أكدت لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي في البرلمان العربي الانتقالي وقوف البرلمان العربي إلى جانب اليمن والمملكة العربية السعودية في مواجهة حركة التمرد المسلح التي تشهدها منطقة صعدة اليمنية ومحاولات المتمردين التسلل إلى الأراضي السعودية. وقال رئيس اللجنة الدكتور محمد أبو هديب أن البرلمان الذي بدأ في مقر الجامعة العربية أمس الأحد أعمال دورته الثانية والمستأنفة للعام الحالي سيناقش مجموعة من التوصيات ومشروعات القرارات التي أعدتها اللجنة بشأن القضايا العربية ومنها الأوضاع في اليمن وعلى الحدود السعودية اليمنية وحظر بناء المآذن في سويسرا واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى) والأوضاع في الصومال وإقليم دارفور السوداني وغيرها من القضايا. وأشار أبو هديب إلى أن البرلمان كان قد خصص يوما كاملا لبحث الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة للقدس والمسجد الأقصى المبارك وأصدر بيانا ندد فيه بهذه الانتهاكات، داعيا إلى وقفة جادة وحاسمة من الأطراف العربية والإسلامية والمسيحية والإفريقية والدولية تقوم على الرفض المطلق للحصار الإسرائيلي المفروض على القدس والمسجد الأقصى والتأكيد على أن الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية وسياسة التطهير العرقي التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة بفرض أمر واقع غير مشروع لا يمكن أن تخلق حقا أو تنشئ التزاما. وحول موضوع اليمن والحدود اليمنية السعودية قال الدكتور ابو هديب إلى وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في القاهرة أمس أن البرلمان العربي ومن خلال هذه التوصيات يؤكد تأييده المطلق للوحدة اليمنية باعتبارها انجازا قوميا كما يؤكد دعمه ومساندته للجمهورية اليمنية في تحقيق أمنها واستقرارها والحفاظ على وحدة أراضيها ويؤيد الشعب اليمني وحكومته في القضاء على التمرد المسلح في صعده وجهودها في مكافحة الإرهاب. وأضاف انه وفقا لهذه التوصيات يشدد البرلمان على رفضه القاطع لكل أشكال وأنواع التدخل الخارجي في الشأن الداخلي اليمني ويعتبر ذلك عدوانا على اليمن والأمة العربية جمعاء وتهديدا للسلم والأمن في المنطقة. وبين ان البرلمان يدعو الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى سرعة تقديم الدعم والمساندة لليمن للتخفيف من محنة النازحين في صعدة. وحول الوضع على الحدود السعودية اليمنية قال الدكتور أبو هديب أن البرلمان العربي الانتقالي يتابع بقلق واهتمام بالغين الاعتداءات الآثمة التي قامت بها عناصر متسللة من الجمهورية اليمنية خارجة على الشرعية اليمنية على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية وما ترتب على هذه الاعتداءات من قتل للأنفس وتدمير للمتلكات. وأضاف أبو هديب ان البرلمان العربي الانتقالي يدين بشدة هذه الاعتداءات الآثمة على سيادة وأراضي المملكة العربية السعودية ويؤكد أن للمملكة كامل الحق في الدفاع عن أرضها. أما فيما يتعلق بالجزر الإماراتية الثلاث قال أبو هديب أن البرلمان العربي الانتقالي يؤكد دعمه لحق دولة الإمارات العربية المتحدة بالسيادة على جزرها الثلاث وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالجزر الثلاث باعتبارها جزءا لا يتجزأ من دولة الإمارات. وبين أن البرلمان العربي يعرب عن الأسف لعدم إحراز الاتصالات مع إيران أي نتائج ايجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر وبما يسهم في تعزيز امن واستقرار المنطقة. ويدعو إيران لإتباع الوسائل السلمية وفق قواعد القانون الدولي والشرعية الدولية لإعادة حق الإمارات في جزرها الثلاث كما يعرب البرلمان عن تأييده لمساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لإنهاء الاحتلال الإيراني لهذه الجزر عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية مطالبا إيران بالالتزام بالمرتكزات الأساسية لإقامة علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقال أن البرلمان العربي يدعو جميع البرلمانات العربية إلى إثارة موضوع الجزر الثلاث عند اتصالها مع إيران والتأكيد على ضرورة إنهاء هذه القضية انطلاقا من أن الجزر هي ارض عربية محتلة مع التأكيد على ذلك أثناء مشاركتها في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية. وحول موضوعي دارفور والصومال قال الدكتور أبو هديب انه فيما يتعلق بإقليم دارفور السوداني يؤكد البرلمان العربي على مواقفه السابقة ويدعم كل مساعي الحكومة السودانية للوصول إلى اتفاقيات مع الفصائل التي تحمل السلاح عبر الحدود مثلما يشيد بالسيطرة والتأمين التام لأراضي دارفور من قبل الحكومة السودانية والقوات الدولية ويدعو إلى دعم عودة النازحين إلى قراهم وإعمارها بما يمكن من عودة الحياة إلى طبيعتها في الإقليم. وفيما يخص الشأن الصومالي أكد أن البرلمان العربي يشدد على دعمه للحكومة الشرعية حتى تتمكن من مواجهة التمرد وإعادة الأمن والاستقرار في البلاد ويطلب من الدول العربية مساعدة الصومال في بناء الدولة الصومالية.