افتتح الاتحاد العام لنقابات العمال اليمنيين صباح أمس الاثنين في قاعة 22 مايو أعمال مؤتمره التاسع في العاصمة صنعاء تحت شعار "نحو تعزيز حركة نقابية يمنية ديمقراطية حرة ومستقلة" والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام برعاية رئيس الجمهورية. حضر افتتاح المؤتمر نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة/ أمة الرزاق علي حمد والأستاذ/ أحمد محمد لقمان مدير منظمة العمل العربية والدكتور وليد حمدان ممثل منظمة العمل الدولية والدكتور حسن جمال الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والأستاذ/ محمد محمد الجدري رئيس الاتحاد العام لعمال اليمن وكذلك ممثلو اتحاد نقابات عمال العرب وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وكذلك عدد من السفراء العرب.
وفي المؤتمر التاسع ألقى نائب رئيس الجمهورية الأخ/ عبدربه منصور هادي كلمة نقل فيها تحيات فخامة رئيس الجمهورية إلى الحاضرين وتمنياته لأعمال المؤتمر بالتوفيق والنجاح، حيث أكد نائب رئيس الجمهورية أن الاتحادات النقابية في طبيعتها تعد شريكاً أساسياً ومهماً في عملية التحول الديمقراطي والتنمية الشاملة وبناء اليمن الحديث.
ووعد نائب الرئيس بوقوف الحكومة إلى جانب العمل النقابي ودعمها ومساندتها إيماناً بأهمية المشاركة السياسية للنقابات والمنظمات الجماهيرية وقال: "لقد وقفت النقابات دائماً في مقدمة الصفوف في الحركة الوطنية لتحقيق الآمال والتطلعات العظيمة لشعبنا اليمني وفي المقدمة تحقيق الوحدة المباركة ولقد نجحت هذه النقابات في الوصول إلى كل مرافق العمل والإنتاج".
وهنأهم بانعقاد المؤتمر والذي ينعقد لأول مرة منذ تحقيق الوحدة اليمنية وطالبهم بضرورة مناقشة الأخطار التي رافقتهم في عملهم النقابي خلال السنوات الماضية متمنياً خروج هذا المؤتمر بتحقيق مزيد من الديمقراطية ومن العمل الإنتاجي وجعل مستقبل العمل النقابي أكثر فائدة ونفعاً للعمال.
وأكد أن الممارسة الديمقراطية في الحياة النقابية والعمالية نابعة من إيمان الدولة بأن الديمقراطية هي الخيار الأمثل لتحقيق التقدم والرخاء وهذه دعوة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس التي تسعى إلى تعميق الحوار.
مضيفاً "إن البنية التشريعية للدولة اليمنية من شأنها حماية الحقوق والحريات في العمل النقابي وإن هذه التشريعات التي تحمي العامل سوف تتطور في المستقبل"، مشيراً إلى أن زيادة الإنتاج وتحسينه شرط أساسي لتحقيق سياسة الأجور وتحسين الأداء الاقتصادي العام في البلاد.
ودعاهم نائب رئيس الجمهورية إلى الوقوف إلى جانب الحكومة في تهيئة المناخات المناسبة لتحقيق مثل هذه المهمة.
وأضاف "إن الوحدة الوطنية اليوم تتعرض لهجمة شرسة تقودها عناصر انفصالية شاذة لذلك فإن مسؤوليتكم كما هي مسؤوليتنا الدفاع عن منجزات الثورة"، وتمنى نائب رئيس الجمهورية في ختام كلمته للحركة النقابية مزيداً من التقدم والازدهار على طريق تعميق الوحدة والديمقراطية والمستقبل الزاهر.
كما ألقت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق علي حمد كلمة قالت فيها: "إن أهمية الحركة النقابية تأتي انطلاقاً من إسهاماتها الفاعلة في الحراك المجتمعي في ظل الدور المتنامي لمؤسسات المجتمع المدني الذي جعل منها شريكاً فاعلاً للدولة في رسم السياسات التنموية ووضع الخطط والإستراتيجيات، مؤكدة أن الحركة النقابية في اليمن تستمد شرعيتها من الدستور الذي نص على حق المواطنين في تنظيم أنفسهم نقابياً ومهنياً وأهمية الحوار الاجتماعي وضمان الحريات النقابية وتوفير الحماية العمالية في المؤسسات والهيئات وفقاً لمعايير العمل الدولية".
مشيرة إلى قيام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدعم وتشجيع قيام مؤسسات المجتمع المدني بما فيها الحركات النقابية، وأضافت "إن علاقة الوزارة باتحاد نقابة العمال قد شهدت تحسناً ملحوظاً لأنها تقوم على مبدأ الشراكة".
منوهة إلى عزم الوزارة تنفيذ برنامج الأخ رئيس الجمهورية الانتخابي من خلال القيام بحزمة من الإصلاحات الهادفة إلى تطوير الخدمات في قطاع العمل.
ومنها اتخاذ الإجراءات التي تحد من عمالة الأطفال وتطبيق الاتفاقيات الدولية الخاصة بالعمل.
وأشادت الدكتورة أمة الرزاق بدور المرأة العاملة وكشريك في العملية التنموية قائلة: "تعمل إدارة المرأة العاملة في الوزارة على تنفيذ عدد من البرامج التوعوية التي تهدف إلى تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص في العمل".
من جانب آخر تحدث رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن في كلمته قائلاً: "إن هذا المؤتمر للاتحاد العام منذ تأسيسه كحركة نقابية في مارس 1956م في مدينة عدن الباسلة حيث نشأت كحركة نضالية وطنية وحدوية الانتماء شعارها هو التحرر من الاستعمار البريطاني وإنهاء الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد وما هذا إلا ثمرة زرعها الرعيل الأول الذين ساهموا في تأسيس الحركة.
مشيراً إلى دور الحركة في النضال من أجل انتصار الثورة وتحقيق الوحدة والدفاع عنها، وأضاف :الاتحاد العام منذ نشأته كان مدافعاً أميناً عن مصالح العمال اليمنيين وحقوقهم وهو الآن معين أكثر من أي وقت مضى بالدفاع عن حقوق ومصالح العمال".
منوهاً إلى الصعاب التي تعرضت مسيرة هذا الاتحاد خلال الفترة الماضية إلا أنه صامد أمام أي محاولة للتفريق والتهميش لدوره النضالي وذلك بفضل تلاحم وتضافر القيادات النقابية.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر سيتوج بانتخاب المجلس المركزي والمكتب التنفيذي ولجنته الرقابية والتفتيش للاتحاد، معززاً دور المرأة في العمل النقابي والذي يحظى بدعم خاص من اتحاد عمال النرويج الصديق، حيث وصلت نسبة مشاركة المرأة 22% واعداً إياها بالوصول إلى المكتب التنفيذي.
وأشار رئيس الاتحاد العام بدور منظمة العمل العربية وكذا الدولية وما تقدمه من مساهمة في رعاية العمل النقابي في اليمن، وطالب الأستاذ الجدري النقابيين أن يكونوا على مستوى الأمانة التي منحهم إياها العمال وأن يسود مبدأ الحوار والشراكة مع العمال.
مؤكداً أن الوحدة والديمقراطية خيار إستراتيجي لا يمكن التنازل عنه، واستنكر الجدري تلك الأصوات الانفصالية التي تتطاول على منجز الوحدة العظيم.
أيضاً ألقت رئيسة اتحاد نساء اليمن كلمة ناشدت فيها نائب رئيس الجمهورية والمنظمات الدولية والعربية الوقوف إلى جانب المرأة اليمنية ومناصرتها، وطالبت رئيسة الاتحاد بالمصادقة على أن تكون انتخابات المرأة في دائرة مغلقة بنسبة 15% وهذا ما سبب ارتياح كل النساء الحاضرات في المؤتمر، حيث ارتفعا صواتهن بالزغاريد والتصفيق.
كذلك ألقى الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الأستاذ/ حسن جمال كلمة وصف أعضاء النقابات برفاق الدرب المحفوف بالأشواك، وتوجه جمال بكلمة إلى المرأة النقابية العاملة في اليمن هنأها بالإنجازات التي حققتها حتى وصلت إلى الهياكل القيادية.
وأكد حسن جمال أن انعقاد المؤتمرات ضرورة للحركة النقابية تقوم من خلالها بمراجعة واقعها" مشيراً إلى أن المجلس المركزي للاتحاد قد قرر في دورته الأخيرة في شرم الشيخ اعتبار عام 2008م عاماً للحقوق والحريات النقابية لكل العمال في الوطن العربي وأن اليمن هي من أول الدول تحقيقاً لذلك.
وناشد الأمين العام للاتحاد الدولي الحكومات العربية القيام على تحقيق التكامل المترابط وصولاً إلى تحقيق التكافل العربي لمواجهة التحديات العالمية، وأضاف وأن نكون مستعدين جميعاً لمواجهة محاولة الوصاية الخارجية وإفشال المشروع الصهيوني ومشروع الشرق الأوسط الجديد.
وفي الختام سجل حسن جمال أسفه العظيم ليوم أنا جاء يرقص بوش بسيوف عربية في دول عربية وأطفال غزة يذبحون.
وقد قام الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بتسليم رئيس الاتحاد العام لنقابات اليمن درع الاتحاد.
في كلمة أخرى ألقاها مدير منظمة العمل العربية الأستاذ/ أحمد محمد لقمان هنأ فيها الشعب اليمني بقيادته الحكيمة على ما حققته من نهضة وتقدم في كافة المجالات، وأضاف "إن حق الإنسان في العمل حق مقدس وهو واجب على الإنسان تجاه وطنه".