نفذ صباح أمس الآلاف من أبناء محافظة تعز وأنصار اللقاء المشترك بالمحافظة إعتصاماً جماهيرياً حاشداً أمام ساحة المعهد الوطني للعلوم الإدارية بدلاً عن ساحة مبنى المحافظة التي كانت اللجنة الأمنية قد أصدرت قراراً مؤخرا بمنع الاعتصامات أمامها. ويأتي الإعتصام للمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطن والمتمثلة بالصحة والماء والتعليم والكهرباء وكذا المطالبة بإطلاق كافة المعتقلين السياسيين. رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح وعضو المشترك عبد الحافظ الفقيه اعتبر من جانبه أن ما يجري في محافظة تعز إنما هو صورة مصغرة لما يجري في اليمن ككل ذلك لأن مسئولي السلطة المحلية لا يمتلكون في الحقيقة أي صلاحيات وبالتالي لم يعد الفشل والعجز يقتصران على عدم القدرة على تحقيق للمطالب الضرورية , لكن اليمن ككل يشهد تخلفا وتراجعا في كل المجالات الحياتية.. منوها أن الأمر لم يتوقف على ما كان عليه الشعب قبل 20 أو 30 عاما وإنما يتراجع نحو التخلف والبدائية. و قال الفقيه إن النظام قد عجز أن يقود عملية التحولات والتغير والنهوض باليمن خطوة واحدة نحو الأفضل بل على العكس من ذلك لم يزرع إلا الخيبة ولم يحقق إلا الخسران ولم يصنع إلا دعوات التمزق والتشظي وتفكيك النسيج الاجتماعي بسبب السياسة الخرقاء التي ترعى هذه النزعات التمزيقية والمشاريع الصغيرة وفق سياسة فرق تسد، والتي يعتقد بانها ستكون أقدر على إدارة البلاد من خلالها. النائب البرلماني فؤاد دحابه اعتبر بدوره أن ما يجري على الساحة اليمنية هو بسبب الممارسات الخاطئة للسلطة داعيا في الوقت ذاته كافة القوى السياسية في البلاد للوقوف صفا واحداً في مواجهة الفساد منتقدا دور السلطة في التنكر لمحافظة تعز التي ضحت في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة وكان ينبغي عليها أن تبادل تعز الوفاء بالوفاء لا أن تحرم أبناءها من أبسط الخدمات الضرورية والحقوق المشروعة. وصدر بيان صحفي عن اللقاء المشترك إعتبر فيه أن اعتصام أبناء تعز يعد رسالة واضحة الحروف قوية العبارات سلمية التعبير والاحتجاج للسلطة الملحية والمركزية للاستنكار والتنديد بما آل إليه أمر المحافظة من تفاقم معاناتها وتردي أوضاعها وتدهور خدماتها وزيادة أزماتها وتفشي مساحة الفقر فيها وانتشار البطالة لدى الشباب والشابات من حملة الشهادات وكذا في أوساط العمال . وقال البيان أن مطالب المحافظة واضحة وسلمت بالتفصيل لقيادة المحافظة منذ 3 سنوات واستمرت قيادة أحزاب اللقاء المشترك تتابع السعي لتنفيذ تلك المطالب الأساسية والضرورية وفى مقدمتها مشكلة المياه والكهرباء وإيقاف الجرعات السعرية التي أنهكت المواطن وحملته أعباء معيشية دمرت حياته ومستقبله ناهيك عن المطالبة بأهمية استيعاب الشباب في أعمال ووظائف حقيقية بعيدا عن الوعود الزائفة والأكاذيب المستمرة وتسييس الوظيفة العامة مع العمل الجاد في إيجاد الحلول العملية للعاطلين في قطاع العمال والاهتمام بالرعاية الصحية التي أصبحت في حالة موت سريري وإنقاذ التعليم مما وصل إليه من مستوى متدن وتداعيات خطيرة والعناية بالطرق الريفية. ودعا البيان السلطة الاستجابة لعملية تنفيذ المطالب الضرورية والمشروعة والكف عن أسلوب المغالطات والتسويف والإهمال حيث معروف أن هذه السلطة تعد ولا تنفذ وتلتزم بالصدق وتتعهد ولا تفي بما تتعهد به لمواطنيها وشعبها حسب البيان. و طالب البيان السلطة بعدم التمادي في التجاهل للقضية الجنوبية ووضع حد لاستنزاف دماء اليمنيين في صعدة وان عليها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والكف عن مصادرة حق التعبير وإغلاق الصحف. كما أكد البيان تضامنهم مع قضية الشهيد د/ درهم القدسي وقتلى مدينة زنجبار ومنطقة العسكرية وطور الباحة وساحة الهاشمي وغيرها مطالبين السلطة بإلقاء القبض على الجناة وإحالتهم إلى القضاء العادل كما استنكر البيان تقاعس الجهات الأمنية إزاء المجزرة التي حدثت في الوازعية، مدينا بشدة تلك الجريمة النكراء التي راح ضحيتها طفلة في عمر الزهور بمنطقة صينة مطالبين بإنزال اقسي العقوبات في مرتكبها.