لابد أن يدرك مَن تسولُ له نفسه - اتخاذ أحداث صعدة معبّراً عن هواه وتعبيراً عن ثقله باسم الوساطة بين الدولة ورموز الفتنة - أن ما يسعى إليه ليس سوى انحياز غير أمينٍ مع من يقفون ضد الوطن وقيم الإسلام الحنيف فإيجاد مخرج لمأزق شرذمة الإثم والبغي والعدوان يعني خيانة للقيم ومبادئ الثورة والوحدة ويعني أيضاً تنازلاً قبيحاً عن دم الشهيد أكرم خلق الله ويعني ثالثاً تآمراً على الدولة ومكتسباتها. هكذا نفهم الوساطة بين الدولة وشرذمة الفتنة الحوثية أنها لا تعدو عن كونها تآمراً يراد له أن يكون بعد أن سقطت رهانات آخرين حاولوا أن يجعلوا هذه الرموز المرفوضة وطنياً والخارجة عن القانون ورقة ضغط على الدولة في تنازلات صهيو/أمريكية باسم الموت لإسرائيل وأميركا. ولعل وأد الفتنة وضرب رموزها وإضرام النار على الخارجين عن القانون، وحده انتصار للعدالة واحترام للثوابت الوطنية وفي المقدمة الدستور، ومن يقول بخلاف ذلك إنما يريد الشيطان متغلغلاً في أرجاء الوطن ويريد للفتنة أن تبقى جذوتها مستعرة، ويتآمر بلا شك على إسقاط الدولة من خلال إسقاط هيبتها في حماية القانون من الخارجين عليه.. أي أننا أمام مخطط لا يقل في خطورته عن رموز الفتنة إن لم يكن أكثر ذكاءً ودهاءً فما الذي يحمل من ينادون بالوساطة، على حماية من لا يرجون لله وقاراً ويسيئون إلى الإٍسلام ويستقدمون ديانة أسطورية ليست من الإسلام السمح في شيء؟!! ما الذي يدعو الوسطاء إلى التعاطف مع القتلة الخونة المأجورين؟!! وبأي معنىً يمكنهم أن يطلقوا وساطاتهم للأحياء فيما الضحايا من الأبرياء وجند الله الشهداء يسقطون من أجل أن يبقى الوطن شامخاً قوياً..؟!! المسألة أننا أمام قادم يمتد في أحد ذيوله إلى ما هو خارجي لم يُمِط اللثام بعد عن نفسه، لكن بلا شك فإن من لا يحترم معنى الوطن والنظام والقانون إرادة وقوة هو متآمر ما لم يكن غبياً، والأمران كلاهما مرٌّ فالمتآمر عليه أن يستيقظ، حيث لا مجال اليوم لأي وساطة تعتق الخونة من القانون والعدالة. والغبي عليه أن يفطن إلى ما يقدم عليه وأن يكون مترحماً بنفسه حتى لا يصاب بسبب غبائه بلعنة التاريخ. وإنّ المتآمر والغبي إن سعيا إلى الوساطة فذلك وطنياً يعني احتضار نظامٍ وانهيار دولةٍ بعد فقدانها مصداقيتها.