سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبر عن أسفه الشديد من مواقف بعض الدول وقال إنهم يأبون أن يكون حصار غزة مدعاة لأزمات داخل تلك الدول.. حمدان يدعو الأنظمة لنصرة فلسطين بدافع الخوف على المصالح إن لم يكن بدافع الاخوة
ما أن انتهت مدة التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني إلا وسارع جيش الاحتلال في استئناف جرائمه الإرهابية التي لم تتوقف بحق إخواننا وأهلنا في فلسطينالمحتلة بصورة أكثر إجرامية وعدوانية وصلف على مرأى ومسمع كل الأنظمة والشعوب. المأساة التي يعيشها إخواننا في غزة المحاصرةأشد وأمر من المعاناة التي يعيشها بقية إخواننا الفلسطينيين خارج قطاع غزة التي أضاف إليها الحصار الصهيوني بمشاركة بعض الأنظمة العربية بصورة مباشرة وأخرى غير مباشرة بالإضافة إلى صمت إسلامي وغربي مريب - معاناة إلى معاناة الضرب والقصف من قبل قوات الاحتلال الغاصب. وفي هذا السياق وفي الوقت الذي تستعد قوات الكيان الصهيوني المحتل لعملية اجتياح واسعة النطاق أكد الأستاذ أسامة حمدان ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان أن الأوضاع التي يعيشها إخواننا في غزة أوضاع قاسية جداً وأسوء من أن توصف. وقال في حديثه مع "أخبار اليوم" أن 80% من أهل غزة اليوم بحسب تقرير البنك الدولي يعيشون تحت خط الفقر وأن الحاجات الأساسية باتت شبه منعدمة والشعب الفلسطيني يعاني معاناة إضافية لأنه في ظل الحصار يمنع دخول الدواء وهناك أمراض غير الأمراض المستعصية، وهناك أمراض عادية لكن عدم علاجها يؤدي إلى استفحالها كما أن الأدوية الخاصة بالأمراض الكبيرة مثل الأورام والقلب وغيرها شبه منعدمة.. الشعب الفلسطيني حسب تقرير المفوضية لإغاثة اللاجئين أن أهلنا في غزة يشربون المياه غير النقية ونسبة الملوحة فيها مرتفعة وسيستطيع أن يخرج الشعب الفلسطيني بنسبة 90% من هذه المشكلة إذا ما اتخذ قرار عربي بفتح معبر رفح الذي يفصل بين غزة ومصر.. وأشار إلى أن هذا الشيء يجعل حجم المعاناة مضاعفاً لأن المعاناة من الاحتلال فقط يمكن احتمالها.. لكن عندما يكون هناك حصار من أهلنا فإن الضرر يكون أكبر. وحول قراءته للمواقف العربية الرسمية إزاء هذا الحصار والمأساة أكد حمدان أن الموقف العربي الرسمي يعاني من الانقسام حيث أن هناك موقفان يسعيان لتبني مبادرة وخطوة عربية لإنهاء الحصار وفتح المعابر، موضحاً بأن هذه المواقف تتبناها بعض الأنظمة العربية ومنها اليمن، وأضاف بالقول: وهناك للأسف بعض الدول العربية تتعامل مع المسألة وكأن ما يجري في غزة يتم في بقعة لا علاقة لها بالعرب فهم لا يحركون ساكناً وهناك من يحاول أن يبرر للحصار وهذا موقف مؤسف أن يبرر الحصار بأي سبب كان، فلا يمكن تبرير الحصار على أي شعب من أبناء أمتنا ومن يبررون الحصار يحاولون الاحتجاج بمبررات قانونية وسياسية لكن يتبين ويتأكد يوماً بعد يوم أن هذه المبررات غير صحيحة والاستمرار في هذا المواقف لا مبرر له ولا طائل منه. وأفاد حمدان أنهم لا زالوا يعولون على الدول الرافضة لهذا الحصار، معبراً عن أمله لأن تعمل هذه الدول على إحداث تغيير في الموقف العربي وتوفير سبل لتحقيق مصالحه في الواقع الفلسطيني، مستدركاً بالقول: إن حركة حماس رغم أنها لم تكن مسؤولة في تعطيل الحوار في المرحلة الماضية إلا أنها ما زالت مستعدة للتجاوب مع دعوات الحوار إذا انطلقت من أرضية واضحة وثابتة داعمين بذلك وحدة الشعب والأرض والقضية. وعما إذا كانت لديه ثمة رسالة يوجهها للحكومات العربية والأمة الإسلامية قال حمدان: رسالتي للحكومات هي أن عليها أن تعرف أن مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده هو الذي يحمي هذه الدول من العدوان والاختراق ولو أن الفلسطينيين لا قدر الله هزموا لتمدد هذا العدوان في المنطقة وأصبحت المنطقة كلها تعيش في حالة من البؤس والمعاناة ولذلك آن الأوان أن تنتصروا لفلسطين وللشعب الفلسطيني إن لم يكن هذا بدافع الأخوة والإنسانية فليكن بدافع الخوف على المصالح والحرص على تحقيق ما هو أفضل، أما رسالتي لشعوب أمتنا فأقول إن من يرى حكومته تسعى لدعم الشعب الفلسطيني ومؤازرته فعليه أن يقف إلى جانبها وأن يناصرها في موقفها هذا لنصرة القضية الفلسطينية الذي هو العنوان الأكبر، أما الشعوب التي تشارك حكومتهما في تسهيل وتبرير الحصار فأنا أدعوها إلى ممارسة ضغطها على تلك الحكومات لتغيير هذه المواقف السلبية وذلك لأننا لا نقبل أن يؤدي الحصار في غزة إلى أزمات في الواقع العربي رغم أسفنا الشديد من مواقف بعض الأنظمة والقيادات العربية إلا أننا نأبى أن يكون هذا مدعاة لأزمات داخلية عندهم فقوة أشقاءنا العرب هي في نهاية المطاف قوة لنا ومصلحة لنا كفلسطينيين.