سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حول تقرير «تشاتام هاوس» حول خطر القرصنة و مستقبل اليمن الذي اعتبره يهدد استقرار الجزيرة.. د. الظاهري : لا أؤمن بالتقارير وأمننا القومي مهدد والحكومة والمعارضة تتصارعان على لجان القيد
على خلفية ما ورد في تقرير المعهد الملكي للدراسات الدولية "تشاتام هاوس" الذي اعتبر مستقبل اليمن يسير نحو الانهيار ويهدد الاستقرار في الجزيرة العربية والقرن الأفريقي ويعرضها للخطر، مشيراً في ورقته الجديدة التي أصدرها في 19 نوفمبر 2008م إلى أن الحكومات الغربية بحاجة إلى العمل من أجل التوصل إلى نهج إقليمي فعال يشمل موافقة ضمنية من المملكة العربية السعودية، فالانهيار المحتمل للدولة في اليمن من شأنه أن يحد من الحصول على فرصة ما لإحراز الأمن أو تحقيق السلام للصومال. واستهجن الدكتور/ محمد الظاهري رئيس قسم العلوم السياسية بكلية التجارة جامعة صنعاء الانكشاف الواضح للدول العربية تجاه الخارج والتأثر به. وقال الظاهري في تصريح ل "أخبار اليوم" إن الدول العربية ومنها اليمن تفتقر للتخطيط الإستراتيجي تجاه موقعها البحري الهام الذي لم تستثمره وصار عبئاً عليها منوهاً إلى عدم القدرة على مواجهة القرصنة أو الخارج وأجندته الطامعة في ظل تفكك الجبهة الداخلية ما لم يتم تحصين الوطن من الداخل، لافتاً إلى أن إصدار المبادرات لإصلاح الخارج لا يجدي وذلك لعدم احترام الخارج لأي دولة عربية ما لم تكن قوية من الداخل. ووصف الظاهري الوضع الراهن بقوله: بينما اليمني يحترق وأزمات تتكاثر كالفطريات ونحن نهرب باتجاه إصلاح الخارج متجاهلين الخطر الداخلي فهناك أزمة تكامل وطني، أزمة مشاركة سياسية، أزمة هوية يبدوا أننا شرعنا في بدايتها، مؤكداً عدم قدرة اليمن بإمكانيتها المحدودة على مواجهة ظاهرة القرصنة أو التواجد الأجنبي في مياهها الإقليمية إزاء تحصين الوطن اليمني من خطورة الخارج الذين يتطلعون لأهدافهم ومصالحهم، فالعلاقات الدولية حد قول الظاهري ليست علاقات دائمة بينما المصالح تظل دائمة، مستشهداً في جديد الأجندة الغربية لا سيما الولاياتالمتحدة الأميركية إذ تراجع مفهوم تصدير الديمقراطية وحضر مفهوم مكافحة الإرهاب، فالأجندة الغربية ليست مهمومة في إيجاد دولة ديمقراطية حديثة في اليمن بقدر العمل من أجل تأمين مصالحها التي ليس من الضرورة أن تلتقي مع مصالح اليمن أو غيرها من مصالح الدول العربية. وما يحزن إزاء ما يجري في اليمن هو سيادة ثقافة اللجوء للخارج، موضحاً أنه حتى في صراع القوى السياسية كثيراً ما يلجؤون لمحاكاة الخارج دون أن يعوا أن الأمن الوطني مهدد وكذا المياه الإقليمية التي لن نستطع حمايتها ما لم تتصالح القوى السياسية. وشدد الظاهري على ضرورة أن تتصالح القوى السياسة في البلدان العربية فيما بينها وتتصالح الأنظمة مع شعوبها، مشيراً إلى أن الأجانب يجولون في مناطقنا ويجرون الدراسات لمعرفة الكثير من مشاكلنا بينما في اليمن صانع القرار لا يتكئ على معلومات مكتملة صحيحة لغياب البحوث الإستراتيجية والتي ظهرت بعضها مؤخراً وكانت أقرب إلى التعبئة السياسية والدعايا منها إلى الدراسات العلمية والإستشرافية. والأكثر إيلاماً حد وصف الظاهري عدم وجود سياسة عربية موحدة تجاه الأخطار الخارجية في حين أن صراع الدول الكبرى يسعى نحو تقاسم النفوذ في المناطق النفطية، وتحرص على حضورها في الممرات الدولية الهامة، فاليمن كدولة بحرية ليس لديها إستراتيجية للتنسيق مع الدول المطلة للعمل على أمن البحر الأحمر. وأعرب الدكتور/ الظاهري عن خشيته من أن تكون الحكمة اليمانية قد أفلت أو على وشك الأفول طالما الانشغال بالانتخابات وكأنها غاية عن الأخطار المحدقة بالوطن اليمني، مضيفاً أنه يخشى أن تهدأ الأزمات ما لم تحل. وفسر الظاهري الصمت المريب نحو تلاشي دولة اسمها الصومال بأن الدول الكبار حد وصفه قد قررت التواجد في هذه المضايق البحرية فيما لم تتنبه الدول الصغيرة لهذه الخطورة فهناك لعبة دولية ومصالح متعارضة مصالح فرسية ومصالح روسية وأخرى أميركية تسعى لتقاسم النفوذ في ظل تواري ما يسمى بالقطب الأوحد. وأضاف الظاهري أنه على الرغم من عدم إيمانه بالتقارير الخارجية إلا أنه يتفق مع ما أورده التقرير بشأن أزمات اليمن الداخلية وضعف سيادة الدولة أمنياً على مناطقها.