أحيا اللقاء المشترك بمحافظة تعز أمس العيد الواحد والأربعين لذكرى 30 من نوفمبر وسط كثافة أمنية لافتة منعت أجهزة الإعلام والصحافة من المشاركة والقيام بدورها في تغطية المهرجان. وفي المهرجان الخطابي والفني الذي نظمه مشترك تعز بمشاركة جماهيرية غفيرة ملأت المكان واكتظت بهم الشوارع وبمشاركة قيادة المعارضة بالمحافظة ومشاركة أخرى من ردفان منبع ثورة طرد الاستعمار انتقد خلالها عيدروس صالح الدهبلي من جبل ردفانوالذي ألقى كلمة أبناء ردفان في مهرجان تعز انتقد تصرفات السلطة التي وصفها بالغاشمة وأنها استخدمت كل أساليب القمع لوقف الزحف الهادر الذي أقض مضاجعها. وقال أن هذا الزحف سيقتلع أوكار الظلم والفساد عما قريب، مؤكداً أن كل أساليب القمع لن تجدي نفعاً في إيقاف غضب الجماهير المشحونة بحب الوطن وإرادة التغيير وحب الحرية والكرامة. وخاطب الدهبلي أبناء تعز بالقول إن الحياة مع المذلة والاستعباد حياة لا معنى لها مشدداً عليهم القيام بمزيد من النضال السلمي ومقارعة الظلم والاستبداد. وقال إن احتشاد أبناء تعز في مهرجان أمس رسالة قوية لرفض الزيف والخداع ورفض الظلم والاستبداد ودعامة صلبة لبناء صرح الوطن المتين. وأضاف: إننا نحتفل بذكرى جلاء المستعمر البريطاني من أرضنا فإننا نتطلع للاحتفال بجلاء الظلم والفساد.. من جانبه استعرض الأستاذ/ رشاد سيف رئيس اللجنة التنفيذية لمشترك تعز الدور البطولي الذي ظهر به أبناء الوطن في مقارعة الاستعمار البغيض من طرده من أرض اليمن وكذا الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن. وتطرق رشاد إلى أن هناك فجوة كبيرة بين الواقع المعاش وبين مطالب الناس وأن الواقع يجعلنا أمام مفارقات مؤسفة حيث فرض الفقر والمجاعة وارتفعت أصوات الأنين من معاناة هذا الشعب الذي ليس لديه طريق للوصول إلى حياة كريمة إلا عن طريق النضال. وقال إن السلطة تحاول إخفاء وجهها تحت أغلفة كثيفة من الشعارات والأقاويل وتحت غطاء الديمقراطية التي لا يوجد منها إلا اسمها مؤكداً أنها لم تكن أبداً شعارات ترفع فوق الرؤوس أو نفاقاً يلبس ثوب الموعظة بل هي نظام وعدل وحرية. وأكد رفض المشترك الممارسات اللامسؤولة وغير الشرعية فيما يتعلق بالانتخابات وأن اعتصامات الجماهير مثلت نضالاً قاطعاً لتلك الإجراءات. وأشار سيف إلى أن مواقف أحزاب المشترك منحازة كلياً للجماهير ونضالاته حتى تحقق مطالبها في حياة حرة كريمة. من جانبه ألقى الشيخ/ عبدالله أحمد علي كلمة العلماء التي أشاد فيها بالدور النضالي الذي يقوم به أبناء تعز في مقارعة الظلم والفساد. وكانت المرأة حاضرة بقوة في المهرجان حيث كان المكان مكتظاً بتواجدها وقد ألقت كلمتها الأخت شفيعة علي أحمد التي أشادت بالدور البطولي والنضالي للمرأة اليمنية والثورة اليمنية تسجل هذا الدور الكفاحي وتعز هي الحاضنة الرئيسية لدور المرأة النضالي وفيها تأسست جمعية المرأة اليمنية واستعرضت شفيقة كوكبة من المناضلات اليمنيات في الحركة السياسية التحررية لثورة 14 أكتوبر وقالت إن نضال المرأة لم يتوقف بعد نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م بل تواصل من أجل حقوقها ومشاركتها في عملية البناء والتقدم. إلى ذلك ألقى الأخ عبدالعزيز الرميمة كلمة لجنة التشاور والحوار الوطني وألقى الأخ عبدالجليل الزريقي كلمة منظمات المجتمع المدني. وفي ذات السياق ولكن في مديرية الصلو بالمحافظة حيث أحيا اللقاء المشترك مهرجاناً جماهيرياً بالتزامن مع مهرجان المحافظة. وقال الأستاذ حيدر ثابت شمسان عضو برلماني سابق بمديرية الصلو أوضح أن قيادات و قواعد أحزاب اللقاء المشترك هي صمام آمان الشعب فهي من صنعت الوحدة و بنت دعائمها , و أضاف في كلمة اللقاء المشترك أن مسئولية بنأ الوطن تقع على عاتق الجميع لذا كان النضال السلمي و المتمثل بالمطالبة بالإصلاح السياسي الشامل الذي قدمه أحزاب اللقاء المشترك , و ذكر أن اللقاء المشترك و منذ نشأته عمل على تجنيب البلاد الكوارث و الفتن و رفع الظلم و رأب الصدع من منطلق وطني بذلت فيه جهود مضنية تتمثل في جميع المحطات الوطنية ابتداء بالإصلاح السياسي الشامل مرورا بموقفه من حرب صعدة وانتهاء برؤيته للمشاركة بالانتخابات , و أعتبر أن المشاركة من قبل الجماهير هي لأجل إعادة الحق إلى نصابه و الثورة إلى أهدافها و الوحدة إلى مسارها , مؤكدا أن الحقوق قد أهدرت و صودرت و استبيحت إبتداء من حقوق الإنسان مروراً بالمال العام و بمصادرة الثورة و الثروة وانتهاء بتحميل الأجيال القادمة قروضا تذهب إلى جيوب المفسدين و المتنفذين . و أعتبر حيدر أن من اولويات الأهداف للنظال السلمي هو تحقيق أهداف الثورة اليمنية التي جيرت لصالح السلطة و حزبها الحاكم كونهم الثورة الوحدة وهم المصلحة العليا للوطن و لهم كل شيء و ما سواهم فهو مأجور وعميل وإرهابي مأزوم . و نوه العضو البرلماني السابق أن الوحدة اليمنية مهددة اليوم أكثر من أي وقت سابق بفعل السياسات الفاشلة التي تمارسها السلطة و حزبها الحاكم ناهيك عن الوحدة الوطنية التي هي صمام آمان الشعب , و أردف شمسان أن سياسات "فرق تسد" قد أوصلتنا إلى ما نحن فيه من الأزمات المتعددة . و أنتقد في كلمته محاولة السلطة الدؤوبة في إفشال التكتل الوطني للقاء المشترك المبني عن قناعة معتبرا المشترك عصارة نضالات عريقة لها امتدادها التاريخي التليد الذي يمثل أصالة الشعب و تاريخ المعاصر . وأدان حيدر في اختتام كلمته باسم المشترك استخدام الجيش والأمن لقمع المعتصمين و المحتجين تحت أي مبرر , موضحا أن الجيش وجد لحماية الشعب و ليس لحماية الحزب الحاكم , مؤكداً الاستمرار في النضال السلمي حتى تنال كافة الحقوق و المطالب المشروعة . الأستاذ عبدالعزيز العسالي موفد مشترك تعز إلى المديرية اعتبر أن السلطة ركبت رأسها و أردت الإنفراد بالحكم دون سواها و تطرق العسالي إلى الإشكاليات في الانتخابات و ما صحبه من تجنيد للمدرسين و أخذهم في دورات مما يسهم في ضعف العملية التعليمية ,و قال أنا مع القائل إطعام جائع خير من بنأ مئة جامع في إشارة منه إلى الفقر الذي يعصف بأبناء الشعب من إقصا الوطن إلى أقصاه و طالب العسالي بالمواطنة المتساوية لكافة أبناء الشعب معتبرا أن النضال السلمي هو الطريق الوحيد لانتزاع الحقوق المشروعة والمكفولة في الدستور و القانون . الدكتور منير أحمد العضو المحلي بالمديرية من جانبه ألقى كلمة الضيوف أشار فيها إلى انحرافات كثيرة في أبعاد الوحدة و مسارها الأصلي و ذلك بالانقلاب السلطوي على الديمقراطية , واصفا إياها بالقوة الحاقدة التي لا تريد لهذا الوطن الاستقرار و التنمية مستدلاً في ذلك بما حدث في 18 أغسطس الماضي من إلغاء لكافة الاتفاقيات التي كانت بين المؤتمر الشعبي العام و اللقاء المشترك مما أدى إلى سير المؤتمر في خطوات أحادية الجانب و تشكيل اللجنة العليا للانتخابات بالصورة الراهنة . من جانب آخر صدر عن اللقاء بيان من أجل اليمن أكدوا فيه رفضهم القاطع لقرار تمديد أعضاء المجالس المحلية لأربع سنوات إضافة إلى رفض اللجنة العليا و لجانها الأصلية و الفرعية و ما يترتب عليها والدعوة إلى إيقاف العبث بالمال العام و محاربة الفساد و المفسدين . الحفل تخلله العديد من الأناشيد والقصائد الشعرية المعبرة.