غزة.. في مواجهة صمت العالم وتواطؤ الكبار    من بينها 5 عربية.. ترامب يدعو قادة 6 دول إلى اجتماع بشأن الحرب على غزة    منظمة أمريكية: القصف "الإسرائيلي" على صنعاء هو ثاني أكبر مذبحة للصحافة في العالم    السعودية تسرق لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" في عيدها الوطني    قاضي: جريمة اغتيال المشهري خطط لها باتقان ونفذها أكثر من شخص    قاضي: جريمة اغتيال المشهري خطط لها باتقان ونفذها أكثر من شخص    برشلونة يحقق فوزا هاما امام خيتافي في الليغا    أحتدام شراسة المنافسة في نهائي "بيسان " بين "ابناء المدينة"و"شباب اريافها".. !    ثلاث دول تعترف بدولة فلسطين والبرتغال تلحق بالركب    منتخب الناشئين يخسر أمام قطر في مستهل كأس الخليج    إصابة مواطن ومهاجر أفريقي بنيران العدو السعودي في صعدة    من التضحيات إلى بناء الدولة.. وثيقة بن بريك نداء اللحظة التاريخية    هيئة التعليم والشباب والرياضة تشيد بتنظيم البطولة الوطنية لكرة السلة وتتفقد أعمال الصيانة في الصالة الرياضية المغلقة بالمكلا    بينهم أكاديميون ومعلمون وحفّاظ.. مليشيا الحوثي ترهب أبناء إب بحملات اختطاف    قيادي انتقالي: المركزي يقود عصابة الصرافين لسرقة المنحة السعودية    الرئيس المشاط يعزي في وفاة اللواء عبدالرحمن حسان    اليوم الرابع من الغضب.. «إعصار المشهري» يعصف بإخوان تعز    محمد الحوثي: الشعب سيمضي مع القيادة حتى الحرية والاستقلال الكاملين    وقفة نسائية في المحويت بذكرى ثورة 21 سبتمبر    إيطاليا تستبعد الكيان الصهيوني من "معرض السياحة الدولي"    وزارة الإعلام تطلق مسابقة "أجمل صورة للعلم الوطني" للموسم الثاني    قراءة في كتاب دليل السراة في الفن والأدب اليمني لمصطفى راجح    الوفد الحكومي برئاسة لملس يختتم زيارته إلى مدينة شنغهاي بالصين    المنحة السعودية المزمع وصولها في مهب افلام المعبقي    الأمم المتحدة:الوضع الإنساني المتدهور في اليمن ينذر بكارثة إنسانية    الأرصاد يخفض التحذير إلى تنبيه ويتوقع هطولاً مطرياً على أجزاء من المرتفعات والسواحل    الإصلاح ينعى الشيخ عبد الملك الحدابي ويشيد بسيرته وعطائه    المركز الأمريكي لمكافحة الإرهاب يحذر من تنامي خطر "القاعدة" في اليمن    فخ المنحة السعودية:    التعايش الإنساني.. خيار البقاء    عبد الملك في رحاب الملك    بطولة إسبانيا: ريال مدريد يواصل صدارته بانتصار على إسبانيول    مدرب الاتحاد يفكر بالوحدة وليس النصر    إصلاح حضرموت ينظم مهرجاناً خطابياً وفنياً حاشداً بذكرى التأسيس وأعياد الثورة    مانشستر يونايتد يتنفس الصعداء بانتصار شاق على تشيلسي    الدكتور عبدالله العليمي يشيد بالجهد الدولي الداعم لتعزيز الأمن البحري في بلادنا    السعودية تعلن تقديم دعم مالي للحكومة اليمنية ب مليار و380 مليون ريال سعودي    شباب المعافر يُسقط اتحاد إب ويبلغ نهائي بطولة بيسان    لقاء أمريكي قطري وسط أنباء عن مقترح أميركي حول غزة    مستشفى الثورة في الحديدة يدشن مخيماً طبياً مجانياً للأطفال    تعز بين الدم والقمامة.. غضب شعبي يتصاعد ضد "العليمي"    انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة عمل عن مهارات الخدمة الاجتماعية والصحية بالمدارس    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويل أموال وكيانين مصرفيين    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    الشيخ عبدالملك داوود.. سيرة حب ومسيرة عطاء    بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025    وفاة 4 من أسرة واحدة في حادث مروع بالجوف    إب.. وفاة طفلين وإصابة 8 آخرين اختناقا جراء استنشاقهم أول أكسيد الكربون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    موت يا حمار    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفصال جنوب السودان.. هل سيكون "نواح طاعون" آخر الزمان؟

حتى نكون على علم ومعرفة وإلمام شامل بإقليم جنوب السودان، نحن وانتم سنقلب صفحات هذا الإقليم عبر مجلده الأثري المكتوب في رقاع من الجلد العتيق ومداده الممزوج بدماء جميع أبناء السودان على مدى العصور السابقة وحتى نهار يومنا هذا .
جنوب السودان الذي تبلغ مساحته حوالي ثلاثمائة وثلاثين ألف كم من مساحة السودان الكلية ،التي تبلغ اثنين مليون وأربعمائة ألف كم مربع وعدد سكانه يقدر بثمانية ملايين نسمة وذلك عند آخر إحصاء سكاني قامت به حكومة السودان الاتحادية عام 2009م.
لذلك لو نظرنا إلى مساحة جنوب السودان التي أشرنا إليها ،سنجد أن جنوب السودان يمثل أو يساوي خمس مساحة السودان الكلية أو نسبه 20% وذلك على حسب الخرائط وترسيم الحدود المعروفة والمعترف بها في الوثائق السودانية والأمم المتحدة والتقارير الدولية وعدد سكان الجنوب يعادل نسبة 20% من نسبة سكان السودان أي ما يعادل الخمس .
ويشتهر جنوب السودان بكثرة الأمطار خلال فصول السنة الأربعة ،لأنه يقع على خط الاستواء المباشر ويعتبر من مناطق السافانا الغنية التي تكثر بها الغابات والحشائش في جميع محافظات الجنوب وهذه الغابات تنبت على الطبيعة وبطريقة عشوائية، لذلك تكون هذه الغابات مأوى ومرتعاً لجميع الحيوانات البرية بجميع أنواعها المفترسة والأليفة .
وهذه الغابات توجد بها أشجار نادرة ومميزة تدخل في صناعة الأخشاب والموبيليات العالمية وتقدر بمليارات الدولارات ويعتبر جنوب السودان من أخصب الأراضي الإفريقية لزراعة جميع المواد الغذائية والحبوب لأن انحدار النيل يأتي من منطقة البحيرات ودول الجوار مثل - كينيا ، أوغندا ، كنغو ، تنزانيا ، حاملاً معه كميات كبيرة من الطمي من هذه الدول المجاورة لجنوب السودان ،لذلك تجد الخصوبة في هذه الدول التي اشرنا إليها قليلة وذلك بسبب تجريف التربة في منطقة البحيرات ، الأمر الذي قلل نسبة الخصوبة في تلك الدول، فهذه المناطق المذكورة حول تلك البحيرات تكون دائماً مناطق مجاعة وكوارث ودائماً تحتاج إلى دعم من مفوضية الأمم المتحدة، مع العلم أن المياه كلها تنحدر إلى جنوب الوادي، ولم تستفد منها سوى جمهورية مصر العربية عند مصب النيل ودلتا النيل ذات الخصوبة المشهورة التي يتراكم فيها طمي النيل وهي تعتبر المصدر الرئيسي لإنتاج الحبوب والخضار والفواكه في جمهورية مصر العربية وتغطي 66% من احتياج مصر من الغذاء .
فأما الإنسان في جنوب السودان لا يستفيد من تلك النعمة التي تحيط به من أنهار وكثرة أمطار وخصوبة تربة التي تصل إلى نسبة 92% من مساحة الجنوب ،فلا يزرع في هذه المساحة إلا نسبة 3% فقط ،فهذه المساحة المذكورة القليلة تزرع فيها الذرة ،لأنها تدخل عندهم في صناعة الخمور الشعبية ( المريسة ) التي لا يستغن عنها الإنسان الجنوبي وتعتبر عنه بمثابة وجبة كاملة تكفيه عن الغذاء المعتاد للإنسان .
فالإنسان في جنوب السودان يتهم دائماً بالكسل وقلة النشاط وكثرة النوم وهذا يرجع إلى ارتفاع الحرارة الشديدة ومن الدعابة التي يطلقونها الإخوة اليمنيين على الإخوة السودانيين بأن شعب السودان شعب كسول ويحب النوم ومعه مثل هذه المساحة الشاسعة الواسعة من الأراضي الصالحة للزارعة ويعيش في فقر.
منذ عام 1955 م أي وقت خروج المستعمر الانجليزي من السودان والذي قام بزرع بذور الفتنة بين الشمال والجنوب وصور فيها شكل رسومات منحوتة على الجدران وعلى الجبال تشير إلى الشمالي وهو يمسك بالسوط على يده ويقوم بجلد الجنوبي وكأنه عبد ،فهذه الفكرة غرست في قلب الجنوبي الحقد بأن السودان الشمالي مستعمر مثل ما فعل بلفور بوعده المشئوم عام 1917م والذي وعد فيه اليهود بدولتهم في فلسطين .
فهذه الفتنة نجحت وطرحت ثمارها وآتت أكلها على مر العصور ،فهذه الأيام أبناء السودان من شمال وجنوب يحصدون هذه الثمار التي تطرحها شجرة الشيطان المستعمر لتطل برؤوسها البشعة وطعمها المر الذي يتجرعه أبناء السودان.
ومنذ عام 1955م تدور رحى الحرب بين أبناء السودان في الشمال والجنوب مخلفة ورائها نحو اثنين مليون ونصف المليون نسمة من أبناء السودان ومعطلة عجلة التنمية كاملة وخاصة في الجنوب الذي تأثر بها أكثر من الشمال الذي ظل يتحمل هو الآخر أفواج الجنوب هروباً من الإبادة العنصرية بين القبائل الجنوبية التي يتعرضون لها في محافظاتهم وقراهم من حركات التمرد التي كانت تهجم على مناطقهم وتقتل رجالهم وتسبي نسائهم وتستولي على أبقارهم وممتلكاتهم وتسوق الأطفال القصر وتزج بهم في الحروبات ،وعلى رأس هذه الحركات الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب اليوم والتي وصلت إلى الحكم باتفاقية نفاشا مع المؤتمر الوطني الحزب الحاكم فهذه الحركة الشعبية تسيطر عليها قبيلة الدينكا القبيلة الباطشة التي تبطش بأبناء الجنوب .
وتعتبر جميع قبائل الجنوب قبائل ناقصة في أصلها فصلياَ وهي الأصل والسيد .
قبيلة الدينكا هي المسيطرة على القيادة في الحركة الشعبية في حكومة الجنوب ويجود معهم من أبناء القبائل الجنوبية يشاركون في حكومة الجنوب لكنهم لا يملكون كلمة ولا زمام أمر، بدأت الحركة الشعبية بالتمرد عام 1983م بقيادة الدكتور/ جون قرنق وكان ذلك قبل نهاية حكم المشير جعفر نميري بعامين وهذه الفترة بالذات كان السودان مريضاً يحتضر ،لذلك وجدت لحركة الشعبية ضالتها خلال هذه الفترة لتكوين نفسها وجمع صفوفها وتسليح نفسها وبدأت عملياتها العسكرية تنطلق من الدول المجاورة لجنوب السودان وتستولي على مناطق كثيرة في الولايات الجنوبية وتتقدم صوب المدن المتاخمة للشمال ،ولولا ثورة الإنقاذ التي جاءت في منتصف 1989م بقياده المشير/ عمر البشير وتصدت لهجمات المتمردين حتى أجبرتهم على التراجع من كل الولايات الجنوبية .
وفي عام 1933م بدأت حكومة الإنقاذ تتفاوض مع هذه الحركات بيد وتحاربها بالأخرى واستمر التفاوض ثلاثة عشر عاماً حتى جاءت اتفاقية نيفاشا المشهورة في كينيا ووضعت حدا للحرب التي وضعت أوزارها في بداية عام 2005م
وكان ذلك بإشراف حكومة الإنقاذ وأمريكا ودول الغرب والمنظمات العالمية وهذه الاتفاقية كانت مكسباً كبيراً لأبناء الجنوب الذين لم يكونوا يحلموا به أبداً ، لأنها أعطتهم كل حقوقهم من تقاسم السلطة والثروة وخاصة البترولية والتي توجد أكثر آبارها في جنوب السودان وأعطتهم منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية وعدداً كبيراُ من الوزارات المرموقة مثل الخارجية والبترول والاستثمار والصحة وشئون الرئاسة .
ولكن بفقدان الأب الروحي والمؤسس للحركة الشعبية الدكتور/ جون فرنق الذي فارق الحياة أثناء تحطم طائرته القادمة من دولة أوغندا ومعه مجموعة من القادة الجنوبيين وكان ذلك في 22/1/2005م هي فترة استمراره في الحكومة الاتحادية كنائب أول لرئيس حكومة السودان وكانت 21 يوما فقط في الحكم مثل تمرده الذي استمر 21 عاماً .
وحتى تاريخ هذه اللحظة لم تتطرق أي جهة محلية أو عالمية لهذا الموضوع أو مناقشته مثل ما تطرقت لموضوع رفيق الحريري الذي وجد اهتماماً ومتابعة من جميع الدول الكبرى وأذيالها والأمم المتحدة وزبانيتها .
لكن الأمر في هذا الموضوع واضحاً وضوح الشمس ، لأن الجهة العميلة التي قامت بتفجير مروحية الزعيم الوطني جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية - عندما اكتشفت بأن الرجل وحدوي ووطني حتى النخاع وله شعبية كبيرة من أبناء شمال السودان أكثر من أبناء جنوبه والأدلة على ذلك كثيرة ومنها الاستقبال الجماهيري الكبير الذي حظي به عند حضوره العاصمة الخرطوم بعد غياب استمر ثلاثة وعشرين عاماً عن العاصمة وهو يحارب من أجل سودان واحد موحد ، حيث وصل الحضور فيه إلى ستة ملايين نسمة أكثرهم من أبناء الشمال.
ولكننا نوجه سؤالنا لأفراد الحركة الشعبية عن بسبب صمتهم الرهيب تجاه مقتل أبوهم الروحي وقائدهم الذي أوصلهم إلى هذا المجد والشهرة والمناصب بعد أن كانوا وسط أحراش الغابات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء .
نقول لهم وعلى رأسهم ولي العهد سلفاكير الذي خلف الدكتور/ جون قرنق لماذا كل هذا الصمت والسكوت والتغاضي عن اغتيال أبوكم الذي كفلكم ورعاكم وعلمكم ؟وأنا على يقين بأنكم أعلم بهذا الملعوب وحليفتكم اسرائيل التي تحل من فترة بعيدة في جنوب السودان بعد توقيع الاتفاقية معها بتنفيذ اغتيال الزعيم الوطني جون قرنق وذلك بإطلاق صاروخ على مروحيته من قاعدة للعدو الاسرائيلي من جمهورية كينيا .
هذا كله يقودنا أو يكشف لنا بوضوح تصرفات الحركة الشعبية التي بدأت واضحة أو مكشوفة للجميع وهي تثبت لنا بأنها تنفذ أجندة صهيونية وذلك لتمكين إسرائيل من السيطرة على منطقة البحيرات ومنابع النيل ،فأن اسرائيل تسيطر أو تهيمن على جميع دول منبع النيل المطلة على منطقة البحيرات مثل كينيا وأوغندا و الكنغو وتنزانيا وهيا تحرض هذه الدول على إقامة السدود والموانع لتقوم باستغلالها لمصلحتها .
وخلال فترة الست السنوات المبرمة بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قام حزب المؤتمر الوطني بتنفيذ جميع بنود اتفاقية نيفاشا وذلك بتقاسم السلطة وتقاسم الثروة مع أبناء الجنوب وسحب القوات المسلحة من الجنوب لتحل محلها قوات الحركة الشعبية ومنذ خروج الجيش الشمالي الحكومي من الجنوب بدأت أفواج اليهود الإسرائيليين تتوافد إلى الجنوب والحكومة في الشمال كانت تعلم ذلك، لأنها كانت تتغاضي وتسكت عن التصرفات للحركة الشعبية باستقبال اللوبي الصهيوني حتى لا يحصل صدام بينها وبين الجيش التابع للحركة الشعبية وعدة مرات كانت الحكومة تضبط كميات كبيرة من الأسلحة في وسط البحر الأحمر والمطارات الجنوبية للحركة الشعبية قادمة من اسرائيل ،فهذه التصرفات للحركة الشعبية تخل ببنود الاتفاقية والحكومة الاتحادية تصمت وتتغاضى عن ذلك حتى تستمر السفينة المشتركة بينه وبين الحركة الشعبية في الإبحار إلى بر الأمان والسلام والوحدة.
فهده التجاوزات والصمت للحكومة دفع الحركة الشعبية إلى مزيداً من التجاوز والتمادي في بنود الاتفاقية المبرمة بينهم وصاروا كل يوم يأتون بخروقات وصار قادتهم يصرحون على الملأ وعلى جميع القنوات الفضائية تصريحات قائدهم سلفا كير الذي قال على الهواء مباشرة إن اسرائيل ليست عدوا لجنوب السودان ولكنها عدواً لشعب فلسطين .
وقال أيضاً قولته المشهورة التي بحث فيها أبناء الجنوب على الانفصال إذا كنتم تريدون أن تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية فصوتوا للوحدة وإذا كنتم تريدون أن تكونوا مواطنين من الدرجة الأولى فصوتوا للانفصال" وقال لهم أنا قائدكم عند الاستفتاء وسوف أصوت للانفصال فكلامه هذا يعتبر إخلالاً ببنود الاتفاقية التي تحث الشريكين بالعمل على وحدة السودان.
وأظن أن الرجل خانه التعبير والحكمة والإدراك، فأراد الله أن يكشف أمره ونزعاته الانفصالية ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) صدق الله العظيم، وتنفيذ أجندة أسياده الصهاينة التي توعده بوعد السراب والخراب.
لذلك نقول له ألم تقرأ وتسمع عن المثل الذي يقول ( عشم إبليس في الجنة )؟ ،ألم تقلب صفحات إسرائيل السوداء المظلمة ووعودها لكثير من الدول التي طبعت علاقتها مع اليهود وسمحوا لها بفتح سفارات لها ودخول أراضيها مثل جمهورية موريتانيا ودولة اريتريا وجاراتك أوغندا وكينيا وتنزانيا؟ هل قامت إسرائيل بالإيفاء بوعودها لتلك الدول وتطوير اقتصادها وتحسين معيشة سكانها؟.
بل نحن نعرف كميات الأسلحة التي تدخلها إسرائيل إلى جنوب السودان والدبابات الميركابا بكميات تصل إلى مئات الدبابات فهذا السلاح سيكون وقوداً لمن للانفصاليين من الجنوبيين وليس للوحدويين.
وتستمر تجاوزات الانفصاليين لخرق بنود الاتفاقية وآخر شيء توصلوا له هو تحريض أبناء الجنوب المقيمين في الشمال وتهديدهم عبر سلاطين الجنوب ومنعهم من تسجيل أسمائهم للاستفتاء الذي سيقام يوم 9/1/2011م وذلك ليحصل تدنٍ في مراكز الشمال ويكون تحصيلها ضعيفاً وتكون نسبة مراكز الجنوب تحصيلها عالية وبذلك تكون نسبة الانفصال مضمونة.
وذلك مثلما حصل في الانتخابات السابقة لرئاسة الجمهورية والبرلمان والمجالس التي قام أعضاء الحركة الشعبية وجيشهم بالهجوم على معظم المراكز الانتخابية والاستيلاء على الصناديق وتغييرها بأخرى وممارسة الضغوط والتهديدات على مواطني ثلاث ولايات وإجبارهم على الإدلاء بأصواتهم لصالح الحركة الشعبية.
فالحركة الشعبية تريد هذه المرة أن تعيد نفس السيناريو الأول وترمي بسنارتها المسمومة الانفصالية لتصطاد بها أبناء الجنوب الموجودين في الشمال والبالغ عددهم ثلاثة ملايين ونصف نسمة حتى ترجح بهم كفة الانفصال، لأنها شعرت بأنهم وحدويون، لكن أبناء جنوب السودان يدركون جيداً تصرفات الحركة الشعبية التي تسيطر عليها قبيلة الدنكا التي تنظر إلى بقية القبائل الجنوبية بتعالٍ وإذا صوتوا للانفصال سوف يفقدون جنسيتهم السودانية فلا يصدقوا أفراد الحكومة الشعبية والسلاطين المضللين الذين قبضوا الثمن بالدولار والذين يكذبون عليهم بأن هناك اتفاقاً بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بإعطائهم الجنسية المزدوجة فهذا كذب.
أبناء الجنوب الموجودون في الشمال عددهم أربعة ملايين ونصف نسمة ،حضروا إلى الشمال خلال سنين الحرب الثلاثة والعشرين الماضية، هاربين من الحروب الدائرة في الجنوب، فاستقبلهم أبناء الشمال بكل حفاوة وتقاسموا معهم السكن والملبس ولقمة العيش والعلاج والتعليم واستقروا بين إخوتهم الشماليين وانخرطوا في الجيش والشرطة ونال أبناؤهم حظهم من التعليم في جميع مراحلهم حتى الجامعية وفوق الجامعية ونالوا أعلى الدرجات الوظيفية في القطاعين العام والخاص وتملكوا المساكن والمصانع والشركات والمزارع وعلى هذا الأساس وجد أبناء الجنوب الحبيب ضالتهم التي فقدوها في مسقط رأسهم وحصلوا عليها في شمال السودان الذي احتضنهم بحب وحنان [ فهل يغيروا المن والسلوى من ما تنبت الأرض ؟.
جنوب السودان لا يملك مقومات لدولة ذات سيادة، الجنوب يملك من هذه المقومات كثير من الثروات مثل البترول والحديد واليورانيوم والغابات الصالحة لصناعة الأخشاب والثروة الحيوانية والأراضي الصالحة للزارعة ولكنه لا يملك شواطئ ومراسي وموانئ للاستيراد والتصدير، فتجده مخنوقاً من كل الاتجاهات، لذلك لا بديل له سوى الشمال حتى يمر ويتنفس عبر الشواطئ الشمالية الشاسعة الواسعة .
وجنوب السودان بنية تحتية من صناعة ومصانع لأبسط مايحتاجه الإنسان في حياته اليومية وكذا طرق تربطه ببعضه البعض لتبادل السلع والجسور على ضفاف الأنهار المنتشرة مثل انتشار الشرايين في جسم الإنسان وقلة المستشفيات أو شبه انعدامها في كثير من المحافظات وقلة المدارس من الأساسي إلى الثانوي.
فأبناء الجنوب الموجودون في الشمال يبلغ عددهم أربعة ملايين ونصف المليون وإذا حصل الانفصال بعد الاستفتاء المزمع في 9/1/2011م وعاد هؤلاء الجنوبيون فهل لدى دولتهم الانفصالية الإمكانات الكافية لاستيعاب كل هذه الأرقام من تعليم وتوظيف لكل فرد جنوبي وإيجاد السكن المناسب له مع إيجاد العلاج والدواء والمراكز الصحية. الباقي .. يتبع .
رئيس الجالية السودانية ( ذمارالبيضاء )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.