قال محافظ إب القاضي / أحمد عبدالله الحجري إن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد اليوم إلى جانب الأوضاع السياسية تهون أمام ما شهدته البلاد إبان فترة التشطير أي ما قبل ال22 من مايو 90م سواء في ظل الصراع بين الشطرين أو في ظل الصراعات التي كانت تقوم داخل الشطر الواحد، حيث كان كل شخص جاسوساً على أخيه في ظل النظام الشمولي، وكان الشباب يحملون الأسلحة والقنابل والمتفجرات ليتم غرسها في الممرات والطريق العام والمنازل وغيرها، وخاصة في المناطق الوسطى. وفي كلمته التي ألقاها في الملتقى الوطني للطفولة والشباب الذي ينعقد في إب تحت شعار "من أجل مشاركة شبابية إيجابية في عملية التنمية" وبمشاركة شباب وشابات من إحدى عشر محافظة ويستمر لمدة ثلاثة أيام، قال الحجري: لقد كان بعض زملائنا ينزلون إلى عدن ليأتوا بالألغام ويزرعونها في مختلف الطرق وبالذات في محافظات إب وتعز والبيضاء ولا يزال عندنا الكثير من أبناءنا وبناتنا الذين صاروا معاقين جراء تلك الألغام، وكذلك عندنا الكثير من الإخوة الذين تركوا مقاعد الدراسة والبعض تركوا فرص عمل والكثير تشردوا من أبناء هذه المناطق وإلى اليوم لم يعودوا للاستقرار فيها، وهناك الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية تشردوا إلى المحافظات الشمالية والكثير من أبناء المحافظات الشمالية تشردوا إلى المحافظات الجنوبية وهكذا. وأضاف: لكنا اليوم وعندما نشاهد هذا الجيل، جيل الوحدة المباركة ورغم الظروف التي لانزال نعيشها ونحاول أن نتجاوزها حتى لا تعيشوا نفس تلك الظروف التي عشناها فعلينا جميعاً أن نسعى للحد من المنغصات التي مهما حدثت اليوم فإنه لا وجه للمقارنة بينها وبين الماضي. وخاطب المحافظ الشباب المشاركين بالقول: أرجو أن تكونوا صفحات بيضاء ترفض أن يكتب عليها أي شيء يسيء إليها أو إلى وطنكم والوحدة الوطنية،وأرجو أن تكون قلوبكم ودمائكم ومشاعركم ووجدانكم ترفض قطعياً كل الأجسام الغربية عن أخلاقنا وعن حبنا وتكاتفنا ووحدتنا ووطننا وإياكم أن تكونوا جزءاً من مؤامرة ضد هذا الوطن فما عشناه يجعلنا حريصين جداً أن لا يوقعوا فيه أبنائنا، لتساهموا في بناء الأسرة اليمنية التي لا تؤمن إلا بالله ورسوله وبالوحدة والمحبة والسلام، ولسنا نادمين على ما قدمنا من دماء وشهداء لكن ما يحز في النفس أن تلك الصراعات كانت في إطار اليمن وبين أبناء الشعب الواحد، فلو كانت مع غير اليمنيين كما كان مع الاستعمار البريطاني لكنا سعداء جداً، ولذا نقف اليوم إجلالاً وإكباراً أمام الشهداء والمناضلين لما بذلوه لأن ما نعيشه الآن هو بفضل ذلك النضال وتلك التضحيات. ودعا المحافظ الشباب لغرس أشجار في محافظة إب بأسمائهم وقال: ستأتون بعد سنوات وتلك الأشجار لاتزال في إب الخضراء تحمل أسمائكم.