أكد الدكتور/ عادل الشرجبي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أن أي تدخل عسكري أجنبي في اليمن سيؤدي إلى مزيد من الأعمال الإرهابية. وقال الشرجبي أن أي تدخل عسكري أمريكي أو بريطاني تحت ذريعة القضاء على ما يسمى بتنظيم القاعدة أنه سيوفر لهذه العناصر مبرراً لاستمرارها بل سيعمل على التفاف شعبي كبير حولها. وحذر أستاذ علم الاجتماع في تصريح خاص ل"أخبار اليوم" الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا من التدخل العسكري في اليمن وطالبهما بمساعدة اليمن في تقوية جهاز الأمن فيها ليقوم بمهامه وتقوية الدولة اليمنية وأن تساعدانها في الإصلاحات ليس فقط في ما يسمى بمكافحة الإرهاب وإنما بشكل عام لأن اليمن بحاجة إلى إصلاحات شاملة لتجاوز أزماتها. . مشيراً إلى أن مشكلات اليمن لا تكمن في سبب واحد وإنما بالعديد من الأسباب منها "الأوضاع السياسية والصراع السياسي وتدهور الأوضاع التنموية وتراجع التعليم" ويفترض على هذه الدولة أن تتدخل في إصلاح هذه المسائل وليس تدخلاً عسكرياً يزيد الوضع سوءاً. وحول مسألة تدويل الملف الأمني اليمني قال الشرجبي: إذا كان هذا التدويل سيقوم على إستراتيجية واسعة تقوم على أسا إصلاحات شاملة بأن هذا سيكون مجدياً أما إذا كان التدويل يفرض تدخلاً عسكرياً أمريكياً وبريطانياً فإن هذا مرفوض لأنه سيزيد في تعقيد الأمور. وبالانتقال إلى موضوع دعوة بريطانيا على لسان رئيس وزارتها لعقد مؤتمر دولي حول اليمن ومكافحة الإرهاب وإعلان الحكومة اليمنية ترحيبها بهذه الدعوة طالب الدكتور الشرجبي الحكومة اليمنية قبل القبول بهذا المؤتمر بأن تكون على وعي بأن التدخل الأجنبي إذا لم يكن مبنياً على إستراتيجية كفؤة مدروسة وشاملة لمعالجة كل الجوانب وإذا لم يكن مبنياً على ذلك فإن مصيره الفشل. وطالب بأن تكون اليمن شريكة فاعلة لا مجرد منفذين وأن يكون لدينا الحصة الأكبر في اتخاذ القرار. وشدد الشرجبي على أن نكون في اليمن مدركين لمصلحة الوطن وألا نكون موجهين لمصلحة آنية لأفراد أو مجموعة حاكمة وأن ننظر لمستقبل اليمن السياسي والأمني والاجتماعي والثقافي في نظرة شاملة ليس فقط فيما يسعى بإستراتيجية البقاء وأن النظام يريد أن يبقى ومع هذا يمكن أن يستعين حتى بالشيطان إذا جاء. وحول إعلان السفارة الأمريكيةبصنعاء أمس إغلاق أبوابها أمام مرتاديها وزائريها تحت ذريعة التخوف من هجمات ما يسمى "بالقاعدة" لم يستبعد أن يكون هذا الإعلان توجيه من الإدارة الأمريكية لجعل سفاراتها في اليمن غرفة لإدارة عملياتها في اليمن والمنطقة العربية تحت ذريعة الإرهاب والقرصنة، خاصة وأن الكونجرس الأمريكي سبق له وأن طالب بإرسال جواسيس إلى اليمن لمتابعة القضايا هناك بالإضافة إلى كشف تقارير أمريكية عن نية الإدارة الأمريكية في تحويل سفارتها في صنعاء إلى قاعدة لإدارة أعمالها ومخططاتها في المنطقة العربية بالكامل.