أصحاب المشروع المضر بالوطن والوحدة، بل وأكثر من ذلك إعادة السلاح للمواطنين الذين تم تجريدهم منه بموجب خطة وزارة الداخلية الأخيرة لجمع السلاح ليتمكنوا من رفعه في وجه دعاة الانفصال. وأشار باجمال إلى أن الحزب الاشتراكي اليمني حزب وطني وحدوي، لكنه ليس حزباً ديمقراطياً، فلو كان كذلك لقبل بنتائج انتخابات 1993م، مضيفاً أن خطأ الحزب الاشتراكي القاتل أنه لم يستوعب بعد العملية الديمقراطية، فلو استوعب الديمقراطية عام 1993 لكانت كل هذه المشكلات التي نواجهها اليوم غير موجودة، ولما قامت حرب صيف 1994 من الأساس ، وهناك نقطة أخرى لم يستوعبها الاشتراكي، وهي أن علي عبدالله صالح عنده ميزة التسامح والتوازن كان يستطيع أن يستفيد منها الاشتراكي. وأوضح باجمال إلى أن الخوف من الحزب الاشتراكي ليس خوفاً منه كحزب له قواعد عظيمة وجريئة ونشطة، بل الخوف من الاشتراكيين غير الناضجين أو الذين ركبوا الموجات، مستدركاً : لكننا متأكدون أن الحزب الاشتراكي سيظل حزبا وحدويا ووطنيا بالمطلق، لا يمكن تلوينه بلون فلان أو علان لأن هؤلاء زائلون.