في وقت كانت طائرات الاستطلاع والتجسس التابعة للكيان الصهيوني تغطي سماء "رفح" إحدى مدن قطاع "غزة" الفلسطيني وكان أزيزها يصم الآذان تحدث ل "أخبار اليوم" من مدينة رفح في قطاع غزة مساء أمس الكاتب والمحلل الفلسطيني "صالح عوض" وأكد أنه قبل قليل من تحليق طائرات التجسس الإسرائيلية في سماء رفح سمع دوي انفجارات عدة وقعت على الشريطالحدودي مع معبر رفح الغرض منها تدمير المزيد من الأنفاق التي تستخدم لإدخال المواد التموينية والغذائية للقطاع. وأوضح عوض في حديثه مع الصحيفة مساء أمس أن القصف الصهيوني للقطاع مستمر ولا يتوقف إلا لساعات ليعاود بعد ذلك القصف على مختلف المناطق والمواقع بقطاع "غزة" ويقابل هذا القصف انطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تستهدف المستوطنات الواقعة شرقي القطاع وقال "عوض": بالتأكيد لا يخفاكم بأن إخوانكم في "غزة" يقعون بين مطرقة الحصار وسندان آلة القتل الصهيونية ويعانون من انعدام المواد الأساسية والتموينية، موضحاً بأن المساعدات التي وصلت إلى القطاع عبر معبر "رفح" تكاد تكون محدودة جداً حيث أن ما وصل إلى مخازن الأونروا ووكالة الغوث لا يظهر لها أي أثر في الشارع فالمخابز مغلقة ويكاد الناس في "غزة" يتناوشون الدقيق مناوشة. وعن وصفه لوحشية اعتداء الكيان الصهيوني على إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة قال عوض: في الحقيقة أن ما انتهى حتى هذه اللحظة هو قاس جداً، ففي النصف الساعة الأولى من العدوان الصهيوني على "غزة" تم استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين ولعله كان هناك ضبط نفس في إعلان أرقام الضحايا لكن من المؤكد أن ما حصل في النصف الساعة الأولى أكد أن هناك المئات قد استشهدوا أكثر مما أعلن عنه، كما أن العدوان متواصل وقد امتد ليصل إلى المساجد ومنازل المواطنين وصهاريج البترول المحدودة ومرافق عامة كالجامعات والوزارات. وأشار إلى أن هناك توجهاً لشل الحركة تماماً. وفي تعليقه من أن الهدف هو إبادة حركة حماس وإنهاء حكمها في قطاع غزة اعتبر المحلل الفلسطيني "عوض" أن الذي يعتقد هذا الاعتقاد هو جاهل لما عليه هذا الشعب الفلسطيني وقال لقد كانت هناك ملاحظات كثيرة على حكومة حماس في القطاع ولكن بمجرد أن بدأ العدوان الصهيوني أتضح أنه لا يستهدف فقط أبناء حماس وحتى لو استهدفهم وحدهم فالشعب كله سيدافع عنهم باعتبارهم أبناء لهذا الشعب لكن المستهدف هو روح المقاومة في أهل غزة وروح الصمود منوهاً إلى أن "غزة" حملت المشروع الوطني أربعين عاماً وحملت المشروع الإسلامي في سنواته الأخيرة وما زالت معقلاً للثورة والمقاومة مشيراً إلى أن المقصود هو كسر المقاومة عن أهل "غزة" المستعصية عن التهميش. وأكد أن كل المراهنين على إسقاط حكومة حماس هم جهلة لأن حماس متسلحة بموقف شعبي فلسطيني عارم في قطاع غزة والضفة الغربية فكل الفصائل تصطف الآن صفاً واحداً في مواجهة العدوان الصهيوني. وحول الموقف الشعبي العربي ومواصلة العدوان الإسرائيلي أشار إلى أنها كانت فرصة عظيمة لقراءة الوضع الدولي والإقليمي فرصة عظيمة للنظام العربي أن يتخلص من ضعفه وعجزه ومن خوره أمام تحديات حقيقية تواجهه أن تنطلق هذه الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج وكل العواصم والمدن بهذه الروح الفاعلة والجياشة التي لم يسبق لها مثيل فهذه كانت فرصة لصانع القرار العربي مستدركاً بالقول للأسف أن حسابات ضيقة لبعض الأنظمة تدور حول مصالح إقليمية أو مصالح شخصية محدودة أدت إلى اختلاف بين هذا النظام وذاك معتبراً هذا خسارة كبيرة للموقف العربي وللفرصة التاريخية التي كانت أمام صانع القرار العربي في هذا الظرف التاريخي الصعب إنه عيب كبير أن يتردد العرب من عقد مجرد اجتماع لهم على مستوى القمة فما يتم لأهل غزة عملية إبادة ممنهجة ومنظمة.