اعتصم صباح أمس جمع غفير من المواطنين بمنطقة مريب في المسيمير محافظة لحج أمام بئر المقحف احتجاجاً على قيام أحد التجار ببيع مياه البئر الذي يشرب منه الأهالي ويمد المنطقة بالمياه والتي تعاني المنطقة من شحتها، ورفع المعتصمون لافتات كتب عليها"حين تبدأ المصالح الشخصية تنتهي المصلحة العامة" وما مياه بئر المقحف عنا ببعيد، بيع المياه معناه الحكم على أكثر من ألف ومائتي مواطن بالموت ولافتات أخرى كتب عليها "حتى الماء أصبح يباع في هذا الوطن والمواطن الفقير بحاجة إلى قطرة تروي عطشه" كما رفع المعتصمون أيضاً الأواني والدباب الفارغة تعبيراً عن سخطهم واستيائهم واستنكارهم من بيع مياه البئر للآخرين في حين أنهم بحاجة إلى قطرات الماء ليروي عطشهم وعطش أطفالهم، وفي الاعتصام أصدر المشاركون بياناً طالبوا من خلاله السلطة المحلية بتشكيل لجنة لمناقشة الموضوع والتحقيق فيه بلغة الحوار والمنطق وتقديم المصلحة العامة على كل الاعتبارات، وأضافوا في بيانهم أن المنطقة أصبحت مهددة بالجفاف وأن الطريقة التي تستنزف فيها المياه من البئر تصل إلى أكثر من مائة صهريج في اليوم تنقل عبر الشاحنات "البوز" الكبيرة إلى أصحاب المصانع في تعز، مؤكدين بأن عملية بيع مياه البئر تعتبر جريمة بحق أبناء المنطقة لن يسكتوا عليها وسيعملوا كل ما بوسعهم لمنعها ورفض تكرارها، وان لزم الأمر فإنهم سينفذون الاعتصامات والمسيرات اليومية أمام مبنى الإدارة المحلية بعاصمة المديرية، وتساءل المعتصمون في بيانهم: هل يريدون منا الرحيل عن قرانا وبيوتنا ولماذا لم يتجهوا إلى مناطق أخرى تزخر بالثروة المائية معتبرين الماء ثروة المنطقة الوحيدة والحسنة التي بانتهائها ستنتهي الحياة في منطقتنا، وناشد المعتصمون في ختام بيانهم الجهات المعنية والسلطة المحلية بتحمل مسؤوليتها إزاء ما يحصل من متاجرة وعبث بالمياه على حساب حاجة وحياة المواطن من قبل من لا يعيرون حياة الإنسان أي اهتمام وينسبون لأنفسهم ملكية آبار مياه الشرب "الوقف" التي منذ القدم تعارف الجميع على عدم أحقية أحد بها بل وملكيتها العامة لأبناء المنطقة، مطالبين بتقديم من يتساهلون بحياة المواطن ويتاجرون بأسباب حياته وأطفاله للعدالة.