انتقد مسئول يمني قرار البيت الأبيض وقف نقل معتقلين يمنيين في غوانتانامو إلى بلادهم ، معتبراً ذلك تراجعاً عن تعهد سابق للحكومة الأميركية بهذا الشأن. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ل" الدستور "إنه من واجب الحكومة اليمنية أن تطلب تسليم معتقليها على غرار كافة الدول،مضيفاً :"بالطبع لقد قلنا ذلك لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما". وكان الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس قد قال قبل يوميين ان الولاياتالمتحدة لن تنقل أي شخص من معتقل غوانتانامو إلى اليمن في الوقت الحاضر،كون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية استخدم أشخاصاً من "غوانتامو". وهناك نحو 90 يمنياً في غوانتانامو من إجمالي نحو 215 تشتبه السلطات الأميركية بعلاقتهم بتنظيم القاعدة وتزعم السلطات الأميركية في مسرحيتها المفتعلة أن النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير الطائرة الأميركية التي كانت متوجهة من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد الماضي قد تلقى تدريباً في اليمن. وقال غيبس انه "في الوقت الذي لا تزال فيه الإدارة الأميركية ملتزمة بإغلاق المعتقل ، لا نزال نعتقد أن نقل أي معتقل إلى اليمن في الوقت الحاضر ليس فكرة صائبة". في السياق ذاته جدد اوباما مؤخراً تعهده بإغلاق المعتقل بالرغم من التأخير الذي نتج بفعل قرار تعليق نقل المعتقلين اليمنيين لبلدهم ، وقال اثر اجتماع مع مسؤولي الاستخبارات الأميركية ووزراء من بينهم وزير العدل اريك هولدر "البعض اعتبر أن أحداث يوم الميلاد يجب ان تدفعنا إلى مراجعة قرار إغلاق معتقل غوانتانامو. فليكن الأمر واضحاً. . كنا دائما ننوي نقل المعتقلين إلى بلدان أخرى شرط أن نضمن حماية أمننا". وأضاف أوباما بالنسبة لليمن تحديدا "توجد هناك مشاكل من الناحية الأمنية نواجهها منذ زمن وكذلك شركاؤنا اليمنيون" ، في إشارة للهجمات التي تنسب إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وأوضح "نظرا إلى هذا الوضع الملتبس ، تكلمت مع وزير العدل واتفقنا على عدم نقل المزيد من المعتقلين إلى اليمن في الوقت الراهن"، وقال أيضاً "لكننا لن نخدعكم في هذا المجال. سوف نغلق المعتقل الذي اضر بمصالحنا لناحية الأمن وأصبح أداة للتجنيد من الطراز الأول للقاعدة". لعله كان المفترض إغلاق معتقل غوانتانامو مع نهاية العام المنصرم بحسب أوامر الرئيس الأميركي أوباما والتي وقعها مع وصوله إلى سدة الحكم في الإدارة الأميركية، إلا أن المخابرات الأميركية والتيار المحافظ والجمهوريين أداروا اللعبة جيداً لإخراج أوباما من الإحراج، فمثل كذبتهم عن أسلحة الدمار الشامل لغزو العراق، ذهبوا هذه المرة لاختراع كذبة تفجير السروال الفاشلة، وما الحديث عن تنامي القاعدة في اليمن ومحاولة تصوير اليمن بأنها أفغانستان أخرى إلا لإنجاب مثل هذا القرار حيث تمخضت كل هذه المحاولات والعراقيل التي افتعلتها المخابرات أمام أوباما بإصدار قرار توقيف الإفراج عن المعتقلين اليمنيين وإرسالهم إلى بلادهم كما كان من المقرر له أن يتم.