نفى محمد غالب أحمد السقلدي - رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الاشتراكي اليمني وجود أي تأثير للمناطقية خلال الصراعات التي شهدتها الجنوب في السابق . وأضاف في حوار مع الزميلة (السياسية) أن المناطقية بدأت تفعل فعلها اليوم حيث لم يكن هناك شيء اسمه المناطقية، وكان الخلاف حول الموقف من الثورة ومن الوحدة ومن الرجعية وقد كان الناس يختلفون على المواقف وأحيانا على الشعارات، وأحياناً كانت تحصل اشتباكات أو "مضرابة" على قضايا صغيرة، كان هناك تطرّف في أشياء كثيرة، مثل: "المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي" أو "المنظومة الاشتراكية وطليعتها الاتحاد السوفييتي"، وأنا شخصياً لم أكن داخل تلك المعمعة. وأشار القيادي الاشتراكي إلى أن الذين كانوا متطرّفين في الحزب الاشتراكي لم يبق واحد منهم، فكل المتطرّفين خرجوا من الحزب الاشتراكي بعد الحرب الأخيرة في عام 1994، والذين كانوا متطرّفين قبل وأثناء الحرب خرجوا حتى انقلبوا انقلاباً آخر، وآخر المتطرّفين كانوا معنا إلى سنتين أو ثلاث، وحصلوا لهم بقعة أخرى فيها رزق، لكنهم لا زالوا متطرّفين علينا فقط. وحول عفوية بعض القادة الجنوبيين والبساطة التي كانوا يتمتعون بها قال السقلدي أن هذه كانت بساطة القوي وليست سذاجة وهناك فرق بين الساذج وبين الوفي، لأنهم لو كانوا عفويين كان بإمكانهم أن يذهبوا في الاتجاه الآخر، حيث الفلوس ونعمة الله، عندما يترك علي عنتر الكويت ويأتي للنضال ضد الانجليز ليس عفوية، أو يقتل صالح مصلح ضابطاً سياسياً للانجليز وهو يعمل مع الشرطة ويفر إلى قعطبة ليأكل كدم أو يترك عبد الفتاح مصافي النفط ليلتحق بالعمل الفدائي ليس عفوياً، ومثله سالمين، وقحطان الشعبي وسعيد صالح وغيرهم كثير. مضيفاً : هؤلاء كانوا بسطاء لأنهم أقوياء، والذرة التي فيها الحَبْ تكون منحنية عكس التي ليس فيها حبّاَ، بعض الناس يتحدّث اليوم ممن لهم ثأر مع الثورة يقولون: إن "العفويين هم الذين ودّفوا بنا للذهب إلى الوحدة"، وأنا أقول إن الذي دعا للوحدة ليسوا العفويون، بل أناس كان لهم تاريخاً، وأول من دعا إلى الوحدة هو الفقيد القائد/عبدالله باذيب في سنة 57 في صحيفة "الطليعة" التي أصدرها في تعز. هؤلاء كانوا أناساً صادقين وبسطاء، لكنهم أقوياء، وعلي عنتر كان يقول: "عندما أموت سوف أموت ومعي هذه البدلة"، وفعلاً مات وليس معه سواها.