قالت صحيفة الوطن السعودية في افتتاحية عددها الصادر أمس الأول الاثنين أن المبالغ المالية التي رصدت لليمن من الدول المانحة وحدها لا تكفي لإنقاذ اليمن مما هو فيه من أزمات، مشيرة إلى مؤتمر الرياض وقبله مؤتمر لندن رصدا مبالغ مالية ضخمة لصرفها في المجالات التنموية وعلى طول وعرض اليمن، وأن إرادة أبناء اليمن هي المحدد الرئيس لأنقاذ بلدهم مما هو فيه. وأوضحت الصحيفة السعودية بالقول: لم يكن المؤتمر الذي أنهى أعماله في الرياض حول دعم اليمن الخطوة السعودية الوحيدة لإخراج هذا البلد من الأزمات التي يتخبط فيها، ووضعه على طريق التنمية الإقتصادية والإجتماعية التي هي أساس المشكلات التي يعيشها، فالمملكة كانت وما زالت حريصة على إطلاق مشروعات التنمية في اليمن، ولقادة السعودية أياد بيضاء في هذا المجال تنجلي بشكل خاص في المشروعات الصحية والتربوية في طول البلاد وعرضها والتي كان هدفها إنسانياً في المبدأ وتنموياً في المراحل اللاحقة. وشدد على ضرورة إرادة أبناء اليمن لإنقاذ البلد مما ينتظره إذا استطاع القادة اليمنيون تخطي الحرب السادسة المتمثل في وقف إطلاق النار التي لا زالت تحت الرماد حد تعبير الصحيفة، معللة أن ما تم الإتفاق عليه بين صنعاء والمتمردين الحوثيين لا يعدو كونه وقفاً لإطلاق النار، وهو ما يحصل في العادة بين دولتين متحاربتين وليس بين دولة ذات سيادة وفريق من المتمردين يتخذ جزءاً من سكان البلد رهينة لأهوائه السياسية المرتبطة بجهات خارجية باتت مكشوفة للعيان، منوهة إلى أن المطلوب أن يتحول وقف النار في صعدة إلى سيطرة شاملة للسلطة اليمنية على محافظة صعدة وحرف سفيان وأن ينتشر الجيش اليمني على كامل حدود بلاده وألا تبقى أية قوة خارج إطار السلطة على كافة أراضي اليمن. وأشارت الوطن السعودية إلى أن التحدي الآخر الذي يواجه اليمن يتمثل في دعوات الإنفصال التي يتبناها ما يسمى بالحراك الجنوبي الذي نهض بعد خسارة معركته عام 1994م مستغلاً حرب صعدة التي بدأت عام 2004م والتحول الفكري الذي ساد بعض المحافظات الجنوبية في ركوب موجة التطرف بالإنتقال من الفكر العلماني - حد قول الصحيفة. وأكدت الصحيفة أنه كان من غير المنطقي أن يصدر مؤتمر الرياض قرارات تدعم طموحاتهم الإنفصالية لأن المملكة العربية السعودية تدعم وحدة الشعوب العربية وليس تفككها واتحادها وليس إنشطارها. مضيفة أنه إذا كان هناك مظالم للجنوبين فينبغي أن تحل على طاولة حوار وطني يمني يسعى لإقرار العدل والمساواة في كافة أنحاء اليمن وليتأكد الجميع أن مؤتمر الرياض هو لإطلاق المشروع التنموي لكافة أهل اليمن دون تمييز.