قررت حكومة قرغيزستان إغلاق قاعدة عسكرية أميركية على أراضيها, وقد نفت واشنطن تلقيها أي إخطار رسمي بإغلاقها. وقال المتحدث باسم الحكومة القرغيزية سلطان جازييف أمسالأربعاء أن حكومته أرسلت إلى البرلمان مسودة مرسوم بإنهاء الاتفاق بشأن القاعدة الجوية الأميركية. وأضاف جازييف أن الأمر الآن يرجع إلى البرلمان بشأن توقيت إجراء مناقشات بخصوص هذا الأمر. ويأتي هذا التطور بعد يوم من إعلان الرئيس القرغيزي كرمان بك باقييف إثر محادثات مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف في موسكو أن بلاده ستغلق القاعدة الأميركية ماناس بعد رفض واشنطن التفاوض على تعويض أفضل. وجاءت الخطوة القرغيزية بعد تلقي السلطات وعدا من روسيا بالحصول على قروض ومعونات تزيد قيمتها على ملياري دولار. وفي المقابل قالت السفارة الأميركية في بشكيك في بيان لها إن المحادثات مستمرة بشأن قاعدة ماناس الجوية. وأضافت "في هذه المرحلة لم نتلق أي بلاغ رسمي بقرار قرغيزستان إغلاق القاعدة". بدوره قال محدث باسم القاعدة العسكرية في بشكيك إن القيادة لم تتلق إخطارا رسميا من وزارة الخارجية الأميركية بأي تغيير في وضع القاعدة الجوية. وأضاف أن "كل العسكريين يواصلون أداء مهامهم كالمعتاد في الوقت الحالي". من جهة أخرى ذكرت صحيفة غارديان أن القرار القرغيزي سيعرض محاولات توسيع إمداد قوات الولاياتالمتحدة والقوات الأجنبية بأفغانستان لانتكاسة كبيرة. وأضافت أن الخطوة جاءت في وقت يستعد فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتوسيع طرق الإمداد إلى شمال أفغانستان عبر دول آسيا الوسطى, عقب سلسلة من الهجمات المدمرة على قوافل الشاحنات من باكستان. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن موسكو ترغب في استخدام قاعدة قرغيزستان ورقة مساومة في الحوار الإستراتيجي مع الولاياتالمتحدة بشأن ملف الدرع الصاروخية وعضوية كل من أوكرانيا وجورجيا في حلف الناتو. وأقيمت قاعدة ماناس الجوية الأميركية التي تبعد 30 كيلومترا فقط من العاصمة بشكيك عام 2001 لخدمة العمليات الأميركية في أفغانستان. وأعربت روسيا حينذاك عن موافقتها على إقامة القاعدة، إلا أن علاقتها الأمنية مع واشنطن شهدت توترا شديدا بعد ذلك بسبب خطط واشنطن لنشر نظام دفاع صاروخي في أوروبا الشرقية ومساندتها لجورجيا إبان الحرب القصيرة مع روسيا في أغسطس الماضي. وينتشر بقاعدة ماناس أكثر من ألف عسكري أميركي وهي مستأجرة من قرغيزستان بحوالي 18 مليون دولار سنويا.