"الفاشلون يرحلون"- شعار رفعه آلاف المتظاهرين بتعز اليوم الاثنين، منددين بفشل الحكومات المتعاقبة في توفير أبسط الخدمات الحقوقية للمواطن التي قامت من اأجلها الثورة المباركة قبل نصف قرن- حسب ما تضمنه بيان الاعتصام الصادر عن أحزاب اللقاء المشترك. المعتصمون الغاضبون على تردي أوضاعهم منذ سنوات أكدوا ان "اشعال شمعة خير لك من ان تلعن الظلام، وان طريق النضال السلمي لنيل المطالب هو طريق أبناء المحافظة التواقين لدولة الدستور والقانون والنظام، حتى وان ظلوا لسنوات يعتصمون من أجل ذات المطالب التي رفعت من أجلها شعارات عام 97 , 98 , 99 , 2001, 2002 , 2007 ,008, ويرفعونها اليوم حاملين ذات الشعارات غرد من بينها لعام 2009م شعار (الفاشلون يرحلون). الآلاف من أبناء المحافظة اقاموا مهرجانهم الخطابي في ساحة المعهد الوطني للعلوم الإدارية كبديل لساحة مبنى المحافظة التي كانت اللجنة اللجنة الأمنية قد رفضت يوم أمس السماح للمعتصمين إقامة مهرجانهم فيها بدعوى ان ذلك يخلق حالة ازدحام مروري. وفي حين رفع المعتصمون شعارات منددة بما وصلت إليه الأوضاع الحياتية لمواطني المحافظة التي تعد أكثر المحافظات فقرا وتدهورا في مستوى المعيشة وأكثرها أزمات خانقة، طالب المتظاهرون في شعاراتهم برحيل النظام أو التغيير، وتقديم السلطة لمن يقدر على إدارة شئون البلاد والعباد، مستنكرين وعود الحزب الحاكم الكاذبة التي حسب رأي المعتصمين لم تعد تنطلي على أحد اليوم. وذكر المعتصمون الحزب الحاكم بوعوده بتحسين تلك الخدمات التي وصفوها بوعود عرقوب، وحشدوا نماذجاً من تلك الوعود التي نشرها الحاكم في صحفه الرسمية والحزبية خاصة تلك ألمنشوره في صحيفة الجمهورية عام 2007م، والتي حملت في صدر صفحتها الأولى عنوان (المشترك يدعو لاعتصام من أجل مياه تعز في الوقت الضائع)، فيما حملت الجمهورية في عام 2008م نفس الوعود التي لم تتحقق وواجهها المشترك بسلسة من الاعتصامات التي لم يستحب لها حتى اليوم ومنها: (رئيس الجمهورية يوجه بتخصيص 300 مليون دولار لتحلية مياه البحر بتعز)، فيما وعود 2009م التي حملتها عنوان صحيفة الجمهورية بشان نفس المطالب الخدماتية جاءت على النحوالاتي: (رئيس الجمهورية: نوجه الحكومة بإعادة تأهيل ميناء المخاء وندعو مجموعة هائل إلى التعجيل في تنفيذ مشروع تحليه مياه البحر)، وعنوان أخر: (مشروع دراسة تحلية مياه البحر الخاص بمدينة تعز يصل المراحل النهائية). وأكد المشاركون ان جميع تلك الوعود تبخرت وزادت المعاناة أكثر، فالمياه زاد انتظارها وتنقطع لشهرين كاملين، والكهرباء زاد انقطاعها ليلا ونهارا ما يزيد عن عشر ساعات يوميا، إضافة إلى شبح الغلاء الذي يفتك بذوي الدخل المحدود، واختفاء مادة الغاز . وشدد المعتصمون على عدم حاجتهم إلى وعود وتوجيهات وإنما إلى مطالب حقوقية أساسية قامت من أجلها الثورة قبل نصف قرن، وتغنت الحكومات على مدى ثلاثين عاما بانجازاتها فيها. وأكد بيان صادر عن اللقاء المشترك رفضه سياسة التهميش والحرمان والإهمال التي تمارسها السلطة ضد المحافظة، وممارسة الوعود الزائفة والكاذبة منذ سنوات، في حين ما تزال الأزمات مستمرة حتى اليوم. وأشار البيان إلى أن هذه الجماهير التي حضرت اليوم هي تعبير واضح عن احتجاجها المستمر ضد السلطة الفاشلة التي حولت حياة الناس إلى جحيم بتدهور خدماتها وأزماتها المستمرة، مضيفاً: أن هذا الاعتصام المطلبي ليس هو الأول وإنما قد سبقته اعتصامات مختلفة للمطالبة بنفس المطالب الخدماتية. وقال البيان: أن مطالب المحافظة واضحة وسلمت بالتفصيل لقيادة المحافظة منذ ثلاث سنوات وستسمر قيادة اللقاء المشترك تتابع السعي لتنفيذ تلك المطالب الأساسية والضرورية وفي مقدمتها مشكلة الماء والكهرباء وإيقاف الجرعات الشهرية التي أنهكت المواطن وحملته أعباء معيشية دمرت حياته ومستقبله، ناهيك عن المطالبة بأهمية استيعاب الشباب في أعمال ووظائف حقيقية بعيدا عن الوعود الزائفة والأكاذيب المستمرة وتسييس الوظيفة العامة مع العمل الجاد في إيجاد حلول عملية للعاطلين عن العمل والاهتمام بالرعاية الصحية التي أصبحت في حالة موت سريري وإنقاذ التعليم مما وصل إليه من مستوى متدن وتداعيات خطيرة والعناية بالطرق الريفية. وتابع البيان يقول: إننا ونحن نعتصم لقضايا المحافظة وتبني هموم أبنائها لا ننسى هموم وقضايا إخواننا في كل عموم اليمن الواحد، ومن هنا نطالب السلطة بعدم التمادي في التجاهل للقضية الجنوبية، ووضع حد لاستنزاف دماء اليمنيين في صعدة، مطالبا باطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، والكف عن مصادرة حق التعبير وإغلاق الصحف. كما طالب البيان بإطلاق صحيفة الأيام، مجددا تضامنه مع قضية الشهيد الدكتور القدسي وقتلى زنجبار ومنطقة العسكرية وطور الباحة وساحة الهاشمي , مشددا على ضرورة إلقاء القبض على الجناة وإحالتهم إلى القضاء العادل، مستنكرا تقاعس الأجهزة الأمنية إزاء المجزرة التي حدثت في الوازعية، مدينا بشدة الجريمة النكراء التي راح ضحيتها طفلة في عمر الزهور بمنطقة صينة وطالبا بإنزال أقسى عقوبة في مرتكبها، معلنا تضامنه المطلق مع أولياء الطفلة الضحية. وأهاب البيان بالمعتصمين المزيد من التكاتف والتلاحم حتى تتحقق جميع المطالب الحقوقية المشروعة.