في ختام القمة العربية ال 22 مساء أمس السبت أكد القادة والزعماء العرب على التضامن مع السودان واحترام سيادته ووحدة أراضيه واستقلاله، مؤكدين التزام الجامعة بالعمل والتعاون الوثيق مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لمساعدة السودانيين في وضع الترتيبات اللازمة لأجراء الاستفتاء في جنوب السودان. واختتمت أعمال القمة العربية ال 22 بجلسة علنية قصيرة دون إلقاء أي كلمات، فيما أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الزعماء العرب اتفقوا على عقد قمة استثنائية في سبتمبر/آيلول المقبل حسب ما ذكرته صحيفة العرب اليوم. القادة العرب أقروا في ختام مؤتمر قمتهم الاستثنائية التوصيات الصادرة عن اللجنة الخماسية التي انعقدت في العاصمة الليبية، طرابلس، في يونيو/ حزيران الماضي بشأن وضع تطوير منظومة العمل العربي المشترك. وكلف القادة العرب في ختام المؤتمر الأمانة العامة للجامعة بإعادة صياغة هذا المشروع ودراسة التبعات المترتبة عن عملية التطوير وعرض الموضوع على القمة العربية المقبلة التي ستعقد في شهر مارس/ آذار من العام 2011. ويشار إلى أن قمة سرت العادية الثانية والعشرين قررت تطوير منظومة العمل العربي المشترك وتوفير الإمكانات بما يسمح لها بالقيام بواجباتها وتحمل مسؤولياتها وتحقيق المصالح العربية والتحرك نحو تحقيق اتحاد الدول العربية. وشكلت في هذا الخصوص لجنة خماسية ضمت الزعيم الليبي/ معمر القذافي رئيس القمة العربية والرئيس اليمني/ على عبد الله صالح والرئيس المصري/ حسنى مبارك وأمير قطر/ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس العراقي/ جلال طالباني إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية/ عمر موسي. وكانت هذه اللجنة الخماسية قد أوصت، خلال اجتماعها بطرابلس في يونيو/ حزيران الماضي بضرورة تطوير الجامعة العربية والأجهزة الرئيسية التابعة لها في إطار اتحاد لجامعة الدول العربية وعقد قمم عربية نوعية تكرس لبحث مجالات محددة على غرار القمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية إلى جانب إنشاء مجلس تنفيذ على مستوى رؤساء الحكومات يتولى مهمة الأشراف على تنفيذ قرارات القمم العربية. وفيما يتعلق بسياسة الجوار العربي، قرروا تشكيل لجنة برئاسة ليبيا، تكون عضويتها مفتوحة لمواصلة دراسة مقترح منتدى الجوار العربي من كافة جوانبه والترتيب الملائم لاعتماده بالاستعانة بفريق من الخبراء والسياسيين والقانونيين. ورحب القادة العرب، في قرار اتخذوه بالمناسبة، بتوجهات الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد الخاصة بتفعيل المصالحة الوطنية في بلاده، داعين جميع الأطراف الصومالية إلى اتخاذ الحوار سبيلا وحيدا لحل الخلافات وصولا لتحقيق المصالحة فيما قرروا منح دعم مالي شهري قيمته عشرة ملايين دولار إلى الصومال لتمكين الحكومة من تنفيذ برامجها في الأمن والاستقرار. وجدد القادة العرب التأكيد على دعم وحدة اليمن والوقوف إلى جانبه في جهوده لمكافحة الإرهاب، كما أدان البيان الأعمال الإجرامية التي قامت بها عناصر إرهابية في اليمن، والتأكيد على وحدته واستقراره، ودعم الحكومة اليمنية في التصدي للإرهاب. كما أدان البيان الإرهاب بجميع أشكاله وصوره وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال ورفض الخلط بين الإرهاب والدين الإسلامي والعمل على معالجة جذور الإرهاب ودعوة دول العالم خاصة بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى التعامل بجدية مع الأشخاص الداعمين للإرهاب وإبعادهم عن أراضيها وعدم منحهم حق اللجوء السياسي أو السماح لهم باستغلال مناخ الحرية لإلحاق الضرر بأمن واستقرار الدول العربية. كما تضمن البيان الختامي الذي صدر عن القمة العربية الاستثنائية خطة تحرك عربية لإنقاذ القدس بدعوة المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي واليونسكو لتحمل المسؤولية في الحفاظ على المسجد الأقصى، فضلا عن تكليف المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الإجراءات الإسرائيلية بالقدس وتشكيل لجنة قانونية في إطار جامعة الدول العربية لمتابعة توثيق عمليات التهويد ومصادرة الممتلكات العربية بالإضافة إلى رفع قضايا أمام المحاكم الوطنية والدولية ذات الاختصاص لمقاضاة إسرائيل قانونيا. من جهة أخرى أكد البيان على السيادة الإماراتية المطلقة على الجزر الثلاث "طنب الكبرى" و"طنب الصغرى" و"أبو موسى" واستنكر استمرار احتلال إيران لها وانتهاك سيادة دولة الإمارات، بما يؤدي إلى تهديد الأمن والسلم بالمنطقة. كما أدان المناورات العسكرية الإيرانية التي تشمل الجزر الثلاث ومطالبة إيران بترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية إلى خطوات عملية ملموسة.