(أين البر أين الطحين.. والسلطة تعجن عجين) بمثل هذه الشعارات اعتصم صباح اليوم الخميس في ميدان الشهداء بمدينة تعز المئات من أعضاء اللقاء المشترك احتجاجا على الوضع المعيشي المتردي "الذي دخل كل بيت وأساء إلى كل فرد"- حسب ما جاء في بيان صادر عن المعتصمين. واضاف البيان- حصلت "نبأ نيوز" على نسخة منه: "ان اعتصامنا اليوم يأتي تأكيدا لتمسكنا بمبادئ الحرية والعزة والكرامة دون ملاحقات أمنية بدوافع سياسية"، مشيراً إلى: "أن الاعتصام يأتي "ضد الاعتقالات السياسية وضد تقييد حرية الفرد والمجتمع وللمطالبة بإطلاق كافة المعتقلين السياسيين في عموم محافظات الجمهورية وإحالة من قاموا أو أمروا بالاعتداء على المعتصمين سلميا بإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع آو الضرب بأعقاب البنادق إلى الجهات القضائية لينالوا جزاؤهم الرادع". وأهاب البيان بالسلطة "التخلي عن تلك المعالجات الخاطئة التي تتعامل بها مع المحافظات الجنوبية والشرقية"، معتبرا ان "تلك الممارسات الخاطئة تضر بالوحدة الوطنية وتسيء ابلغ إساءة للوحدة الوطنية"، مطالبا السلطة "التخلي عن تلك السياسات الخاطئة والتصرفات المتعجرفة"- حسب ما جاء في البيان. كما جدد البيان مطالب أبناء محافظة تعز التي اعتصموا من أجلها سلميا في أغسطس 2007م والتي تمثلت بتوفير المياه اللازمة لمدينة تعز ومجاري الصرف الصحي والكهرباء والطرق الريفية، لافتاً إلى أن تلك المطالب المشروعة لا بد أن تنهض السلطة بالاستجابة لتنفيذها وسيتم متابعة ذالك بكل وسائل النضال السلمي حتى لا تصبح تعز مجرد قرية. وأعرب البيان عن أسفه أن يتحول عدد من المتنفذين من أبناء هذه المحافظة ليصبحوا مصدر عنت ومشقة ومجرد جلادين ضد أبناء المحافظة ليتفرغوا للأذى والتنكيل بالمعلمين والموظفين بالإقصاء والإبعاد والنقل غير المبرر والمقاعد القسرية مستشهدا بما يحدث في المواسط بني حماد أو مديرية خدير, وقال: كان الاجدر بكل المتنفذين هؤلاء ان يتجهوا لخدمة المحافظة أو مديرياتهم على الاقل بدلا من الدس الرخيص او ممارسة العمل الخسيس . وكشف البيان ان أحزاب اللقاء المشترك التي قامت بحملة جمع المليون توقيع من أبناء المحافظة رفضا للجرعة سيعلن عنها في مهرجان سلمي قادم. وفي المهرجان ألقيت عدة كلمات منها كلمة المحامي/ عبد الله نعمان القدسي عن النقابات ومنظمات المجتمع المدني بالمحافظة، الذي قال فيها: انه "لا يحق للسلطة ان تطالبنا بمطالب وهي تذيقنا الجوع والحرمان وتزج بأبنائنا السجون فلا طاعة لهذه السلطة ولا عاش من يطالبنا بطاعتها مؤكدا أن اعتصام اليوم هو حق كلفه الدستور والقانون وان التزام الدولة بالدستور يوجب عليها ان توفر كافة السبل لتحقيق هذا الحق". وقال نعمان: ان المعتقلين اليوم يصنعون طريق الحرية والعزة وهم الشجعان وسجانوهم الجبناء"، منددا "بحملة الاعتقالات التي طالت عدد من المواطنين في المحافظات الجنوبية التي ظلت السلطة ردحا طويلا من الزمن تصم اذانها عن مطالبهم المشروعة". كما نند بحملة الاعتقالات التي تطال الصحفيين وناشطوا حقوق الإنسان وكذا اغلاق الصحف الأهلية والمستقلة في إشارة الى إغلاق صحيفة الوسط الأهلية. وطالب أحزاب المعارضة بان تتراجع من مربع المراجعة الى مربع المعارضة، داعيا أحزاب اللقاء المشترك ان تنتزع حقوقها المشروعة وان تتحول الى المعارضة الحقيقية وان تقلع عن حوارها العقيم مع السلطة، مشيرا ان مشكلتنا معها ليست مشكلة نصوص وانما مشكلة ممارسة لهذه النصوص. من جهته قال عبد الحافظ الفقيه- رئيس الهيئة التنفيذية للتجمع اليمني للاصلاح بتعز: أن اعتصام اليوم يمثل انتصارا للحرية والعدالة والحق والمساواة ورفضا للظلم والقهر وتكميم الافواه والمواطنة الغير متساوية، مؤكدا ان الاعتصام ياتي تضامنا مع كافة المعتقلين في كافة ارجاء الوطن وليس من اجل تعز وحدها او فهد القرني، مشيرا الى انه من العيب ان تزج السلطة بابنائها في السجون دون مبرر مجددا مطالبته السلطة اطلاق كافة المعتقلين في كافة انحاء اليمن.