شهدت مديرية حبيل جبر بمحافظة لحج عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليلة الخميس الماضي جريمة بشعة اهتزت لها مشاعر أبناء اليمن حيث أقدمت عصابة مسلحة على قتل ثلاثة أشخاص من بائعي الحلويات وينتمون إلى مديرية القبيطة بمحافظة تعز. المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" أكدت أن شخصاً يدعى / علي سيف محمد وهو أحد العناصر التي نفذت هذه الجريمة البشعة قد قام باستدراج كل من "حميد نعمان القباطي وولديه ياسين ويوسف حميد القباطي وصهره خالد علي عبدالله القباطي" من منطقة العسكرية بعد أن أعطاهم المتهم وجه الأمان ووعدهم بالعودة إلى محلاتهم التجارية سالمين لممارسة عملهم. وأفادت المعلومات أن الضحايا استجابوا للمتهم واستقلوا سيارتهم إلا أنه عند منتصف الطريق أبدى المتهم رغبته بأن يقود السيارة بنفسه وتم له ذلك وعند وصولهم إلى منطقة "دلة" التي تبعد عن منطقة العسكرية أربعة كيلومتر وتمتاز بالشعاب والأودية ليقوم بعد ذلك الجاني ومعه ثلاثة أشخاص باستجواب المستدرجين والتحقيق معهم وينهون استجوابهم بإرتكاب جريمتهم الشنعاء في حق حميد وابنه يوسف وصهرهم خالد فيما تمكن الابن ياسين من الهرب. وأوضحت المعلومات أن الجناة بعد ارتكابهم الجريمة في منطقة "دلة" حيث تحمل هذه المنطقة دلالة لارتكاب هذه الجريمة كون "دلة" كانت في السابق مسرحاً لتنفيذ جرائم الإعدام والتصفيات الجسدية إبان الحكم الشمولي لاذوا بالفرار مستقلين سيارة المجني عليهم لتعثر عليها أجهزة الأمن بعد ذلك به بمنطقة "الشحة" بمديرية جبل جبر. وفي هذا السياق أكدت مصادر أخرى للصحيفة أن جماعة "علي سيف" هاجموا محل المجني عليه/ حميد القباطي بمنطقة العسكرية واقتادوه بالقوة مع نجليه وصهره وقاموا بقتلهم في منطقة "دلة" مشيرة إلى أن المجني عليه "حميد " لديه فرع لبيع الحلويات بمديرية جبيل جبر منذ عشرين عاماً ويحظى باحترام واسع بين أبناء المنطقة وتربطه علاقة صداقة مع الجاني/ علي سيف إلا أن التهديدات التي مورست من قبل بعض العناصر الخارجة عن القانون في مديرية حبيل جبر التي تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق ضد أبناء المحافظات الشمالية وإبلاغهم بضرورة مغادرة المدينة ما لم سيتم قتلهم. الأمر الذي دفع المجني عليه "حميد القباطي" وأولاده إلى مغادرة حبيل جبر إلا أن يد الغدر والخيانة لحقته إلى مكان عمله وأردته قتيلاً ونجله وصهره. وإزاء تلك الجريمة التي وصفت بالشنعاء وجهت الأجهزة الأمنية بمحافظة لحج رسالة شديدة اللهجة إلى القبيلة التي ينتمي إليها الجناة بضرورة تسليمهم للجهات المختصة خلال "24" ساعة، وهددت الأجهزة الأمنية بأنه في حال لم يتم تسليمهم خلال ال "24" ساعة فإن الأمن سيتخذ إجراءاته القانونية للقبض على الجناة وفي مقدمتهم المتهم "علي سيف" الذي يعد أحد أبرز المطلوبين أمنياً ومن العناصر المخربة في منطقة حبيل جبر وسبق وأن قام بالاعتداء على سيارة مدير المديرية السابق "خالد مطلق" وسرقة سيارة تابعة لأحد المستشفيات واختطاف عضوين من أعضاء اللجان الأمنية التابعة للجان القيد والتسجيل في حبيل جبر كما أن له سوابق جنائية عديدة ومنها قطع الطريق العام ونهب وسرقة العديد من السيارات فضلاً عن كونه أحد أعضاء عصابة طماح المسلحة. من جانبها استنكرت الأوساط الاجتماعية في مديرية حبيل جبر والعسكرية هذه الجريمة الشنعاء مطالبين السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بسرعة القبض على الجناة. أحزاب اللقاء المشترك من جهتها استنكرت الجريمة وقالت إن الجناة يسعون من خلالها إلى إشعال فتنة بين أبناء الوطن الواحد. إلى ذلك طالبت الغرفة التجارية في أمانة العاصمة الأمن بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزائهم الرادع ويكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة. وعلى صعيد متصل ينظم مشائخ وأعيان وموطنو مديرية حبيل جبر اليوم تظاهرة للتنديد بالجريمة الشنعاء وللمطالبة بضبط الجناة والقصاص منهم. مراقبون رأوا أن جريمة بهذا المستوى تنفذ بحق أبرياء مؤشر خطير تجاه خطورة الوضع في رباعيات ردفان وخاصة حبيل جبر التي غابت الأجهزة الأمنية عن القيام بواجبها منذ شهر أبريل الفائت، مطالبين الدولة بضرورة بسط سيطرتها على مديريات ردفان الأربع. مؤكدين أنه ما لم يتم القبض على الجناة فإن الوضع في المنطقة سيتجه إلى وضع خطير لا يحمد عقباه. إلى ذلك استنكر مشائخ مديريات ردفان وحالمين وممثلو منظمات المجتمع المدني تلك الجريمة الشنعاء، ودعوا جميع أبناء مديريات ردفان إلى الوقوف صفاً واحداً تجاه تلك العصابات التي أصبحت تهدد أمن وسلامة الجميع مطالبين الأجهزة الأمنية القيام بدورها بالقبض على تلك العصابات المجرمة.