نقلت صحيفة "إداهو ستيتزمان" الأمريكية عن محامين عشرات من اليمنيين المحتجزين في المعتقل الأمريكي في خليج غوانتنامو قولهم : إن المعتقلين اليمنيين يندرجون في التصنيف من المشتبهين بالإرهاب بدرجة خطيرة إلى أشخاص تم اعتقالهم بطريق الخطأ ومن ضمنهم عدد من المعتقلين الذين تم سجنهم بسبب علاقتهم مع مشتبهين آخرين. وأوضحت الصحيفة بأن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش صنفت اثنين فقط من المعتقلين اليمنيين بأنهم ارهابيان "ذات خطورة عالية" وأن لهم علاقة بهجمات 11 سبتمبر وهما رمزي بن الشيبة، المشتبه بأنه الوسيط الرئيسي بين خاطفي الطائرات في الولاياتالمتحدة وقادة تنظيم القاعدة في أفغانستان، ووليد بن عطاش، الذي ساعد في اختيار بعض الخاطفين وسافر على متن طائرات أمريكية لرصد الإجراءات الأمنية فيها قبل تنفيذ الهجمات. وأضافت الصحيفة أن معتقلين يمنيين آخرين وقفا أمام المحكمة وتمت إدانتهم وهما سالم حمدان، الذي كان يتقاضى راتب شهري مقداره 200 دولار مقابل عمله كسائق لأسامة بن لادن، وقد تم تسليمه إلى اليمن التي أطلقت سراحه بعد انتهاء فترة سجنه، واليمني علي حمزة البهلول الذي أدين الشهر الجاري لإنتاجه فيلماً دعائياً لتنظيم القاعدة. وفي ذات السياق يقول المحامون إن عشرات من اليمنيين لا ينتمون إلى الإرهاب وقد تم تصيدهم بالخطأ في أفغانستانوباكستان ودول أخرى فيما عرف بمداهمات 11 سبتمبر. وقال "كري كريدر"، محامي في منظمة ريبريف البريطانية التي تدافع عن 30 من معتقلي غوانتنامو: "في حين أن جميع اليمنيين ليسوا أبرياء، لكن بالنظر إلى نسبتهم فإن ذلك مما لا يصدق". ودلل على سبيل المثال بالسجين محمد أحمد سلام الخطيب، في العشرينات من العمر، والذي سافر من اليمن إلى باكستان بناء على نصيحة الأطباء لإزالة ورم من أنفه، وذلك طبقا لوثائق المحكمة وادعى مسئولون أمريكيون أن تكاليف رحلته كانت ممولة من جماعة التبليغ وهي منظمة إسلامية مقرها في باكستان تستقطب المسلمين المتشددين، لكن الخطيب نفى تلك المزاعم في جلسة استماع عقدت في عام 2004. بالإضافة إلى سلمان الربيعي، الذي تم اعتقاله في أفغانستان بعد وقت قصير من وقوع هجمات 11 سبتمبر وقد أخبر الربيعي هيئة إحدى المحاكم العسكرية في عام 2004 أنه سلم نفسه للسلطات الأفغانية لأنه أراد العودة إلى اليمن، نافيا أن يكون قد حضر معسكر تدريب مرتبط بتنظيم القاعدة. ونقلت الصحيفة الأميركية عن والدي الربيعي، الذين يعيشان في إحدى ضواحي العاصمة صنعاء قولهم بأن مواصلة اعتقال أبنهما الصغير كان بسبب أخوه الأكبر فواز الربيعي الذي كان متورطاً في هجمات إرهابية في اليمن حيث كان فواز من بين 23 من أبرز المشتبهين بالإرهاب في اليمن الذين فروا من أحد سجون صنعاء في عام 2006، وقد قتلته القوات الأمنية اليمنية في وقت لاحق من ذلك العام. وقالت والدة فواز: "كانت لفواز علاقات قوية مع ابن لادن، لكن سلمان لا علاقة له بأسامة بن لادن". وأضافت أن زوجها واثنان آخران من أبنائها تعرضوا للاعتقال أيضا في اليمن، حيث استجوبتهم السلطات عن فواز. وأشارت الصحيفة إلى اثنين آخرين من المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو لهم أخوه من الذين فروا من السجن اليمني في عام 2006. ووفقا لخبراء أمنيين، فربما ذلك قد يعقد مسألة الإفراج عنهما في اليمن. الى ذلك قال غريغوري جونسن، الخبير في شؤون اليمن في مؤسسة جيمس تاون: "هناك الكثير من الروابط العائلية بين المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو وفي اليمن. فليس من الواضح كيف سيكون الحال عليه عند عودتهم إلى اليمن في حال تم الإفراج عنهم من معتقل غوانتنامو".