سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مشائخ من عدن والضالع يردون على قسم «توحيد الجنوب» الذي هتف به «بن فريد» في ردفان الأبية .. «بن شعيب» يعتبرها عنصرية مناطقية مرفوضة و«محمود» يؤكد أن ثمة قيادات شوَّهت صورة الوحدة و«البكري» يدعو الدولة لأخذ الدعوات المناطقية بجدية
أخذت ردود الفعل المستنكرة والمستهجنة والرافضة للقَسَم «قسم توحيد الجنوب» الذي هتف به الناشط السياسي أحمد بن فريد في ختام كلمته التي ألقاها في مهرجان ردفان الأبية مطلع الأسبوع الجاري، وكان نصه «نقسم بالله العظيم أن نكون متوحدين وأن تكون أهدافنا فقط من أجل الوطن، وأن نعلي الوطن فوق الأحزاب والمناطق والجهات، وأن نجعل دم الجنوبي على الجنوبي حرام، وأن نجعل من تخوين الجنوبي على الجنوبي حرام، والله على ما نقول شهيد» أخذت تتصاعد، ففي محافظة عدن اعتبر الشيخ حسين عمر محفوظ بن شعيب- أحد مشائخ وعلماء السنة بمحافظة عدن واليمن ككل هذا القسم ينم عن عنصرية سلالية ومناطقية مرفوضة. وقال في تصريحه ل«أخبار اليوم» رداً على القسم الذي هتف به «بن فريد» هذه عنصرية لا نرضى بها، ونحن أولاً مسلمون وشعب واحد، ودين الإسلام قد وحدنا، فمن الناحية الدينية فإن دماء المسلمين كلها واحدة لا فرق فيها بين أحد على آخر، ومن الناحية العربية فنحن أمة عربية واحدة، أما من الناحية الإقليمية فنحن كلنا من أبناء قحطان ونحن كلنا يمنيون، فالذي ينادي بهذا فهو عنصري سلالي وعنصري عربياً، وإسلامياً، وهذا لا يرضى به لا الإسلام ولا العروبة. وأكد الشيخً بن شعيبً بأن موقفهم من هذه الشعارات معروف فهم لا يرضون بهذه الدعوات سواء كانت مناطقية أو عنصرية ويأباها الإسلام وأنهم يقفون ضد من يؤجج مثل هذه الصراعات أو يدعو إلى الاحتراب بين أبناء اليمن الواحد. وعلى ذات الصعيد علق الشيخ/ محمود علي محمود في تصريحه ل«أخبار اليوم» على قَسَمً بن فريدً بالقول نحن ننظر إلى ذلك بأن يكون دم اليمني على اليمني حرام ابتداءً من حرمة دم الفرد في إطار أسرته، ثم المحافظة ثم المنطقة بشكل عام ثم اليمن ككل ثم دول العالم الإسلامي، بحيث يكون دم المسلم على المسلم حرام، لكن إذا كان الخطاب الذي رُدد يقول دم الجنوبي على الجنوبي حرام فهذا أمر مرفوض ونرفضه بشدة. وحول ما إذا كان لديه نصيحة لمن يطلقون مثل هذه الشعارات أكد الشيخ/ محمود علي وهو أحد مشائخ محافظة الضالع بأنه يوجه نصيحة للحاكم قبل هؤلاء، وقال فيها: إن النبرة الانفصالية التي ارتفعت اليوم جاءت كرد فعل لممارسات بعض القوى الموجودة والتي ابتعثت إلى المحافظة وإلى المحافظات الجنوبية عموماً وشوهت صورة الوحدة وصَورت الوحدة عند السواد الأعظم ومعظم الناس بأنها نهب أراضي وإلغاء للآخر وتهميش الناس سياسياً. وأضاف أما الوحدة اليمنية بمفهومها الشامل فنحن نعتبرها مقدسة ولا يمكن أن نسكت لمن يمارس سلوك الانفصال في أوساط المجتمع، أو من يرفع شعار الانفصال كتشجيع للناس على ممارسة الانفصال، وأوضح الشيخ/ محمود في ختام تصريحه بأن الوحدة ثابتة وأن على الحاكم أن يزيل كل العوائق التي تقف عقبة في طريق الوحدة، حتى لا يعطي مبرراً للحاقدين على وحدة اليمن، داعياً الرئيس بأن يعيد النظر في القيادات وأن يختار القيادات التي تمثل الوحدة تمثيلاً حقيقياً. من جانبه أوضح الشيخ/ جمال البكري -أحد مشائخ محافظة عدن بأن ما جاء في كلام «أحمد بن فريد» لا يجوز شرعاً، مشيراً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام» وأن النبي- صلى الله عليه وسلم -لم يفرق بين أبيض ولا أسود ولا أشقر ولا أحد إلا بالتقوى. وقال في تصريحه ل«أخبار اليوم» المسلم أياً كان جنسه أو لغته فدمه وماله وعرضه حرام إلاَّ بما استوجب شيء من الإسلام، أما الدعوة المناطقية أو العصبية أو الحزبية أو الجاهلية فكلها من أمور الجاهلية، ونحن لسنا مع هذه الأمور، وإن كنا نرى بعض الأمور كالفساد الإداري والمالي أو الظلم، لكن يجب أن تكون المعالجة بما يوجبه الله ورسوله ووفق الحكمة. وأكد أنهم يرون بأن الوحدة مطلب شرعي وواقعي وأنهم لا يقرون هذه الدعوات ويرفضونها أياً كان مصدرها، وأضاف قد تكون هذه الدعوات لأغراض سياسية، وعلى الدولة أن تلتفت لهذا وتأخذه بمأخذ الجدية، وربما أن من يطلقون هذه الدعوات قد أخذهم بعض الحلم والأناه من الرئيس، ونتمنى أن تؤخذ وتعالج بالحكمة والحوار. إلى ذلك عبر الأستاذ/ أحمد ناجي أحمد-الأمين العام المساعد -عن استنكاره للمنطق الانفصالي في تصريحاتً أحمد أحمد عمر بن فريد ًفي ردفان ورأى الأستاذ أحمد ناجي أحمد في مقولة «بن فريد» أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام، توجهاً واضحاً عن الانفصال وإباحة لدماء اليمنيين الذين يخرجون عن هذا الحصر الضيق لقيم المواطنة، وقال : إن في هذه الدعوى من العنصرية ما فيها من الدلالات المقيتة والممجوجة والمرفوضة جملة وتفصيلا. وأضاف الأستاذ /أحمد ناجي أحمد، أن قيم الإسلام الخالدة تكمن في حقيقة «أن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، مثمناً قرار القيادة السياسية باعتبار من سقطوا في أحداث ردفان شهداء. وعبر الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عن خالص التعازي لأسر الشهداء في ردفان، داعياً كل القوى السياسية والفعاليات المدنية إلى الحفاظ على الثوابت الوطنية في الديمقراطية والوحدة الوطنية وحماية السلم الاجتماعي. هذا وكانت العديد من الفعاليات الاجتماعية والنقابية قد عبرت عن استنكارها ورفضها للقسم الذي هتف به الناشط السياسي أحمد عمر بن فريد في كلمته واعتبرته يمثل دعوة لاستباحة أبناء اليمن الذين يخرجون عن الحصر الذي حدده بن فريد.