اتهم قاض فدرالي إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بإخفاء أدلة في قضية أحد المعتقلين اليمنيين والذي تم احتجازه كمشتبه به في الإرهاب في معتقل جوانتانامو لمدة ست سنوات في جلسة الثلاثاء، أنتقد القاضي الأميركي ايميت سوليفان محامي وزارة العدل لتأخرهم في تسليم وثائق من وزارة الدفاع في قضية اليمني أيمن سعيد باطرفي. محامو كلا من الحكومة والمعتقل باطرفي طلبوا من القاضي سرعة البت فيها والإفراج عن أيمن باطرفي، 38 عاما. وقال سوليفان إنه يجب أولا النظر في الأدلة الجديدة قبل اتخاذ أي قرار، معتبرا أن ذلك مثالا آخر على قيام إدارة الرئيس جورج بوش بإخفاء الأدلة عن المحاكم. وبرغم المزاعم بأن باطرفي من المجاهدين لفترة طويلة، فليس واضحا ما سيؤول إليه مصيره في معتقل جوانتانامو. فقد سافر إلى أفغانستان لمحاربة السوفيت لأول مرة في أواخر ثمانينيات القرن الماضي. وبعد أن تلقى تدريبات في معسكر تابع لتنظيم القاعدة وشارك في الجهاد في أفغانستان، درس وتخرج من إحدى كليات الطب في باكستان وتابع دراسات ما بعد الدكتوراه هناك حتى أصبح جراحا للعظام. باطرفي استخدم خبرته الطبية خلال بقاءه في قندهار، حيث التقى بأحد المخبرين الطبيين الماليزيين في أحد بيوت الضيافة التابع لتنظيم القاعدة في أغسطس 2001. أراد المخبر الماليزي تجهيز مختبر لتدريب الأفغان على فحص الدم وشارك في تطوير الجمرة الخبيثة لتنظيم القاعدة. وطلب باطرفي من القاعدة شراء معدات طبية للمختبر بكلفة 5000 دولار أمريكي. وعلى الرغم من عدم الكشف عن اسم المخبر الماليزي من الملفات السرية للحكومة، فالشيء الشبه مؤكد أن اسمه يزيد صوفات. وباطرفي هو ضمن المعتقلين اليمنيين الذين يشكلون حاليا معظم المعتقلين في جوانتنامو، حيث تواجه الإدارة الأمريكية وقتا عصيبا فيما يجب فعله مع ما يقرب من 97 يمنيا ما زالوا في جوانتنامو. ومن غير الواضح ما ستعمله إدارة الرئيس الجديد باراك أوباما معهم. وخلافا للسعوديين، فاليمنيون ليس لديهم برنامجا للتعامل مع المعتقلين السابقين. مؤخرا، قامت إدارة الرئيس جورج بوش بتسليم السائق السابق لأسامة بن لادن إلى اليمن. وكانت إجراءات محاكمة سليم حمدان في إحدى المحاكم العسكرية الأمريكية مشددة، لذلك سيكون من غير المعقول إذا أتاحت له الحكومة اليمنية فرصة ليشق طريقه إلى ميدان المعركة، خصوصا بعد تمكن إرهابيين، بمن فيهم المسئولين عن تفجير المدمرة الأمريكية كول، من الفرار مرارا من السجن في اليمن. وربما أن ذلك كان سببا لورود ملاحظة في إحدى وثائق جوانتنامو تشير إلى أن :"اليمن ليست الدولة التي تدعم الحرب العالمية على الإرهاب". وبالتالي، فلا ينبغي أن نكون واثقين في قدرة اليمن على رصد مراقبة باطرفي وزملائه في حال تم تسليمهم إلى بلادهم.