لقي الطفل شكري سعيد مهيوب دبوان من مواطني منطقة الأفيوش محافظة إب مصرعه بعد مطاردة البلدية له بمديرية القاهرة محافظة تعز. وأفادت مصادر محلية مطلعة بالمحافظة أن الطفل شكري بائع متجول في شوارع تعز وبعد مطاردة البلدية له دخل إلى أحدالأماكن الضيقة بحارة السلخانة ولكنه لقي حتفه بعد سقوط "قمرية"عليه من إحدى نوافذ المنازل بالمنطقة. وأضافت المصادر أن السلطات الأمنية من قسم الثورة بعد الحادث باشرت التحقيق واحتجزت صاحب المنزل الذي سقطت منه "القمرية" باعتباره أهمل في إصلاح تلك القمرية وأشارت إلى أن جثة الطفل ما زالت في ثلاجة مستشفى الثورة متوقعة أن يتم إخراجها اليوم للدفن. إلى ذلك وفي حادث هو الأول من نوعه في تاريخ اليمن، اشتعلت عصر أمس الأربعاء مواجهات ساخنة، استمرت زهاء الساعة، بين أفراد الشرطة التابعين لقسم الثورة بمديرية القاهرةبتعز، وحشود من نساء المهمشين "الأخدام" اللواتي هاجمن القسم بالحجارة، احتجاجاً على تعرض أحد المهمشين للضرب من قبل أفراد القسم على خلفية تدخله لفض نزاع- طبقاً لرواية شهود عيان- الأمر الذي رد عليه أفراد الشرطة بإطلاق الرصاص في الهواء بغية تفريق حشود المهمشات اللواتي ما لبثن حتى انضم إليهن مجموعة من الرجال. وأكد محمد القيرعي- رئيس منظمة الدفاع عن الأحرار السود باليمن، عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر الشعبي العام- ل"نبأ نيوز": أن أحد أفراد قسم شرطة "السلخانة عصيفرة" بمديرية القاهرة اعتدى بالضرب على أحد أبناء الفئة المهمشة، ويدعى معاذ إبراهيم- 25 عاماً - مهنته (حمّال)، مما أدى إلى تأجيج مشاعر العنصرية وسط هذه الفئة- على حد تعبيره- ومهاجمة القسم بالحجارة من قبل نساء المهمشين. ووصف القيرعي ردود الفعل تلك تجاه قسم الشرطة ب"ردة فعل طبيعي"، وقال: إن المسألة تتطلب معالجات قانونية، محملاً الأمن المسئولية الكاملة إزاء ما حصل. وقال انه حان الأوان لان تنظر السلطة بجدية لحل ما اسماها بالمشاكل العرقية ليس فقط بمدينة تعز بل على مستوى الجمهورية، مرجعاً حادثة اليوم إلى "وجود خلل في الوحدة الوطنية والتركيبة الاجتماعية ينبغي أن ننظر إليها بروح المسئولية وان نعمل على اجتثاثها من جذورها من خلال العمل على إلغاء كل مظاهر الاستقواء والتفوق العرقي الذي يسهم اليوم في تأجيج مشاعر العنصرية بدرجة مخيفة". وأكد القيرعي: أن ما حدث "يعكس مدى التمييز الحاصل ضد هذه الفئة ليس فقط من قبل الشرطة بل من قبل كل شرائح المجتمع وطوائفه وفعالياته، بل ومؤشر خطير لما يمكن أن يحدث خلال السنوات القادمة على امتداد الجمهورية"، وقال أن "على النظام الحاكم اليوم أن يدرك مدى احتياجات الناس للحرية المدنية". وطالب القيرعي محافظ تعز بالاعتراف بوجود المعضلة الموجودة بالمحافظة وان يتواصل مع هذه الفئة المهمشة من أجل وضع الاستراتيجيات الكفيلة بحل تلك المعضلة، فالدمج أمر بعيد الأمل، وان هناك أمور ينبغي أن تسبق مسالة دمج الفئة المهمشة ومنها كفالة مجانية التعليم وأنسنة الثقافة الشعبية على مستوى المجتمع". من جانبه نفى أحمد حسن الأبيض- مدير قسم شرطة الثورة- صحة ما ورد على لسان المهمشين من وجود أفراد مصابين من أبناء الفئة المهمشة، وقال أن ما حصل هو اشتباك فقط بين المهمشين واحد أفراد الشرطة، مشيراً إلى أن بداية المشكلة هي نشوب خلاف بين المهمشين بعضهم البعض في محوى بعيداً عن القسم لافتاً إلى انه عندما تدخل القسم لإنهاء الخلاف بينهم واحتجاز عدد منهم فوجئنا بعد ذلك بتجمع سكان المحاوى المجاورة جوار القسم متعصبين ومستعرضين العضلات بهدف الاعتداء عليه الأمر الذي أدى إلى حدوث مشادات كلامية وتصادم بين أفراد الشرطة وبعض أفراد هذه الفئة فقمنا على اثر ذلك باحتواء الموقف وفض الاشتباك بتدخل أطقم أمنية تم استدعائها من الأمن العام.