"شدى ، مثلت الضيعة ، جبل عنم ، ساقين ، فله جبل حرم، الحصامة ، رازح، الحاربة ، العين المهاذر الطلح. . . إلخ" جميع هذه المناطق والمواقع والجبال شهدت وما زالت تشهد على مدى أكثر من شهر مواجهات عنيفة بين عناصر التمرد وأفراد الجيش والأمن استشهد فيها من استشهد وجرح فيها من جرح من أفرادالجيش والأمن وسقط فيها مئات المتمردين بين قتيل وجريح في معارك شرسة استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة من الطرفين إلا أنه يتم هذا الشيء بصورة أكبر من قبل عناصر التمرد في هذه الحرب خلافاً للحروب السابقة ،كما أن الشيء المختلف في هذه الحرب هو التحول الجذري في سياق المعركة حيث أن المتمردين هم من أخذوا هذه المرة موقع الهجوم فيما اكتفى أفراد الجيش والأمن بأخذ موقع الدفاع لا عجزاً وإنما تلبية لتطلعات الحكومة التي لا زالت تحلم بحمامة سلام أسقطتها قناصات تجار الحروب في لجنة الوساطة. يوم أمس وكذا الأيام التي سبقته ابدأ المشهد مختلفاً تماماً في صعدة من خلال الأحداث اليومية التي شهدتها أغلب مديريات المحافظة فعناصر التمرد سارعت إلى فتح أكثر من 8 جبهات عسكرية ضد أفراد الجيش والأمن بعد أن سهلت لهم لجنة الوساطة مهمة الانقضاض على المواقع العسكرية أو محاصرتها في أحسن الأحوال. . حيث أكدت مصادر محلية بالمحافظة أن لجنة الوساطة تمكنت ومنذ إعلان وقف الحرب بصعدة في السابع عشر من يوليو 2008م كرست لجنة الوساطة برئاسة التاجر فارس مناع عملها على تحويل أفراد الجيش والأمن من سرايا وكتائب ومعسكرات وألوية عسكرية إلى مجاميع مسلحة متناثرة الأطراف،طرق إمداداتها تتحكم بها عناصر التمرد مما جعل أفراد الجيش والأمن لقمة سائغة لحركة التمرد التي رفضت منذ اليوم الأول لعمل لجنة الوساطة وحتى اليوم تسليم بندقية واحدة أو الانسحاب من الجبال والمواقع التي يتحصنون بها في حين لم تتوانى الحكومة في إصدار الأوامر للجيش والكتائب والمعسكرات في الانسحاب من مواقع إستراتيجية داخل المحافظة. المصادر ذاتها أكدت ل"أخبار اليوم" أن أي عملية انسحاب لأفراد الجيش أو الأمن من أي موقع داخل المحافظة هو نتيجة طبيعية لتجاوب الدولة مع مخططات لجنة الوساطة وعدم انصياع المتمردين أو تجاوبهم مع ما يسمى لجنة الوساطة أو إحلال السلام ، كونه في حال عدم انسحاب أفراد الجيش من إحدى المواقع التي تشهد مواجهات عنيفة في ظل انسداد طرق الإمدادات إلى هذا الموقع فإن عدم الانسحاب سيمكن عناصر التمرد من تضييق الخناق وإطباق الحصار على أفراد الجيش والأمن في هذا وذاك الموقع الأمر الذي سيوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش والأمن خاصة وأن أفراد الجيش والأمن لا ينسحبون منذ الوهلة الأولى في المواجهات وإنما بعد صمود وقتال مستميتين وقرب نفاد مؤنهم وذخائرهم. وفي هذا السياق أكدت المعلومات الواردة من محافظة صعدة بأن عناصر التمرد تمكنت من السيطرة على مثلث الضيعة بعد مواجهات عنيفة في حين تلقى أفراد الجيش والأمن توجيهات عليا ألزمتهم بالانسحاب من مواقعهم في فله وجبل عنم ليسيطر عليهما المتمردون. وفي ظل هذه المعارك الشرسة التي تشهدها أكثر من ثمان مناطق بمحافظة صعدة أكدت المصادر أن عناصر التمرد تتكبد خسائر فادحة. وفي الأرواح والمعدات الأمر الذي استوجب على قيادة التمرد توجيه عناصرها في الجوف بإيقاف جبهاتها مع أبناء القبائل في مديريتي الغيل والزاهر في الجوف والتوجه إلى محافظة صعدة لمساندة أتباع التمرد هناك. تجدر الإشارة إلى أنه ونظراً لاستمرار المعارك في الحصامة وساقين والمهاذر وجبل حرم وغيرها من المواقع حتى فجر يومنا هذا الأربعاء لم تتمكن المصادر من الإدلاء بأي تفاصيل أو معلومات حول خسائر الطرفين. إلى ذلك حصلت أخبار اليوم على معلومات في وقت متأخر من الليل تفيد بأن تعزيزات عسكرية وصلت إلى منطقة مثلث الضيعة وشكلت طوق على المتمردين من جميع الجهات وأطبقت الخناق عليهم وحدثت مواجهات عنيفة أثناء تشكيل الطوق العسكري وسقط فيها عشرات المتمردين بين قتيل وجريح.