تحدث المواطن الفرنسي "جين ايف دالان"، المحتجز كرهينة من قبل قراصنة في الصومال، إلى ابنته أليسا عبر شبكة اتصالات بالأقمار الصناعية، حيث اخبرها بأنه ووالدتها على ما يرام. وكانت أليسا أول من علم بعملية اختطاف والديها الذين كانا يبحران على يخت قرب خليج عدن، حيث تلقت مكالمة من نظام وسيلة الأمان المثبت على متن اليخت. وقد حاولت أليسا بشكل مسعور الاتصال بوالديها عبر الأقمار الصناعية ولكن دون جدوى. وعندما تمكنت أخيرا من التواصل مع والدها سألته عن سبب تشغيل إنذار وسيلة الأمان، فأخبرها والدها بأنه وزوجته محتجزان من قبل قراصنة على متن اليخت، مؤكدا بأن كل شيء يجري بشكل حسن. وقالت أليسا للصحافة: "لقد بدأت مذعورة، لكن والدي طمأنني. الشيء المهم أنه أخبرني بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأن القراصنة يتميزون بهدوء الطبع". الزوجان الفرنسيان هما حاليا رهائن في يد قراصنة بالقرب من منطقة إيل بالصومال. ويبدو أن القراصنة اختطفوا اليخت، المسمى كاري داس المصنع من قبل شركة أميل سوبر مارامو، أثناء إبحار الزوجين في خليج عدن متجهين إلى فرنسا بعد أن استلما اليخت من استراليا. من جانب أخرى، نقلت وكالة الأنباء الأفريقية من مقرها في لندن بأن السلطات الفرنسية قالت بأن مسلحين صوماليين يطالبون بأكثر من مليون دولار كفدية لإطلاق سراح زوجين فرنسيين محتجزين على متن يختهما الذي كان يبحر عبر مياه خليج عدن المقرصنة. .وقال مسئولون في البحرية الفرنسية إن عصابة مسلحة أبحرت باليخت نحو قرية نائية تدعى إيل كانت مركزا لصيد الأسماك ويسيطر عليها الآن قراصنة. وأيضا تم اقتياد سفينة شحن مصرية إلى إيل في منطقة بونت لاند الصومالية، حيث ترسوا هناك أكثر من عشر سفن بعد اختطافها من قبل القراصنة. وكانت أعمال القرصنة قد أجهضت قبل نحو عامين عندما سيطر اتحاد المحاكم الإسلامية على الصومال وقامت بتنفيذ سلسلة من الهجمات على القراصنة حتى أبطلت نشاطهم. لكن القراصنة استأنفوا عملياتهم بعد هزيمة المحاكم الإسلامية في عام 2006. والحكومة الصومالية المترنحة ليس لها القدرة على السيطرة على عاصمة البلاد ناهيك عن مياهها. وبدلا عنها، قامت قوة من السفن البحرية الدولية بنشر دورياتها في المنطقة. وصرح الناطق باسم الجيش الفرنسي بأن قواته المسلحة على أهبة الاستعداد للتدخل. وقال كريستوف برازوك في باريس: "القوات المسلحة الفرنسية متواجدة في المنطقة، وفي جيبوتي أكبر قاعدة عسكرية فرنسية وعلى البحر هناك الفرقاطة كوربت. أصبح هناك الكثير من المسلحين الذين ينظمون إلى عصابات القراصنة. إنهم يجنون تجارة رابحة وهو خيار جذاب للكثير من الشباب في الوقت الحاضر". وتجرى اتصالات في أوروبا لتحديد السفن التي سوف تقود الفدية الضخمة ويتم متابعة رحلتها حتى تدخل مجال عصابات القراصنة. مكتب الملاحة الدولية نصح السفن بالبقاء مسافة 200 ميل بعيدا عن السواحل الصومالية ومجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أصدر قرارا يمهد الطريق أمام ملاحقة القراصنة داخل المياه الإقليمية الصومالية.