تسبب إضراب شامل استأنفه عمال مصفاة مأرب بتوقف المصفاة لمدة خمسة أيام على التوالي دون أن تأبه الشركة اليمنية لتكرير النفط للمطالب الحقوقية للمتضررين. وأرجع رئيس نقابة مهندسي النفط بمصفاة مأرب أسباب الإضراب في هذا التوقيت الحرج إلى قرار إداري يقضي بنقل اثنين من العمال إلى صنعاء. مشيراً إلى أن نقلهم سيتضمن حرمانهم من مستحقاتهم المالية. وأوضح عبدالسلام الشايف في تصريح ل"أخبار اليوم" أن الشركة وجهت لهم أوامر إدارية بنقل العاملين واستبدالهما بآخرين من صنعاء وكذا توقيف موظف آخر عن العمل بتوجيهات شفوية مع توقيف مستحقاته منذ شهرين بطريقة مخالفة للقانون. لافتاً إلى أن نقابة مهندسي النفط فرع مأرب أبلغت النقابة العامة والاتحاد العام بقرار الشركة وتوجيهاتها الشفوية إلا أنهما حبذا مراجعة إدارة الشركة قبل اتخاذ الإضراب خصوصاً أن الوقت غير مناسب فإذا كانت الشركة ستضمن حقوق العاملين المنقولين فلن تتدخل النقابة في أمر يتخذه المدير العام إذا كانت مصلحة العمل تقتضي ذلك ، مؤكداً أنه تجارب كثيرة سابقة فقد العمال المنقولون كل حقوقهم وأن العامل الذي يعمل في مأرب منذ "10" سنوات ويستلم "150" ألف ريال راتب صار بعد نقله يستلم "20-30" ألف ريال فقط. عبدالسلام الشايف رئيس النقابة قال إن العمال منذ أحد عشر عاماً يطالبون بمطالب حقوقية منها مساواتهم بزملائهم كونهم يعملون بنظامين نظام الخدمة المدنية ، ونظام آخر موروث من "يمن هانت"، مضيفاً بأن هناك عمالاً راتب أحدهم "50" ألف ريال بينما زملائهم يتقاضون راتباً قدره "500" ألف ريال رغم أن الجميع يشتغلون في مكان واحد. وأوضح الشايف لدى تصريحه للصحيفة أن الشركة اليمنية لتكرير النفط استلمت المصفاة في 15/12 عام 1998م من "يمن هانت" فصار الموظفون القدامى يعاملون بنظام "يمن هانت" فيما زملائهم الموظفون في الشركة يعاملون بنظام الخدمة المدنية وظل الوضع مستمراً إلى اليوم دون أية حلول اتخذتها الشركة. وأكد أنهم استأنفوا إضرابهم الذي تم تعليقه قبل "4" أشهر بعد أن أعطت النقابة فرصة للشركة من يوم الأربعاء 12/8 حتى الأحد الماضي إلا أنها لم تتراجع عن قرارها. ولفت إلى أنهم سيضطرون لمواصلة الإضراب رغم معرفتهم بأن الوقت غير مناسب وأن الإضراب لا يشرفهم في هذا الوقت، مستدركاً بالقول: إن إصرار الشركة اليمنية لتكرير النفط في تجاهلها لمطالب المتضررين ستضطرهم إلى الاستمرار في الإضراب وتتحمل الجهة المعنية مسؤولية ذلك ، حيث لا يوجد - حد قوله- أي تجاوب إلى الآن لا من الشركة ولا من الوزارة ولا من أي جهة معنية أخرى، معلقاً بالقول : كأننا في "موزمبيك" ولسنا في اليمن. واعتبر المعلومات التي أشارت إلى أن الإضراب سينجب أزمة تتأثر بها كل محافظات البلاد -اعتبرها بأنها تهويل للموضوع وغير صحيحة كون النفط الخام مستمراً في التصدير في الوقت الذي توقفت فيه المصفاة التي تقوم بتصفية عشرة آلاف برميل في اليوم منذ يوم الأحد ، مشيراً إلى أن الامتدادات تذهب لمحافظتي مأرب والجوف وقليل منها إلى أمانة العاصمة. وأضاف: صحيح أن الامتدادات بالمشتقات النفطية "بنزين ، ديزل" متوقفة لكن المأزوت الذي هو لمحطة كهرباء حزيز مستمر، موضحاً أن اللجنة النقابية استثنت في بيانها إمدادات الأمن والجيش ومحطات الكهرباء من الإضراب. وناشد الشايف رئيس الجمهورية سرعة التوجيه بالتحقيق حول أسباب الإضراب الذي يأتي في وقت حرج جداً ، مؤكداً استعداد اللجنة النقابية تحملها المسؤولية والمحاسبة حال اتضح خطأها في ذلك وبالمقابل محاسبة الجهة الأخرى حال اتضح أنها متجاهلة لمطالب حقوقية وقانونية.