وافق برلمان قرغيزستان أمس الخميس بأغلبية كبيرة على اقتراح للحكومة بإغلاق قاعدة جوية أمريكية تستخدم لإمداد القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في دولة أفغانستان المجاورة.. ومرر البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب الحاكم في قرغيزستان القرار بأغلبية 78 صوتاً مقابل صوت واحد. ويمثل إغلاق قاعدة ماناس وهي آخر قاعدة جوية أمريكية في آسيا الوسطى تحدياً لخطط الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان لدعم جهود قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأمريكية هناك للقضاء على حركة طالبان.. كما تأتي في وقت تزايد فيه الصراع بين روسيا وأمريكا على بسط النفوذ في آسيا الوسطى - المنطقة السوفيتية السابقة - التي مازالت تنظر إليها موسكو باعتبارها جزء من مصالحها التقليدية.. وقال وزير خارجية قرغيزستان قدير بك سارباييف للصحافيين بعد التصويت: "بمجرد انتهاء كافة الإجراءات سيجرى تصويت رسمي على الإخلاء وبعدها ستمنح الولاياتالمتحدة 180 يوماً لإنهاء عملياتها في القاعدة." ولم يفصح متى ينتظر أن يوقع الرئيس كرمان بك باقييف القرار الذي وافق عليه البرلمان ليصبح قانوناً.. وبموجب قانون البلاد يتعين أن يتم ذلك خلال شهر. وكان باقييف قد أعلن - في وقت سابق من الشهر الحالي - خطط إغلاق قاعدة ماناس، بعد قبول برنامج مساعدات وقروض ائتمانية بقيمة ملياري دولار من روسيا الحليف التقليدي لبلاده. وقال باقييف: إن واشنطن رفضت زيادة قيمة إيجار القاعدة.. ولروسيا قاعدة جوية في قرغيزستان على بعد بضعة كيلومترات من ماناس. وتبحث الولاياتالمتحدة عن خطوط إمداد بديلة لأفغانستان التي لا تطل على أية بحار بعد أن أصبحت طرق الإمداد عبر باكستان أكثر عرضة لهجمات المتشددين. وفي إطار هذه الجهود زار الجنرال ديفيد بتريوس - قائد القوات الأمريكية في المنطقة أوزبكستان هذا الأسبوع . وسيتم قريباً اختبار إحدى الطرق البديلة التي تمر عبر روسيا وقازاخستان وأوزبكستان عندما تغادر أول شحنة غير عسكرية لاتفيا العضو في حلف شمال الأطلسي إلى أفغانستان عبر هذه الدول. وانتقدت المعارضة في قرغيزستان قرار باقييف واتهمته ببيع البلاد لروسيا. ونفت موسكو أية علاقة بين برنامج المساعدات الروسي وقرار إغلاق القاعدة.