تسببت المركزية المطلقة التي اتخذتها الوزارات الحكومية أثناء تنفيذ المشاريع الحكومية المعتمدة لمحافظة إب بمناسبة احتضار فعاليات العيد الوطني السابع عشر العام الماضي بضياع مليارات الريالات مما تم اعتماده لتنفيذ تلك المشاريع جراء المخالفات الفنية التي تتم اثناء تنفيذ مشاريع بمئات الملايين تتم إجراءاتها بالطرق المخالفة بداية من عملية التكليف المخالفة لقانون المناقصات والمزايدات. ومثلما تطرقنا في أعداد سابقة إلى مشاريع الأشغال العامة فقد تسببت المركزية المطلقة لمشاريع الصحة بإب في شل كبار مستشفيات المحافظة تحت مسمى "الترميمات" لتلك المستشفيات بمئات الملايين، الأمر الذي يوحي بوجود مؤامرة خطيرة تستهدف القطاع الصحي بمركز المحافظة، ففي الوقت الذي لا يزال مستشفى الأمومة والطفولة شبه مشلول رغم أنه تم افتتاحه العام الماضي لعدة أسباب منها عدم توفر الكادر الطبي المتخصص الكافي، وكذا عدم مقدرة العاملين فيه حالياً على تشغيل الأجهزة الحديثة التي زود المستشفى بها، وكذلك هو الحال بالنسبة لمستشفى ناصر "مستشفى الفقراء في إب"، لا تزال أهم أقسامه عاطلة عدا عيادات المعاينة بسبب مشروع الترميم الذي يخضع له المستشفى منذ أكثر من عام، ذلك المشروع الذي من العجائب فيه أنه يستهدف غرفة العمليات ولا يشمل الصالة والحمامات المجاورة للغرفة وهكذا. أخيراً كشفت مصادر خاصة ل"أخبار اليوم" أن مشروع ترميم مستشفى الثورة هو الآخر لم يستكمل بعد والذي تصل تكلفته إلى "500" مليون ريال حيث عاود مقاول المشروع قبل أربعة أشهر تكسير وتحطيم عدد من الأقسام الهامة العاملة داخل المستشفى تحت مسمى الترميم وإلى الآن لم ينفذ أي عمل لإصلاح ما قام بتكسيره داخل المستشفى، فهذه الصور التي استطاعت الصحيفة التقاطها ليست لبناية مهجورة أو منزل تعرض للانهيار، بل أن هذه الصور لأحد الأقسام التي قام المقاول بتكسيرها داخل مستشفى الثورة العام قبل أربعة أشهر ولا تزال على ذلك الحال حتى ساعة كتابة هذا التقرير. كما حصلت الصحيفة على العديد من الوثائق التي تكشف ما سبق أن تناولناه وغيرها من عيوب المركزية المطلقة لتنفيذ مشاريع الصحة العامة في محافظة إب والتي تسببت في شل الحركة داخل أكبر مستشفيات المحافظة، ومنها هذه المذكرة "الأخوة مؤسسة الواقدي المحترمون. . بعد التحية أود أحاطتكم بأنه حسب تكليفكم من قبل وزارة الصحة بتأهيل المستشفى المرحلة الثانية وبحسب الاتفاق بأن نسلمكم مقرات العمل في تأهيل العيادات الخارجية وخلال أسبوعين يتم إنجاز العمل بقسم الجراحة بكامله وقسم المختبرات والأسنان والباطنية والأشعة وإلى الآن لم نلمس أي نتيجة وهذا بسبب خسارة كبيرة في إيرادات المستشفى اليومية، ولهذا نحملكم مسؤولية التأخير وغرامة تأخير مبلغ مائتين ألف ريال يومياً كون بعض العيادات الخارجية موقفة وكما تعلمون أن المستشفى هو المستشفى المركزي بالمحافظة،ويستقبل أعداداً كبيرة من المواطنين، وعليه لزم إشعاركم بذلك لمعالجة الوضع لما فيه مصلحة العمل وشكراً، مدير عام مستشفى الثورة د/ علي أحمد قعشة بتاريخ 16/4/2008م. الغريب في الأمر أن فخامة رئيس الجمهورية عند زيارته إلى مستشفى الثورة بإب يوم الثاني والعشرين من مايو 2007م وجه بإزالة البلاط الذي كان المقاول قد قام بوضعه في المستشفى لكن قيادة وزارة الصحة لم تنفذ توجيهاته بل سعت إلى تشكيل لجنة هندسية أقرت في تقريرها بجودة البلاط الذي استخدمه المقاول وبهذا تم إقناع الرئيس لكن الزائر للمستشفى اليوم يكتشف فطنة وذكاء فخامة الرئيس فالبلاط كشف زيف اللجنة وتقريرها وانقشع ليؤكد "صدق فطنة فخامة رئيس الجمهورية وكذب المجتمعين في لجنة الوزارة". وهناك مذكرة أخرى تكشف العيوب جاء فيها ما يلي: "الأخ مدير عام الشؤون الهندسية بوزارة الصحة المحترم تحية طيبة وبعد يهديكم مستشفى الثورة العام أطيب التحايا والتقدير ونود إحاطتكم أن هناك الكثير من الأعمال في المستشفى بحاجة لها نورد لكم ذلك كالتالي. 1- تغيير بلاط العيادات الخارجية من بلاط البرسلان إلى بلاط جرانيت أو رخام. 2- استكمال الترميم في سطوح المستشفى بأقسام الرقود والطوارئ حيث وقد تم ترميم جزء من السطح ولم يستكمل الجزء الباقي. 3- تحويل صالة الاجتماعات بالعيادات الخارجية إلى غرفة لعيادة الأسنان كون العيادة الحالية ضعيفة ولا تتسع لكراسي الأسنان الجديدة والمنصرفة من الوزارة. 4- عمل الرصاص لغرفة الأشعة تفادياً من أضرار الأشعة. 5- عدم استكمال العمل من قبل المقاول في الساحات والممرات الواقعة خلف الرقود والعمليات وكذا خلف مبنى العيادات وركود المياه بهذه الأماكن يؤدي إلى الأضرار في المبنى وخاصة ونحن مقبلون على موسم الأمطار وعليه تم الرفع إليكم للإطلاع والتوجيه لمن يلزم للعمل بحسب ما ترونه مناسباًُ شاكرين ومقدرين تعاونكم لما فيه المصلحة العامة وتقبلوا خالص التحية مدير عام مستشفى الثورة بتاريخ 23/4/2008م ورقم "288". وهذه مذكرة أخرى إلى مدير عام الشؤون الهندسية بوزارة الصحة برقم "272" وتاريخ 15/4/2008م جاء فيها ما يلي: "نود إحاطتكم بأن الزجاج تبع المناور قد أثرت عليه الرياح، حيث إذا دخلت قليل من الرياح يؤدي إلى رفع بعض الزجاج وهذا بدوره يؤدي مستقبلاً إلى سقوط الزجاج إلى فوق المرضى إذا زادت الرياح ولا يوجد حماية لمنع هذا الزجاج من السقوط إلى الأسفل ولا يوجد حماية من رفعه إلى فوق من ضغط الرياح، حيث وقد سبق وأن تم المطالبة بعمل شبك حماية ولكن دون جدوى، وعليه تم الرفع إليكم للنظر في ذلك والتوجيه إلى المقاول للمرحلة الأولى بعمل حماية وإصلاح الزجاج المكسر وتقبلوا خالص التحية مدير عام مستشفى الثورة بإب".