في الوقت الذي ذهبت عناصر التمرد وقوى محالفة لها إلى الترويج لشائعات تتحدث عن هدنة تم الاتفاق عليها بين وحدات الجيش وقيادة التمرد شرعت عناصر التمرد في محافظة الجوف بعد أن تم تعزيزها بما يزيد عن أربعمائة متمرد يقودهم القيادي الميداني "يوسف المداني" قادمين من مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران،شرعت منذ الوهلة الأولى من وصول تلك التعزيزات إلى الجوف بتنفيذ كمينين مسلحين استهدف الأول الأمين العام للمجلس المحلي للمحافظة ومن كانوا معه بمنطقة بئر السلامي القريبة من مديرية الزاهر بمحافظة الجوف، وقد أسفر ذلك الكمين عن استشهاد كل من الأمين العام لمحلي الجوف/ عبد الوهاب الضمين، والشيخ/ عبدالله الجيشي وأخيه "علي"، وإصابة أحد مرافقي الأمين العام ويدعى "جمال بن مرهبة" وشخص آخر لم تذكر المصادر اسمه للصحيفة، واستهدف الكمين الثاني قائد فرع الأمن المركزي بمنطقة "المطمة" العقيد عبدالله منصور القاسمي وأربعة أشخاص كانوا يرافقونه وعندما كانوا في طريقهم بمنطقة "سوق الاثنين" التابع لمديرية "الزاهر"، وقد أصيب على إثر ذلك العقيد "القاسمي" إصابة بالغة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات أمانة العاصمة. وأصيب أيضاً اثنين من مرافقيه في حين استشهد المرافق الثالث ويدعى"الشامي". مصادر محلية بمحافظة الجوف أكدت "لأخبار اليوم" أن الكمينين اللذين نفذهما عناصر التمرد واستهدفا كلاً من "الضمين" و"القاسمي" ومن معهما جاء على خلفية مصرع القيادي الميداني للتمرد في الجوف المدعو "عبدالله ناجي أبو راس" بمنطقة "الشولان" يوم أمس الأول، وأوضحت المصادر أن مديرية الزاهر شهدت عقب الكمينين المشار إليهما آنفاً مواجهات مسلحة وصفت بالعنيفة بين مجموعة من أبناء قبائل الجوف وعناصر التمرد المتواجدين بكثرة في هذه المديرية ومنطقة "حام"، وقد أسفرت تلك المواجهات عن مصرع "9" من عناصر التمرد وجرح اثنين آخرين، منوهة إلى أن القيادي "عبد الفتاح حسن حمطان" والمرافق الشخصي ليوسف المداني ويدعى "عبدالله الشعوبي قد لقيا مصرعهما إثر تلك المواجهات، وأن "زيد خالد حمطان" هو أحد جرحى المواجهات التي توقفت بعد مغرب يوم أمس. وعلى ذات الصعيد وفيما يخص الوضع الميداني في مناطق المواجهات بمحافظة صعدة فقد أفادت المعلومات الواردة من المحافظة أن أغلب تلك المناطق تشهد هدوءاً نسبياً، في حين كانت المواجهات التي شهدها مركز مديرية "ساقين" عند فجر يوم أمس هي الأبرز بالنسبة للوضع الميداني في صعدة. وأوضحت المعلومات أن أكثر من (15) متمرداً لقوا مصرعهم أثناء تلك المواجهات، وتم العثور على 97 جثثاً من بين قتلى المتمردين؛ اثنتين منهما مقطوعة الرأس. المعلومات ذاتها تطابقت مع ما ذكرته مصادر محلية من محافظات صعدة والتي أشارت إلى أن منطقة "آل عمار" هي الأخرى شهدت يوم أمس مواجهات بين أفراد الجيش وعناصر التمرد، ولم تذكر المصادر للصحيفة أي إحصائية أسفرت عن تلك المواجهات. الهدوء النسبي الذي شهدته معظم جبهات القتال وحدوث مواجهات في مناطق أخرى بصعدة واختلاق المتمردين جبهة جديدة في محافظة الجوف وتعرض مدير أمن "حرف سفيان" لكمين مسلح ظهر يوم الثلاثاء المنصرم كلها أمور تلفها جملة من علامات الاستفهام والغموض، إلا أنها تشير في مجملها إلى أن ثمة مساع تبذلها بعض الشخصيات التي ترى في إطالة حسم التمرد مكسباً لها بصورة أو بأخرى، وتصب تلك المساعي في إيقاف العمليات العسكرية ضد عناصر التمرد بحسب ما يراه مراقبون سياسيون، والذين اعتبروا الحديث من قبل عناصر التمرد عن هدنة واختلاق جبهة جديدة من عناصر التمرد أيضاً في محافظة الجوف يعد مؤشراً كبيراً في حدوث انقسامات واسعة وخلافات شديدة بين قيادات التمرد. من جانبها أفادت مصادر محلية بمديرية "بني حشيش" أن مجموعة من أفراد الجيش نفذت يوم أمس بمساندة أبناء قبائل "رجام" آخر عملية تمشيط تمثلت في اقتحام "جروف النجود" بوادي "رجام"، وقد أسفرت تلك العملية عن مصرع أحد عشر متمرداً من بينهم القيادي "خالد مرة" وثلاثة آخرين هم "محمد عبدالكريم المزيجي، عبد الكريم حسين المزيجي، الرويشان" وإصابة كل من "أحمد أحمد حسين المزيجي، عبد القادر أبو طالب، محمد علي راجح العدلاني" واثنين آخرين أحدهما من أبناء مديرية "خولان" والآخر من مديرية "آنس"، في حين استسلم كل من عبدالرحمن راشد المزيجي، بسام توفيق أبو طالب، قابوس سعيد المزيجي، ناجي علي العاقل، يحيى لقمان". المصادر ذاتها كشفت ل"أخبار اليوم" أن الأخير ممن سلموا أنفسهم للشيخ "سعد الحنمي" والذي يدعى "لقمان" كان يعمل طبيباً لعناصر التمرد في منطقة بني حشيش. من جانبهم عبر أبناء قبيلة بيت "الحنمي" في رسالة بعثوا بها إلى "أخبار اليوم" عن تقديرهم وعرفانهم لأفراد الجيش والأمن الذين قدموا أعظم التضحيات، وبذلوا أنفسهم رخيصة لإنهاء التمرد وتطهير منطقة وادي "رجام" بأكملها من عناصر فتنة التمرد الحوثية.