ذكرت صحيفة واشنطن "أنديبندنت" أن محكمة أميركية أمرت بإطلاق صراح أحد المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو بعد أن أشيع بشكل واسع أنه كان مخبراً غير موثوق فيه عن زملائه السجناء في المعتقل الأميركي. وأوضحت الصحيفة انه وبحسب سجلات الجيش الأميركي ومكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي فإن ياسين محمد باسرده كان يتلقى في زنزانته الخاصة فطائر ماكدونالدز بالتفاح وسجائر ومجلة شاحنات وغيرها من الأشياء المسلية كمكافآت خلال عشرات من المقابلات معه على مدى عدة سنوات في سجن غوانتنامو، حيث كان يقدم أدلة ضرورية لمواصلة اعتقال عشرات من المشتبه فيهم بالإرهاب. لكن مسؤولين عسكريين ابدوا تحفظات بشأن مصداقية شاهدهم النجم منذ عام 2004. وزادت تلك المخاوف في يناير الماضي، عندما أمر قاض فدرالي بالإفراج عن سجين آخر، قائلا إن شهادة باسرده لا يمكن التعويل عليها بدرجة كافية لتبرير حبس الرجل. وأشارت إلى انه وفي جلسة مغلقة عقدت الاثنين الماضي على أساس عرض أدلة سرية، وافق القاضي الأميركي أيلين سيجال على عريضة الالتماس المقدمة من باسرده، 33 عاما، للإفراج عنه. خلال إحدى جلسات الاستماع العسكرية، قال باسرده: "أنا متعاون حيث قادني تعاوني مع الجميع إلى أن أتعرض للتهديد باستهداف حياتي من العديد من الأشخاص.. لذلك لا استطيع العودة إلى بلادي..لن يترددوا في قتلي أو قتل أي فرد من عائلتي". وقالت الصحيفة "لكن بسبب ذلك وربما أيضا لأنه من اليمن، حيث تعاني الإدارة الأميركية من مشكلة خطيرة في عودة السجناء إلى هذا البلد، فليس من الواضح متى فعلا سيغادر باسرده سجن غوانتانامو، بالرغم من قرار المحكمة القاضي بالإفراج عنه. ونقلت الصحيفة عن بعض محامين قولهم إن الإفراج عن باسرده قد يثير غضبا في صفوف السجناء الذين لم يتم البت في وضعهم حتى الآن بسبب بعض الشهادات التي قدمها باسرده ضدهم. وقال ديفيد ريميس المدير التنفيذي لمنظمة الاستئناف من أجل العدالة والذي يترافع عن 15 معتقلا يمنيا في غوانتنامو: "سيغضب المعتقلون عندما يعلمون بأن باسرده قد حصل على أمر بالإفراج عنه". وأضاف المحامي الأميركي ريميس: "أولا أفرجت الحكومة عن سليم حمدان الذي أدين بتقديم مساعدات للإرهاب ثم أفرجت عن بنيام محمد الذي كان متهم بارتكاب جرائم متعلقة بالإرهاب. وبعد ذلك أمرت بإطلاق سراح أيمن سعيد باطرفي المتهم بتزعمه لإحدى المنظمات المدرجة على قائمة وزارة الخارجية للجماعات الإرهابية. والآن يأمرون بإطلاق سراح باسرده، المفترض أنه قد ورط عشرات من المعتقلين زورا". وحتى إذا لم يحصل المعتقل اليمني على هذا القرار، فإن ريميس متخوف من أن إصدار قرار بالإفراج عن باسرده قد يتسبب في مزيد من الخلافات بين بقية المعتقلين وإحداث اضطرابات بينهم. ويضيف ريميس بقوله: "الإفراج عن حمدان في نوفمبر الماضي فجر موجة من الإضرابات عن الطعام بين المعتقلين. وبالقرار الجديد للإفراج عن باسرده، فإن عدد السجناء المضربين عن الطعام من المحتمل أن يتزايد بقوة". إلى ذلك اعتبر مراقبون وحقوقيون ما نقلته الصحيفة عن المحامي ريميس قوله إن إطلاق المعتقل اليمني سالم حمدان قد فجر غضبا لدى زملائه المعتقلين وان الإفراج عن باسرده سيزيد من حجم الغضب اعتبروا هذا التصريح يكشف عن توجه جديد لدى الإدارة الأميركية تجاه قضية المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو والإفراج عنهم حيث انه من المتوقع أن يتم استثمار هذه التصريحات من قبل الإدارة الأميركية لإيقاف عملية الإفراج بحجة أن الإفراج عن شخص أو اثنين يثير غضب بقية المعتقلين. وأوضح المراقبون بان ما ذكرته الصحيفة حول سجلات الجيش الأميركي ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي والتي أشارت إلى أن باسرده كان يعمل مخبرا ضد زملائه أثناء اعتقاله أوضحوا بان هذه المعلومات تكشف أيضا عن نية السلطات الأميركية مضيها في سياسة نقل المعتقلين اليمنيين إلى دول أخرى-إن تم فعلا- بذريعة أن هذا المعتقل مهدد بالقتل أو التصفية بعد أن كشفت أوراقه بأنه كان يعمل مخبرا غير مستبعدين في الوقت ذاته من أن تكون هذه المعلومات والاعترافات التي نسبت إلى باسرده قد تم إجباره على قولها أو انه قد تم انتزاعها منه بالقوة أثناء التحقيقات ليتم استثمارها فيما بعد من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية. وذكًر المراقبون أن مثل هذه الاعترافات وغيرها قد تم انتزاعها من قبل أكثر من معتقل في المعتقلات الأميركية. تجدر الإشارة إلى أن محمد ياسين باسردة كان قد طلب منحه حق اللجوء بالولايات المتحدة الأميركية من خلال رسالة نشرتها إحدى الصحف اليمنية لم يعرف صحتها من عدمه أو من أن يكون ياسرده هو من كتبها وأرسلها.