اكد المجلس الوزاري الخليجي في ختام دورته ال112 في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء بجدة، مجدداً دعمه للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية في القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في دولة الكويت . وثمن المجلس ما تحقق على صعيد المصالحة العربية وعودة اللحمة والتضامن إلى الصف العربي لمواجهة الظروف العصيبة بإرادة عربية جماعية قوية قادرة على مواجهة التحديات والمخاطر . وفي مجال الأرهاب أكد المجلس وقوف دوله وتضامنها مع المملكة العربية السعودية في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، باعتبار أن أمن المنطقة كل لا يتجزأ . وحول استمرار احتلال جمهورية إيران الإسلامية للجزر الثلاث، طنب الكبرى، طنب الصغرى وأبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، جدَّد المجلس تأكيده في دعم حق السيادة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث. كما عبر عن الأسف لعدم إحراز الاتصالات مع جمهورية إيران الإسلامية أية نتائج إيجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث، مما يُسهم في تعزيز أمن واستقرار المنطقة . وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أكد المجلس الوزاري الخليجي أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية .. متطلعاً إلى استمرار المشاورات بين الدول الغربية وايران في هذا الشأن .. مجدداً في نفس الوقت التأكيد على حق الدول في امتلاك التقنية النووية للاستخدامات السلمية . وفي الشأن العراقي جدَّد المجلس تأكيد مواقفه الثابتة تجاه العراق، والمُتمثِّلة في احترام وحدة العراق وسيادته، استقلاله وسلامته الاقليمية، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، ودعوة الآخرين لإتباع النهج ذاته والحفاظ على هويته العربية والإسلامية . كما أدان المجلس عمليات التفجير التي تعرضت لها بغداد وبعض المدن العراقية مؤخراً .. آملاً بأن يتحقق للعراق استتباب الأمن والاستقرار ، والإسراع في إنجاز المصالحة الوطنية ضماناً لإنجاح العملية السياسية الشاملة لكافة أبناء الشعب العراقي . وحول الحالة بين الكويتوالعراق، شدًد المجلس الوزاري على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة . وبشأن القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط، دعا المجلس الوزاري كافة القوى الفلسطينية إلى استئناف الحوار الجاري بينهم والتوصل إلى اتفاق . واكد ضرورة أن تضع القوة الفلسطينية في قائمة أولوياتها المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني الشقيق لتحقيق تطلعاته في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . وطالب المجلس الحكومة الإسرائيلية الجديدة الالتزام بمبدأ حل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية ، تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام لتحقيق سلام عادل وكامل وشامل يرتكز على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام . كما طالب أيضا الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة في الجولان العربي السوري المحتل ، إلى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 ، ومما تبقى من الأراضي العربية المحتلة في جنوبلبنان . ودعا المجلس المجتمع الدولي الولاياتالمتحدة الأميركية بشكل خاص واللجنة الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، للضغط على إسرائيل لحملها على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والتوقف التام عن بناء المستوطنات وإزالتها وإعادة الحقوق العربية المشروعة بما في ذلك عودة اللاجئين إلى ديارهم . كما دان المجلس الوزاري الخليجي الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بطرد المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم في القدس الشرقية وغيرها من المدن الفلسطينية وتهويد المدينة المقدسة . وأعرب عن قلقه لاستمرار تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ، وطالب المجتمع الدولي بالقيام بمسئولياته تجاه رفع الحصار الجائر والمعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع . وفي الشأن اللبناني،أشاد المجلس الوزاري الخليجي بسير لبنان الشقيق قدماً في تنفيذ بنود /اتفاق الدوحة/ .. معبراً عن دعمه للبنان في سعيه لتشكيل حكومته . وفي الشأن السوداني أعرب المجلس عن دعمه للجهود التي تبذلها دولة قطر والوسيط المشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في إطار اللجنة الوزارية العربية الأفريقية لإحلال السلام في دارفور . وفي هذا الاطار، جدد المجلس الوزاري الخليجي دعمه لجهود دولة قطر لاستئناف محادثات السلام المقبلة في الدوحة بين مختلف الأطراف المعنية للوصول إلى حل نهائي وشامل للنزاع في دار فور بما يحقق الأمن والاستقرار والرخاء لأبناء الشعب السوداني الشقيق . كما حث المجلس المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهود لدعم الحوار بين السودانيين باعتباره السبيل الأمثل للوصول الى حل سلمي لمشكلة دارفور . وفي الشأن الصومالي، أكد المجلس تأييده للرئيس المنُتخب وحكومته الشرعية، في الوقت ذاته أكد على أهمية الحوار الوطني بين كافة الأطراف الصومالية لإيجاد أرضية مشتركة لاستقرار الصومال وتنميته . وفي الشأن الموريتاني، أعرب المجلس الوزاري الخليجي عن امله في أن تسهم الحكومة الجديدة في تحقيق ما يصبوا إليه الشعب الموريتاني الشقيق من أمن واستقرار وازدهار .