سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عن الملاحظات الأوروبية حول «اليمنية» التي قد تؤدي إلى سحب تراخيص الاقلاع .. م.مؤمن:الاشكالية في الإدارة وثمة حديث عن خصخصة الصيانة وتوجه للتقاعد المبكر
حصلت "أخبار اليوم" من مصادر خاصة على معلومات توضح إن فريق الهيئة الأوروبية التابع لمنظمة "جي ساك" الخاص بصيانة وهندسة الطيران الذي زار شركة الخطوط الجوية اليمنية قد خلص في تقريره إلى جملة من الملاحظات السلبية فيأداء عمل الخطوط الجوية اليمنية. وأفادت المصادر أن تلك الملاحظات التي تضمنها تقرير الفريق الأوروبي قد تدفع منظمة "جي ساك" إلى تجميد أو سحب تصاريح الإقلاع للطائرات من اليمنية وتكليف مهندسين أوروبيين بمسؤولية التوقيع على تصاريح الإقلاع خاصة بعد أن تم إيقاف طائرتين حديثتين عن الإقلاع. المصادر ذاتها أشارت إلى أن ثمة معلومات تفيد بأن إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية لديها مساع في بيع وتخصيص قطاع الصيانة والهندسة رغم امتلاكها كوادر كفوءة ومتميزة ومتخصصة في مجال هندسة الطيران المدني، وهناك تسابق بين شركات طيران أجنبية تحاول استقطاب وجذب الكادر الهندسي اليمني. وفي هذا السياق أكد المهندس ط/ محمد عمر مؤمن نقيب المهندسين الطيارين أن الرقابة من قبل الهيئة الأوروبية على اليمنية هو شيء مفروض بحكم عقود الشراء من فرنسا، وأن عمل الصيانة يجب أن يكون تحت المعاينة الأوروبية. وقال مؤمن في تصريح ل "أخبار اليوم": أما فيما يخص سحب تصريح بطريقة رسمية لم يتم ولكن هناك عملية تفتيش الآن تمت ولم نطلع بعد على التقرير النهائي، مشيراً إلى أن الكفاءات اليمنية ممتازة إلا أن الإشكالية تكمن في أن هناك معايير أوروبية التزمت بها الخطوط الجوية اليمنية كغيرها من الشركات الأخرى. . أوضح بأنه قد يكون هناك ملاحظات لدى المفتشين الأوروبيين، وأن هذه الملاحظات ليست نتيجة لعيب أو تقصير من المهندسين في اليمنية بل على العكس فأنامل هذا الكادر من ذهب والجميع يدرك هذا جيداً. وقال المهندس/ محمد عمر: الإشكالية في هذا الأمر تكمن في الدورة الإدارية لأعمال الصيانة حسب الملاحظات المأخوذة في تنظيم إداري للعمل أكثر من عمل فني، كما أن الإشكالية التي تدور عندنا في الصيانة هي مشكلة إدارية ولا يوجد عيب في المهندسين، وقد يكون هناك قصور في تأهيل المهندسين وثمة متطلبات عمل إدارية غير متوفرة وليس للمهندسين سبب في ذلك. وأوضح نقيب المهندسين الطيارين أن من بين هذه المتطلبات تنظيم إجراءات العمل وعدم التنظيم لهذه الإجراءات تؤدي إلى قصور لا تتوافق ومتطلبات المنظمات الدولية، مشيراً إلى أن إعادة التأهيل الإداري لإدارة الصيانة والهندسة ستؤدي إلى أداء أفضل مع مراعاة الجانب المادي وتحسين أوضاع المهندسين مادياً. وأضاف: ما نصر عليه كمهندسين هو أنه لا يوجد علينا أي نقطة سوداء، ولكن الإشكالية تكمن في جوانب إدارية بالإضافة إلى متطلبات وأدوات عمل مقبولة لدى تلك الجهات، وأن يمر المهندسون بدورات تدريبية بين الفينة والأخرى حتى يكونوا عند المستوى الذهني والفني الذي يتطلبه العمل، مطالباً إدارة الشركة بإعادة النظر في ترتيب الأعمال الإدارية وتوفير المستلزمات الفنية للعمل، بالإضافة إلى ما هو الأهم في الأمر وهو الوضع المادي للمهندسين الذين يشعرون بالغبن إذا ما تم مقارنة ما يتقاضونه مع زملائهم الذين ذهبوا للعمل في الشركات طيران أخرى الذي يصل راتب الواحد منهم إلى ستة ألف دولار في حين لا يتجاوز راتب المهندس في اليمنية ألف دولار. وحول المعلومات التي تشير إلى مساع تبذلها إدارة الشركة لتخصيص قطاع الصيانة وبيعه لشركة خارج إطار اليمنية أكد المهندس/ مؤمن أن هذا الأمر ومن الناحية العملية لم يتم بعد ولكن هناك كلام يدور حول تخصيص قطاع الصيانة مستدركاً بالقول: هناك حديث من الإدارة بأنه سيتم تخصيص الصيانة لكن حتى هذا الوقت لا توجد جهة قد بدأت بممارسة العمل، مشيراً إلى أنهم كمهندسين ونقابة ليس بيدهم سلطة القرار حتى يقروا مثل هذا الإجراء أو يوقفوه وأن الأمر بيد الإدارة التي تمتلك سلطة القرار. وقال مؤمن: عملياً ومن خلال عملية التفتيش التي تقوم بها حالياً ال "جي ساك" لا اعتقد أن هناك جهة أخرى لديها الاستعداد لشراء الصيانة في ظل الملاحظات التي ذكرتها. وعن الآثار التي سترتب في حال أقدمت الخطوط الجوية اليمنية على تخصيص قطاع الصيانة التابعة لها أوضح المهندس/ عمر أن التأثير في شريحة المهندسين سيكون محدوداً جداً لأنهم مطلوبين في أي مكان في العالم وسيكونون مقبولين منوهاً إلى أن هناك اندفاع كبير من المهندسين الطيارين باتجاه التقاعد المبكر الأمر الذي يدل أن هؤلاء المهندسين غير متمسكين بالعمل لدى اليمنية نظراً لوجود فرص خارجية أفضل من اليمن منوهاً إلى أن الإشكالية في الحصول على الفرص الخارجية تكمن في إخلاء الطرف الذي لا تعطيه اليمنية للمهندسين مما دفعهم إلى طلب التقاعد المبكر للالتحاق بزملائهم في شركات أخرى في قطر والأمارات والبحرين وغيرها. وأبدى مؤمن خشيته من أن تصل اليمنية إلى مرحلة عجز أو انعدام للمهندسين التابعين لها. وفي رده على سؤال للصحيفة حول عدم حفاظ اليمنية على كوادرها من المهندسين قال المهندس مؤمن في تصريحه: سبق وأن طالبنا في أكثر من فعالية الشركة بزيادة الرواتب لكن للأسف عندما جاءت هذه الزيادة لم يستفد منها إلا شريحة المدراء وخرج عدد من المهندسين والميكانيكيين بدون فائدة منها كون ما منح لهم من زيادة لا يتلاءم وتطلعات الموظفين ولذلك ترسخ لديهم هاجس التقاعد المبكر للحصول على فرصة أفضل وهذا ما يؤكد أنه لا يوجد أي خطورة على المهندسين في حال خصخصة الخطوط الجوية اليمنية لإدارة الصيانة.