بعد يوم من الإفراج عن 24 طبيبا وطبيبة من جنسيات مختلفة (مصريين، سودانيين، هنود، فلبينيين) قامت مجموعة مسلحة باختطاف تسعة أجانب جنوب مدينة صعدة. وأوضحت المصادر أن المختطفين التسعة هم الطبيب الألماني برهنس هنشل وأسرته والطبيب البريطاني توني سابرس وزوجته مشيرة إلى أن الطبيبالألماني يعمل بالمستشفى الجمهوري بصعدة ونوهت المصادر إلى أن الطبيب البريطاني هو من أصدقاء العائلة الالمانية كانوا في زيارتها. من جانبها أفادت مصادر محلية في محافظة صعدة أنه في الوقت الذي لا زالت جهة الاختطاف غير معروفة ولم تعلن أي أطراف مسؤولياتها عن العملية إلا أن المعلومات الواردة من صعدة والمتواترة بين المواطنين تكشف بأن عناصر التمرد الحوثي سهلة لمجموعة مسلحة - لا زالت هوية عناصرها مجهولة- عملية الاختطاف. . منوهة إلى احتمال إمكانية أن تكون عناصر هذه المجموعة من محافظة صعدة أو أنها قد قدمت من خارج المحافظة، ولم تكشف الأجهزة الرسمية حتى ساعة كتابة هذا الخبر عن أي معلومة تشير إلى هوية الخاطفين أو المكان الذي يتواجد فيه الخاطفون مع المختطفين. وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي تشير مصادر محلية بمديرية كتاف البقع إلى أن الخاطفين استقلوا سيارة نوع "فيتارا" اقتادوا خلالها المختطفين من منطقة تعتبر نقطة إلتقاء لمثلث "آل سالم ، آل كتاف ، وادي جبارة" وهي منطقة عرفت بسيطرة عناصر التمرد عليها. من جانبهم اعتبرى محللون سياسيون حدوث أكثر من عملية اختطاف في أقل من 24 ساعة يأتي في سياق خطة يراد من خلالها أظهار أن حالة الأمن في اليمن أصبحت متدهورة وأن الحكومة غير قادرة على السيطرة على مناطقها خارج عواصم المحافظات الرئيسية، منوهين إلى أن حدوث مثل هكذا عمليات واشتعال الفوضى في المحافظات الجنوبية وأعمال التخريب في محافظة صعدة أعمال تندرج جميعها ضمن مخطط يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار لإيجاد ذرائع أمام القوى الدولية والإقليمية للتواجد و التدخل في الشؤون اليمنية بذريعة عدم قدرة السلطات اليمنية على الأمن فيها. إلى ذلك أعلن مستشفى السلام أمس إضرابه نهائيا عن العمل احتجاجا على حادثة الاختطاف الأولى التي انتهت أمس الأول لأطباء وممرضين من طاقم المستشفى. المصادر قالت أن الخاطفين مجهولين ولم تعرف مطالبهم ولا هويتهم حتى ساعة كتابة الخبر. المراقبون السياسيون الذين تحدثوا لأخبار اليوم أمس الأول ونشر حديثهم في عدد أمس قالوا أن عملية الإختطاف الأخيرة التي حدثت بمحافظة صعدة ما هي إلا نتيجة طبيعية لتعامل الحكومة والسلطات ذات العلاقة مع قضايا وحوادث الإختطافات السابقة والتي أبدت فيها الحكومة رضوخا واستجابة لمطالب الخاطفين نزولا عند رغبتهم وتحققت مطالبهم مقابل اطلاق سراح المختطفين بالإضافة إلى حصولهم على فدية مالية محترمة انتشلتهم من واقع الفقر. وأضاف المراقبون أن عمليات الإختطافات ستزيد وستتكرر مراتكثيرة خاصة اذا استمرت الحكومة في التعامل مع الخاطفين بالطرق والأساليب التي تعودت بالتعامل بها مع الخاطفين وهي الإستجابة لمطالبهم والرضوخ لرغباتهم مشيرين إلى أن عملية الإختطاف الأخيرة التي تعرض لها طبيب ألماني واسرته وبريطاني وزوجته ما هي الا نتيجة طبيعية لطريقة تعامل الحكومة مع هكذا قضايا. وكان الخاطفون الذين اختطفوا 24 طبيبا بمحافظة عمران اثناء عودتهم من محافظة صنعاء إلى محافظة صعدة مقر عملهم في المستشفى السعودي هناك أفرجوا عنهم بعد تدخل وساطة قبلية بزعامة أمين عام المجلس المحلي بمديرية حرف سفيان ومقابل التزام الوساطة للخاطفين بالإفراج عن سجناء لهم في إحدى السجون بمحافظة صنعاء بالإضافة إلى تقديم سيارتين و16 آلي وذبح عقيرتين.