بحضور جماهيري حاشد قدر بعشرات الآلاف أحيى اللقاء المشترك بمحافظة تعز صباح أمس ذكرى عيد الاستقلال الوطني 30 من نوفمبر الذكرى 43 على رحيل أخر مستعمر من جنوب اليمن وذكرى الهجرة النبوية الشريفة وفي المهرجان الذي شارك فيها أبناء اليمن من عدة محافظات : عدن , إب , لحج , أبين فرق عبدالحافظ الفقيه رئيس المشترك بالمحافظة في كلمته بين احتفالات الشعب التي صنفها بالصادقة والحقيقة وبين احتفالات السلطة التي حولت المناسبات إلى مجرد زأر تستباح فيها أموال الشعب وثروات الوطن في احتفالات خيالية من المضمون مفتقرة إلى الجوهر . وأكد الفقيه أن السلطة القائمة لم تسرق المواطن لقمة عيشه فقط ولم تسلب منه حقوقه فحسب ولكنها بممارستها وسياساتها وخلفيتها الثقافية في السلب والنهب والفيد سلبت حتى المناسبات الوطنية وادعتها لنفسها ونادت بها لذاتها وصادرتها لحسابها فإذا الثورة والجمهورية والوحدة والاستقلال وقد طالها السلب والنهب وأصبحت مرتبطة بالفرد حكرا عليه وملازمة له وهو سطو على التاريخ والمبادئ وحق الشهداء وتضحياتهم والأحرار وجهادهم وكفاحهم ضد الاستبداد والاستعمار حتى حققوا النصر للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وانتزعوا الاستقلال الذي أمهروه بالدماء والتضحيات حتى تم طردهم من البلاد . وقال رئيس المشترك إن من السخرية أن يتحدث النظام اليوم عن الاستقلال في ظل انتهاكات تستهدف سياسات الوطن وتستبيح دماء المواطنين الأبرياء في المعجلة أبين أو في أرحب شبوة ومأرب وغيرها , مردفا : إن نظاماً وسلطة عجزا أن يقدما نفسيهما كبديل أفضل لمن سبق أو كسلطة أفضل ممن يجاورها لهي سلطة حرى بها أن تخجل من نفسها وأن تطوى عصا استبدادها وترحل غير مأسوف عليها . وأضاف الرجل أن الديمقراطية ليست شعارا وإنما حق سينتزعه شعبنا بمزيد من النضال والتضحيات حتى تتحول الديمقراطية إلى مشروع حضاري يوصل شعبنا إلى مرتبه التبادل السلمي للسلطة عن طريق انتخابات حرة ومتكافئة الفرص، بعيداً عن استخدام الدولة والثروة لتزيف إرادة الشعب . وفيما يتعلق بالانتخابات قال إن الحديث عنها بدون إصلاحات سياسية هو نوع من العبث شعبنا لا يقبله، كما أن الذهاب إلى انتخابات منفردة هو شكل من أشكال الاعتداء السافر لإزهاق الديمقراطية وقتل الوحدة وجر البلاد إلى المجهول لصالح الاستمرار في المشاريع الصغيرة والعائلية التي ثأر عليها شعبنا منذ أكثر من 48 عاماً . من جانبه قال الأستاذ محمد غالب أحمد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني في كلمة المجلس الأعلى للقاء المشترك أن تعز هي نقطة ارتكاز الثورة والثوار وإذا ضعفت تعز ضعف الجنوب وإذ رقدت تعز رقدت اليمن بأكملها إلى الأبد , منوها إلى أن تعز هي مدرسة العلم والثقافة وهي التي أنجبت الشهيد علي غالب الشرعبي والشهيد عبود وغيرهم من الأحرار الذين أفتدو الوطن بدمائهم حتى رحيل أخر مستعمر بريطاني من جنوب اليمن , مؤكدا أن الثورات اليمنية قامت على أكتاف أبناء الشعب اليمني من الشمال والجنوب والشرق والغرب ولا توجد أي ثورة في اليمن منفصلة عن الأخرى أرضا وشعبا , مردفا أن النضال السلمي سوف ينطلق من تعز وقد بدأ من اليوم . عبدالناصر باحبيب الأمين العام المساعد للجنة الحوار الوطني – عدن , الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك ورئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح نوه من جانبه إلى أن احتفالات الشعب اليمني تأتي والوطن يمر بمنعطف خطير وفي ظل أزمة خانقة وشاملة على مختلف الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا , مؤكد على استنكار أحزاب اللقاء المشترك للخطوة الأحادية التي أقدم عليها الحزب الحاكم بوقف الحوار الوطني من طرف واحد , وتمسكهم بالحوار الوطني الشامل الذي لا يستثنى منه أحد وبرعاية إقليمية ودولية . معبراً عن إدانتهم للتصريحات المشنجة للسلطة والهادفة إلى إثارة الفتنة وإذكاء نار الصراعات بين المواطنين ونشر ثقافة الكراهية والحقد وبصورة مخالفة للدستور والقانون. موضحاً تمسكهم بكافة الاتفاقيات الموقعة مع الحزب الحاكم وخاصة توصيات الاتحاد الأوروبي القاضية بإصلاح المنظومة الانتخابية وتطبيق القائمة النسبية وإنجاز التعديلات الدستورية لإصلاح النظام السياسي وتهيئة المناخات السياسية بإطلاق سراح كافة المعتقلين على ذمة الحراك اليمني الجنوبي وحرب صعدة وتمكين المواطنين من ممارسة حقهم الدستوري في الاحتجاجات والاعتصامات السلمية وحرية الرأي والتعبير للكتاب والصحفيين والإعلاميين , معلنا بذات الوقت تضامنهم الكامل مع صحيفة الأيام وأسرة تحريرها , مطالبا بالإفراج عنها وإعادة إصدارها دون قيد أو شرط . الأستاذة جميلة أحمد عبدالحميد عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي قالت في كلمة المرأة إن الديمقراطية لا تعني استغلال فاضحا لصوت المرأة عبر صناديق الاقتراع بل هي تمكين المرأة من كامل حقوقها كشريك رئيسي وفاعل في البناء والتحديث , مردفة : على نساء اليمن ألا يستسلمن للسياسات التي تسلبهن ما تحققت لهن من مكاسب سياسية ومدنية بل ويقع عليهن عبء النضال الشاق ضد سلطة التقاليد العنيفة والأفكار الانهزامية . حضر المهرجان الأستاذ/ عبدالوهاب الآنسي أمين عام الإصلاح عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك وعدد من قيادات وأعضاء المشترك من تعز والمحافظات المجاورة . وقد صدر عن المهرجان بياناً طالب فيه النظام أن يأخذ عصاه ويرحل عنا بعيداً فلا حرية ولا تقدم ولا استقرار مع وجوده والتحرر منه يحتاج إلى تجديد الثورة في النفوس وإحياء معاني النضال والتضحيات ، لخوض نضال سلمي جماهيري شاق وطويل ينهى اختطاف الدولة ومصادرة الديمقراطية التي تدفع إلى انهيار الوطن وتمزقه والتضييق على عيش المواطن وإحالة حياته إلي جحيم وتحويله إلي أضحوكة بين الشعوب يحصد الإحباط والفشل الدائم . مشيراً إلى أن أسوء أنواع الاستبداد هو الاستبداد الديمقراطي الذي يرفع شعار الثورة والحرية والديمقراطية بينما يعمل دائما لتدمير الوطن وتحويل الشعب إلى أدوات خاصة للتملك والتوريث العائلي. و أكد البيان على شرعية الحوار الوطني والاتفاقات التي وقعتها القوى الوطنية وفي مقدمتها اتفاقية فبراير الموقعة بين المشترك والحزب الحاكم 29 فبراير 2009م للخروج من الأزمة المستعصية .