في ظل إجراءات أمنية مشددة أعتصم صباح أمس الآلاف من أنصار اللقاء على مدرجات ميدان الشهداء بمحافظة تعز وذلك تلبية لدعوة المشترك لأجل المطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية النضال السلمي الذي طال معظم المحافظات علاوة على المطالبالأساسية وخدمات عدة تفتقر إليها المحافظة. عبدالله حسن تحدث على لسان المشترك وبدأ باستعراض أهم الخدمات الأساسية التي تفتقر إليها المحافظة و من ذلك المطالبة بحياة كريمة تتخللها جزئيات خدمية مثل المياه النقية والمستمرة و الرعاية الصحية اللائقة والكهرباء والتعليم المستمر وانخفاض تكاليف المعيشة والأمن و الاستقرار وفرص العمل والحرية و المواطنة المتساوية، مؤكد أن هذه الخدمات لا تتوفر في المحافظة وهي إن تتحقق فإنها تزحف نحو الأسوأ. و أضاف أن تردي تلك الخدمات الضرورية للحياة وانتشار وتعاظم المظالم و تفشي الاختلالات الأمنية و الفساد المالي والإداري واتساع رقعة الفقر وضيق الهامش الديمقراطي والانهيار الاقتصادي والاجتماعي الوشيك كل ذلك يعد دلائل قوية على أن السلطة لم تعد قادرة على القيام بوظائفها وقد فقدت مبررات بقائها. وأوضح أن السلطة يجب عليها أن تسقط أوأن تترك مواقعها وتسلمها إلى من هم أجدر وأشرف منها وإلا سيكون مصيرها السقوط المدوي أسوة بغيرها من الدكتاتوريات التي لم تنفعها كافة إجراءات القمع بل سارعت بإسقاطها ومحاكمتها. وانتقد السلطة على قمعها للحريات والمحاكمات ضد الصحفيين ونشطاء الحراك السلمي و الفنانين. . واختتم الكلمة بمناشدة كافة الجماهير اليمنية الاستمرار في النضال السلمي وعدم الاستسلام لليأس أو الوعود أو القوة حتى تحقيق مطالبها العادلة في الحياة الكريمة أسوة ببقية الشعوب. . فهد القرني كان هو الأخر موجوداً في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه النائب فؤاد دحابة وخاطب فيها الجماهير بالقول: قولوا للفساد المقيت لن نسمع من تعز بعد اليوم استكانة "مرحبا" فتعز توقفت عن إنتاج مرحباً منذ زمن لأن سنوات مرحباً لم تمنح تعز قطرة ماء. . ناهيك عن المواطنة المتساوية وأضاف: الفقر سجن والغلاء سجن والجوع سجن والعطش والتهميش سجن و كل هذه السجون تحاصركم، فك الله أسركم و أحسن خلاصكم فلا سبيل لكم إلا النضال السلمي. و أردف أن الأمن السياسي والنيابة والقضاة والمتنفذين في الحزب الحاكم لن يمنحوا الرئيس انتصاراً حين سجنوني، فكل ما فعلوه هو أنهم فرغوا للرئيس مظلوماً يدعو عليه وعليهم آناء الليل وأطراف النهار. إلى ذلك رفع المشاركون في الاعتصام طفلي القرني "أويس و أنس" على أكتافهم كأبطال صغار. . من جانبها ألقت الأخت فتحية وابل كلمة باسم النساء تطرقت فيها إلى المعاناة التي تعيشها الأسر الفقيرة في ظل ارتفاع الأسعار، إضافة إلى صعوبة الحصول على الخدمات الأساسية في المحافظة. من جانب آخر اعتبر الأستاذ خالد الصوفي محافظ محافظة تعز أن الاعتصام الذي نفذه اللقاء المشترك صباح أمس في ميدان الشهداء بالمحافظة عبارة عن تحصيل حاصل تعودت أحزاب اللقاء المشترك عليه عندما تشعر أن الدولة تتحرك في اتجاه معين، كما هو الحال في اتجاهها جاد نحو تحقيق المطالب الضرورية مثل مطار تعز وأضاف تحول تدعي البطولة وتدعي وصلاً بليلى وهو ما اعتدنا عليه من الإخوان في المعارضة، حيث جلسنا معاهم و تحاورنا ووصلنا إلى قناعة بأنه لا داعي لمثل هذه التحركات في ظل نشاط متواصل من السلطة المحلية لحل مشكلة المياه، وفي ظل نشاط توجيهات الأخ الرئيس بتوفير المخصصات اللازمة، ولكن هم لا يريدون أن يمر أي إنجاز بسلام دون أن يحدثوا ضجيج حوله، و أردف بالقول: تعودنا نحن ذلك من الأخوان في المعارضة لكننا: نتمنى أن يتطور أداء المعارضة باتجاه إيجابي يساعد على تثبيت و تشجيع الظواهر الإيجابية ويحد من الفوضى لأن هذا الذي نحتاجه في مثل هذه الظروف سواء على مستوى محافظة تعز أو على مستوى اليمن، ليس إلى مزيد من الإثارات بل مزيد من التهدئة و مزيد من الجهود لنتلاقى جميعاً حول ما تحتاجه البلاد. و في معرض حديثه لمراسل " أخبار اليوم " عن تزامن الاعتصام قبيل رمضان أوضح أنه متوقع تحركات من هذا النوع خاصة في ظل اقتراب الموسم الانتخابي، مستطرداً : ليس لدينا تفسير سوى هذا وتابع قائلاً : حتى الناس والجمهور قد تعودوا على مثل هذه التحركات المناسباتية، وبالتالي إذا كان هناك من تعليق فإني أوجه التحية لكل المواطنين في تعز الذين تصدوا لهذه الدعوات و كان مظهر الاعتصام هزيلاً. إلى ذلك كانت منظمات المجتمع المدني والمنظمات الجماهيرية بمحافظة تعز قد أصدرت بياناً يوم أمس الأول تؤكد فيه رفضها أن تستغل قيادات أحزاب اللقاء المشترك بعض المطالب المشروعة لتحقيق مكاسب سياسية ورخيصة تستخدمها لتنفيذ الاعتصامات ونشر الفوضى و زعزعة الأمن والاستقرار - حسب ما جاء في البيان - موضحاً أن هدف ذلك هو إعاقة السلطة المحلية عن تنفيذ وتحقيق تلك المطالب بهدف تحقيق مكاسب سياسية قادمة وأختتم البيان بدعوته كل أبناء المحافظة إلى عدم الانجرار وراء تلك الدعوات المشبوهة والوقوف صفا واحد أمام الدعوات التحريضية والمفضوحة داعياً في نفس الوقت الالتفاف حول السلطة المحلية والشد من عزيمتها في تنفيذ كل الطموحات في مختلف مناحي الحياة.