أكد شقيق السجين/ فيصل الجماعي- الذي توفي متأثراً بإصاباته بعد 37 يوماً من تعرضه للحريق في أحد أقسام الشرطة بصنعاء- أنه لم يتم إسعافه بأية علاجات بعد نقله إلى المستشفى الجمهوري ، كما أكد موظفو المستشفى أنه وصل بدون مرافقين. وقال مهدي الجماعي لدى حديثه ل"أخبار اليوم" إن شقيقه تعرض للإحراق في قسم شرطة الشهيد الأحمر، بعد أن تم استدعاؤه إلى قسم شرطة الشهيد الأحمر بتاريخ 5/6/2010م في الساعة التاسعة مساءً، بينما تم إيصاله بعد ساعة إلى المستشفى الجمهوري بصنعاء محروقاً، مشيراً إلى أنه تلقىاتصالاً من القسم بعد ساعة من أخذ الضحية من قبل أفراد الأمن بغية إغلاق ملف قضيته لدى النيابة التي كان قد تم التصالح عليها قبلياً، حيث تم إبلاغه بأن شقيقه فيصل أحرق نفسه وأن عليه إسعاف، لافتاً إلى أنه لم يصدق ذلك وتوقع أنهم ربما يريدون ابتزازه ، مضيفاً أنه حملهم المسئولية حيث كان الوقت مساءً ، إلا أنه بعد أن جاءوا إليه في اليوم التالي بعد وقت العصر تأكد له أن أخاه في حادث. وأشار إلى أنه بعد ذهابه إلى المستشفى وجد شقيقه مرمياً بالدور الخامس دون أن يكون عليه أية علاجات وأن الأمر بدى أشبه بالأفلام المرعبة ، مؤكداً أنهم لم يكونوا يتخيلون أن حالته ستكون بتلك الفظاعة، حيث كانوا يمرون داخل المستشفى من جواره وهم يبحثون عنه دون أن يعرفوه إذ تغيرت ملامحه تماماً – حد قوله. وخضع الجماعي الشهر الماضي لعملية تقشير جلد خطرة في الوقت الذي كانت حالته الصحية حرجة، خاصة مع استمرار نزيف مناطق متعددة من جسده. وتقدم أقارب فيصل الجماعي بعد وقوع الحادثة ببلاغ للنيابة العامة بالواقعة غير أنها أحالتها لجهة الاختصاص في القضايا العادية بينما أحالها رئيس نيابة شمال الأمانة إلى قسم الشرطة، وهو أمر اعتبرته "هود" مخالفاً للقانون، وتقدمت بشكوى إلى النائب العام ضد النيابة المناوبة ونيابة شمال الأمانة. وأوضح مهدي أن أفراد الأمن أخذوا شقيقه إلى القسم بحجة أن ذلك بطلب عضو النيابة، وأنه بعد تعرضه للحريق لم يتم تكليف طبيب شرعي بدعوى أن ذلك من اختصاص الطبيب المختص الذي استقبله فيما جاءوا بتكليف إلى مستشفى الثورة، منوهاً إلى أن الطبيب قال إنه صعب عليه تحديد المادة المستخدمة في الحريق الذي تعرض له فيصل الجماعي. إلى ذلك تقدمت منظمة هود وأسرة المجني عليه ببلاغ للنائب العام، طالبته بالتحقيق في سبب وفاة فيصل الجماعي مساء الأحد في مستشفى الكويت بالعاصمة صنعاء، متأثراً بإصاباته بعد 37 يوماً من تعرضه للحريق في الخامس من شهر يونيو الماضي في ظروف غامضة.