اعتبر مراقبون سياسيون تصعيد طهران لهجمتها العدائية ضد مصر ورئيسها حسني مبارك واتهامه بالمشاركة في الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة اعتبروا ذلك تصفية حسابات تقوم بها إيران ضد الجانب المصري والسعودي لأنهما يقفان بقوة أمام المشروع الفارسي والأثنا عشري. وكان مئات الإيرانيين قد تظاهروا في شوارع طهران وحاولوا الاعتداء على مقر البعثة الدبلوماسية لمصر في طهران حيث شهدت المدن الإيرانية قبل يومين سلسلة من التظاهرات الشعبية للتنديد بالحصار الإسرائيلي على غزة شارك فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي طالب بمحاكمة عدد من قادة الدول العربية. وشن ممثل المرشد الأعلى للثورة محي الدين الحائري الشيرازي هجوماً عنيفاً ضد الرئيس المصري/ حسني مبارك وحمله المسؤولية عما يحدث للفلسطينيين في قطاع غزة لتعمده إغلاق معبر رفح وعدم سماحه بدخول المساعدات الإنسانية على حد تعبيره وهذا ما اعتبره المراقبون كلمة حق يراد بها باطل. ومن جانبها صحيفة الجمهورية المصرية نددت بذلك الهجوم الإيراني على مصر ورئيسها واعتبرت مشاكل فلسطين أنها ممولة من طهران، وأن ما فعله المتظاهرون الإيرانيون جاء بتحريض من الملالي وأحمدي نجاد رئيس إيران مهددة بالرد بمظاهرات ضد طهران في القاهرة لكنها استدركت أن ذلك لن يحدث لأن مصر دولة وليست عصابة في إشارة إلى أن ما صدر عن طهران من تطاول وسلب إنما يصدر عن العصابات وقطاع الطرق وليس الدول. واستنكر رئيس تحرير الجمهورية أن يكون لإيران سفارة في مصر. ونقلت صحيفة إيلاف ارتفاع حدة توتر العلاقات المصرية الإيرانية حتى وصل الأمر إلى المطالبة بإغلاق مكتب رعاية المصالح في كل من القاهرةوطهران وذلك بعد موجة الهجوم على مصر والرئيس مبارك وما حمله الهجوم من إهانات واتهامات قاسية للنظام المصري ورئيسه الذي سبق للمتظاهرين في الثلاثين من نوفمبر في طهران أن وصفوه بالخائن والفرعون وطالبوا منظمة المؤتمر الإسلامي بشطب اسم مبارك من المنظمة. ووصف المراقبون الهجوم على النظامين السعودي والمصري بتحريض الشعبين بالتحرك لإسقاط أنظمتها وذلك من خلال تمجيد قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات والدعوة إلى حذو حذوه. حيث دعا المتظاهرون في شوارع طهران إلى اغتيال الرئيس مبارك وتحريض الشعب المصري والسعودي على الانقلاب على حكوماتهم.